24 نوفمبر، 2024 9:00 ص
Search
Close this search box.

بعد وفاة “مبارك” .. المحللون الإسرائيليون يُعددون مساوئه !

بعد وفاة “مبارك” .. المحللون الإسرائيليون يُعددون مساوئه !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

توفي الرئيس المصري السابق، “محمد حسني مبارك”، يوم الثلاثاء الماضي، عن عمر يُناهز 92 عامًا، بعد أسابيع من خضوعه لعملية جراحية. وتابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية والمواقع العبرية خبر الوفاة، فتباينت آراء المحللين الإسرائيليين في وصف شخصيته، وكانت أغلب الآراء سلبية.

حقق السلام والأمن..

علَّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، على وفاة الرئيس، “مبارك”، فقال: “بالنيابة عن مواطني دولة إسرائيل وباسم الحكومة الإسرائيلية، أود أن أعرب عن الأسى العميق لرحيل الرئيس، مبارك، فقد كان صديق شخصي، وكان زعيمًا، قاد شعبه لتحقيق الاستقرار والأمن وتعزيز السلام مع إسرائيل”.

وأضاف “نتانياهو”؛ أنه التقى بالرئيس، “مبارك”، عدة مرات، وأُعجب به وبإلتزامه. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تعازيه للرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، ولأسرة “مبارك” وللشعب المصري.

زعيم سلبي أفقد مصر مكانتها !

أما السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، “إيلي شاكيد”، فيرى أن الرئيس الرئيس الراحل، “حسني مبارك”، وجد نفسه في المنصب الكبير الذي سبق أن تقلده، “جمال عبدالناصر” و”أنور السادات”. ومع بداية حكم “مبارك” أتضح الفرق الشاسع بين شخصيته وشخصية الزعيمين السابقين، اللذين قاما منذ ثورة 1952، بقيادة “مصر” نحو الريادة والصدارة في الساحات العربية والإسلامية والدولية.

فكانت “مصر” في عهدهما تلعب دورًا محوريًا وتتزعم كتلة دول عدم الإنحياز، إلى جانب “الهند ويوغوسلافيا وكوبا”.

تلك هي المكانة التي كانت عليها “مصر”؛ حينما تولى “مبارك” مقاليد الحكم فيها. وخلال بضع سنوات، تبين أنه زعيم مختلف تمامًا. إذ أتضح أنه زعيم سلبي وتقليدي، يفتقد روح المبادرة والإبتكار والمغامرة السياسة والعسكرية. وسرعان ما أدت تلك الصفات الشخصية إلى خسارة “مصر” مكانتها الريادية في الساحتين الإقليمية والدولية.

فتراجع الدور السياسي لـ”مصر”، في عهد “مبارك”، وأصبح دورًا هامشيًا، وباتت “مصر” دولة فاشلة وغير مهمة حتى نهاية حكمة. وسرعان ما قامت دول أخرى، وعلى رأسها “إيران” و”تركيا”، بملء الفراغ الذي خلفته “مصر” في المنطقة.

وحتى السلام مع “إسرائيل” لم يكن دافئًا طوال عهد “مبارك”. صحيح أنه لم يكن ينوي الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل” – رغم ضغوط الشعب المصري والدول العربية في بعض الأحيان – إلا أنه لم يفعل شيئًا لتعزيز تلك العلاقات.

نهاية مخزية..

يضيف “شاكيد” أن الرئيس، “مبارك”، ختم سنوات حكمة الطويلة بطريقة مُخزية، حيث أجبره الجيش على التنحي. أما غالبية الشعب المصري فلم يُخفي عداءه وكراهيته لـ”مبارك” ولأفراد عائلته.

تعلم الدرس من سابقيه..

فيما يرى المحلل الإسرئيلي، “آمير أورن”، أن هناك اختلاف شاسع بين شخصية، “مبارك”، والزعيمين السابقين له. إذ كان “عبدالناصر” قائدًا قويًا، بل وأهم زعيم عربي، إلى أن أغتر بقوته وتحدى “إسرائيل” في عام 1967.

أما “السادات”؛ فقد إتخذ قرارين مصيريين، أحدهما لشن حرب تشرين أول/أكتوبر 1973؛ والآخر لإبرام اتفاقية السلام مع “إسرائيل”، (وإن كان القرار الثاني مرتبط بالأول، لكن إسرائيل لم تدرك ذلك).

أما “مبارك”، الذي تولى الزعامة، بعد “عبدالناصر” و”السادات”، فكان يخشى الإقدام على أية مبادرة. وكان أقصى ما يُريد هو العيش بهدوء في القصور الرئاسية.

وبالفعل حقق “مبارك” ما أراد، حيث ظل في الحكم فترة طويلة استمرت ثلاثة عقود؛ بعدما تعلم الدرس من سابقيه. فالرئيس، “عبدالناصر”، لم يستمر في الحكم سوى 18 عامًا، وتوفي في عمر 52 عامًا. أما “السادات”، فظل عشر سنوات في الحكم؛ ثم قُتل وهو يبلغ من العمر 62 عامًا.

لم ينهض بالدولة..

أشار “أورن” إلى أن عهد “مبارك” أتسم بالإعتماد على جهاز المخابرات بقيادة، “عمر سليمان”، كما أتسم  بالفساد الذي استشرى بين المقربين من الرئيس وبين القيادات العسكرية.

ولم يسعى، “مبارك”، للنهوض بـ”مصر” ولم يُبث فيها روح التجديد. وربما لم يكن ذلك ممكنًا على الإطلاق، لكن ما يُؤخذ عليه أنه لم يُكلف نفسه عناء محاولة للتجديد.

من أوائل الطُغاة الذين أسقطهم “الربيع العربي” !

يقول المحلل الإسرائيلي، “جي ألستر”: رغم أن الرئيس، “مبارك”، كان أحد أقوى الزعماء العرب، إلا أنه كان من أوائل الطغاة الذين سقطوا مع اندلاع أحداث “الربيع العربي”، في الشرق الأوسط.

وكان نظام “مبارك” يتسم بقمع المعارضين، وخاصة “جماعة الإخوان المسلمين”. وخلال فترة حكم “مبارك”، كانت العلاقات وثيقة مع “إسرائيل”، حيث وصل لزيارتها كي يُشارك في مراسم جنازة رئيس الوزراء، “يتسحاق رابين”، بعد اغتياله.

فرعونًا حديثًا..

ألمح “ألستر” إلى أن “مبارك”، الذي أصبح فرعونًا حديثًا، نجا من عدة محاولات اغتيال خلال فترة حكمه. وحصل على مساعدات ضخمة من الإدارات الأميركية بعد أن تخلت “مصر” عن الكتلة الشرقية وغيرت وجهتها.

لكن “مبارك” رفض السماح بإتخاذ أي إجراء ديمقراطي مُحذِّرًا من الفوضى لو تم ذلك، ولم يُعين على الإطلاق أي نائب له، رغم أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن من سيحل محله هو نجله، “جمال”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة