( 1 )
لاجديد في القول ان الجهل وتمسك الامراء بأماراتهم دون الاهتمام بمصير الرعيه لايصالهم الى عصر التقدم كان هو المشجع الاول ومنذ الحرب العالمية الثانيه لتوجه قوى الهيمنه الغربيه الى منطقتنا‘ وأن قوى الهيمنة التي ظهرت بعد الحرب وانتصرت على المد النازي وتوجة تحالفهم المنتصر باتجاه الشرق واول من تذكر حقد الغرب باتجاه العالم الاسلامي كان تنفيذ وعد بلفور ,
وبعيدا عن التصورات والدراسات المتعددة حول كيفية انتصار الغرب الاستعماري في الشرق و الوسيلة العظمى التي اعتمدت عليها تلك القوى لانتصارهم في تقسيم وتفريق شعوب المنطقة تحقيقا لعملية زرع الكيان المسخ الاستيطاني العدواني على حساب الشعب الفلسطيني كان وكما قلنا في البدايه هو وسيلة استغلال ظاهرة الجهل المستعصي في اكثر من مجالات الحياة لاهل المنطقة و الوسيلة الثانية وجود سلاطين و امراء كانوا قبل سقوط امبراطورية الرجل المريض راضين بما يفعله حكام تلك الامبراطورية مقابل اطلاق يدهم في ما يفعلونه بالرعية في اقطاريهم واقاليمهم ‘ وبعد توجة الغرب الى الشرق الاوسط كانت الوسيلتين جاهزتين كمنفذ لوصولهم الى المنطقة بسهولة وفتح الطريق امامهم‘ والان وكل شيء سيء في الشرق الاوسط يعود لاستمرار هاتين الظاهرتين اللتين لهما حضور في وجود الفوضى في المنطقة والشواهد على ذلك مايحدث في اقطارها .
(2)
في وثيقة تأريخية من وثائق المتعلقة بالحركة الكُردية في كوردستان العراق ‘ هناك وثيقة (وصية ضباط الكُرد ألأربعة أعدمتهم حكومة نوري سعيد في 9حزيران 1946) أتوقف دائماً على فقرة أعتبرها أهم ما موجود في تلكَ الوصية موجه للشعب الكُردي وتقول ( كونوا ضد الجهل ! ) ‘ وكلما ارى او أسمع اي حدث مؤسف وسلبي ‘ يؤدي بالضرر على مجتمع ‘ ليس متعلق بالشعب الكُردي فقط ‘ بل ضمن البيئة التي نعيشها نحن ( أهل الشرق ذي ألأكثرية إلأسلامية ! ) أتذكر هذه الفقرة في تلك الوصية ‘ وهي الدعوه لمحاربة (الجهل ) ‘ أليس ما حدثَ في بلد إسلامي (تركيا) ويحكمها حكومة ذي توجهات دينية حول بيع أرض في الجنة ! من إفرازات الجهل الإجتماعي ؟ ونحن نعرف أن معظم الديانات السماوية ، تدعو إلى مكافحة الجهل ونشر علوم المعرفة لترتقي منظومة الإنسان العقلية لمراتب أعلى ويكون لها القدرة على التميز بين قيم الخير والشر، وبالتالي التعرف بشكل أكبر على ماهية القيم الروحية والالتزام بها بما يخدم التوجهات الإنسانية ‘ وأكيد ولأن الرسالة الإسلامية تنزل أصلاً لمعالجة التحريفات التي حصلت في الحياة الإنسانية بعد تحريف نهج الرسالتين السماويتين قبلها ‘ من قبل محرفين طامعين بدنيوية الحياة ‘ فكانت ودائماً ‘ أن محاربة الجهل في مقدمة ألأداء الإسلامي بين البشر‘ وعندما يتراجع العمل من أجل القضاء على الجهل تظهر نتائج سلبية في الحياة الإجتماعية ‘ ولأن عند الإسلام وكما يؤكد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) ويقول : أن الجهل نقص في الدين والخلق ومعاملة الناس ‘‘ لآن الجهل يعمل على نخر الذات وتعطيل مكامن الخير في الكينونة وتحفيز مكامن الشر وإطلاق العنان لنوازع الشر لتكون السبيل الوحيد لتحقيق الرغبات المنفلتة من عقالها وعلى حساب بقية أفراد المجتمع
اء في الأخبار ( ألقت أجهزة الأمن التركية القبض على نصابين احترفا الاحتيال على المواطنين من كبار السن بإيهامهم ببيع أرض في الجنة لهم يبنون فيها بيوتاً لهم بعد الممات وأستطاع نصابين ألياس و خضر خلال أيام قليلة من جمع 20 ألف ليرة تركية من أربعة أشخاص مقابل بيعهم شَفهياً أرض بالجنة ..) .. هل ترون غير ظاهرة الجهل طريقاً أخرمن ممكن أن يمرر هكذا خداع (الروحي) على الإنسان امنَ بالدين وتركناه دون أن يفهم تفاصيل تنير طرق فهمه الروحي ؟ لوتوجهت الدول منتمية الى النهج الإسلامي إلى صرف (تلكَ المبالغ الكبيرة) التي تصرفونها على (تدخلات لاممبرلها) في شؤون بعضهم البعض وصرفها على كل متطلبات الوعي من خلال إيصال رسالة الإسلام الحقيقي منزل رسالته من الله ومفصل كل تفاصليه الإيمانية من خلال سنة النبوية الشريفة نوراً للبشريه ‘ ومع القضاء على الجهل يتم القضاء على الفقر أيضاً لانه هناك علاقة تلازم بين الفقر والجهل، فأينما حل الفقر تفشى الجهل وحيثما زال الفقر نحسر الجهل وحينما تنغلق في وجهه سُبل تأمين قوت يومه، يتعطل تفكيره وتصاب منظومة قيمه الذاتية بالعطب….
وأخيراً ‘ أليس إهمال قلع جذور الجهل في العراق ‘ أهم أسباب إدامة التعصب والعقدة العرقية والمذهبية والفئوية ؟ رحمكَ الله ( الدكتور علي الوردي ) كم دققتَ ناقوص الخطر لهذه العقدة ولكن السلاطين يصرون للأن أن يبقى الرعية يعرف ( أن سويسرا تعني رأس الخس) وليس بلد يتطور ويتقدم مع تطور العصر والحياة …!!