في ظل تصاعد وتيرة العنف وارتفاع عدد وحجم الهجمات التي تنفذها الجماعات الارهابية والمسلحة في العاصمة بغداد والمحافظات ، واضحت ايام الاسبوع لا تخلو من يومٍ دامٍ  جديد يضاف الى سلسلة الايام السابقة في الموت و القتل ، حتى وان  تعددت الاسباب فالموت واحد . تزهق ارواح بريئة ليس لها ذنب سوى انها عراقية ، انه بلد المواجع والمحن والصعاب . في غرة العشرة الاواخر من شهر رمضان ومع بداية يوم جديد تعالت اصوات الاطفال والثكالى بفقدان الاحبة في انفجارات عنيفة هزت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات ، ليعلن قادة الجريمة ان العراق قد استباح لهم ولم يُعد مكان في مأمن من تنفيذ هجماتهم  . كل يوم يفاجئنا الارهاب بعمليات نوعية تحصد الغالي والنفيس واضحى العراقي مستسلماً لا يرى بُد الا الموت وبات يطارده حتى الى البيوت والازقة ناهيك في الساحات العامة والشوارع . المؤسف ان الاجهزة الامنية تُحمل الطبقة السياسية ما يحدث ونسيت ان واجبها  يجب ان يكون بمعزل على العمل السياسي وعلى تشكيلاتها التخلي عن الانحياز لهذا وذاك والتصرف بمهنية عالية للتعامل مع الارهاب وادواته . نعتقد ان المرحلة الحالية ينبغي ان تتكاتف الجهود الامنية ما بين المواطن الاجهزة الامنية للحصول على المعلومة لان الامن مسؤولية الجميع مما يتطلب ان يكون الحس الامني عالياً لدى المواطن والذي بدوره يفشل الهجمات الارهابية لانه سيكون العين الاخرى للاجهزة الامنية . ان الهجمات الجارية امتازت بنوعيتها ودقة تنفيذها واستخدام اساليب الغش والتمويه لتمرير عملياتها فضلاً عن ارتباط هذه الجماعات مع شبكات ارهابية تعمل وفق امكانيات مادية وتكنولوجية متقدمة . السؤال المطروح كيف تخطت هذه المجموعات عشرات السيطرات واجهزتها السونارية ان كانت تعمل حقاً  فمن باب تُعلنون ان القاعدة قد تم تجفيف منابعها ولم تُعد قادرة على تنفيذ هجمات نوعية . يا تُرى من يُنفذ هذه الهجمات أليس هم عراقيون بالصوت والصورة .  لذا ينبغي التعاون مع مخابرات دول الجوار لمتابعة تحرك هذه القطعان المنتحرة  حتى لو تطلب الامر  بشراء المعلومة  منها ، وبالتالي احباط العمليات الارهابية في المناطق الرغوة ذات الطبيعة السكانية الكثيفة والمتجانسة  التي يمكن ان تنجح فيها العمليات  . لسنا اليوم بحاجة الى ادانة الهجمات اكثر مما يستلزم الاستفادة من خبرات الدول المجاورة والصديقة وملاحقة عناصر الجريمة من وراء الحدود مما يعني العمل على تجفيف منابع الارهاب ولن نحافظ على ارواح شعبنا وممتلكاتنا ازاء هذه الهجمة اذا لم نعمل بروح الفريق الواحد .