في مدن عديدة في فرنسا، هناك مناطق التي فيها نسبة مرتفعة من المهاجرين من ابناء الجيل الاول والثاني سيطرة الدولة، ووصل الأمر إلىان الشرطة التي تتجرأ السير فيها وخاصة في المساء…وتكاد تكون قيّم الجمهورية غائبة عن تلك المناطق. عصابات تتاجر بالمخدرات،الاعتداء على السكان، اخافة الشابات من الاندماج في المجتمع، وفرض عليهن التحجب، وينقلون عادات والأفكار المتخلفة من البلدان التيجَاءُوا منها ويريدون فرضها بإخافة السكان، والكثير من شباب تلك المناطق يتركون المدارس ويتسكعون عند بوابات العمارات والشوارعالقريبة، ونسبة العاطلين عن العمل مرتفعة جدا فقد تصل إلى 20%. كما نجد ان الكثير من الاسواق الكبيرة والمؤسسات المعروفة تخاف انتفتح محلات ومكاتب في تلك المناطق رغم تدني الإيجار فيها قياسا الى مناطق اخرى، لانها تتعرض للسرقة والتكسير واشعال النيران فيها.
ووصل الامر بالحكومات المتعاقبة اليمينية والاشتراكية، ان قدمت حوافز مالية لمن ينتقل إلى تلك المناطق التي هي خارج القانون ويفتح فيهامكاتبه، وشركاته والأسواق الكبيرة، بل وتقدم للمعلمين والأساتذة مبالغ إضافية للموافقة للذهاب والتدريس في تلك المناطق.
وقد استغلت ذلك الوضع الغريب جمعيات إسلامية وبمسميات مختلفة ظاهرها جمعيات اجتماعية خدمية، وتعليمية ونشر الدين الإسلامي،وتعميق ارتباط الشباب بمفاهيم وعادات وقيم الإسلام، ولكن في حقيقة الأمر هو نشر الإسلام سياسي، تموله قطر والسعودية والكويتوتركيا، وتقوم بذلك جمعيات الإخوان المسلمين التي تستغل القوانين المنفتحة والسهلة لتسجيل جمعيات وبأنواع مختلفة، رياضية، ثقافية،ودينية، وفتح مدارس للتلاميذ، وتتطور إلى فتح مدارس متوسطة وثانوية، وحتى إقامة مسابح خاصة يسمح فيها للفتيات فقط وفي ايّام معينةلممارسة السباحة. وبناء جوامع، وتكاثرت هذه الجوامع الى المئات خلال سنوات قليلة ولم يكتفوا بذلك، فتحول تشييد المساجد إلى ابنية واسعةجدا وفي غاية الفخامة والسعة، وكان اخرها مسجد النور الذي تبرعت البلدية بالأرض في مدينة مُولوز ثاني اكبر مدينة في منطقة الألزاسوالذي هو الأكبر مسجد في أوروبا. وكان في البداية مشروع لبناء مسجد ولكنهم شيئا فشيئا قاموا بشراء الأبنية والأراضي الملاصقة وأصبحفي النهاية “مركز النور” الذي يضم مسجدا ضخما جدا، ومدرسة وقاعات لممارسة الرياضة، وقاعات ثقافية، ومكتبة كبيرة، ومكتبة لوسائطالمرئية والصوتية ومتجر لبيع الكتب وحوض سباحة بطول 25 مترًا، يسمح للنساء في أوقات معينة السباحة فيه لوحدهن، ومحلات تجارية،وحتى قاعة للجنازة! وتشرف وتدير هذا المركز “جمعية الأمل” للمسلمين في الألزاس، التي تأسست عام 1973 في مُولوز بهدف الدعوة إلىمكان للعبادة للمسلمين المحليين وكذلك لتعليمهم، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
في البداية قدرت إجمالي كلفة المشروع ب 3.6 مليون يورو (على الرغم من عدم توفر رقم رسمي)، وتوجهت جمعية أمل نحو الشيخ يوسفالقرضاوي، الذي ظهر في فيديو في حملة جمع التبرعات لبناء المسجد. تبرعت قطر بمبلغ 2,5 مليون يورو.
وكان قد بدأ العمل ببناء المسجد في آذار/مارس 2010، بعد ان أعلنت جمعية مسلمي الألزاس (أمل عن الفكرة، ولأن ما خططت له يحتاجإلى تمويل كبير وان طموح جماعة الاخوان المسلمين العالمية في ان يكون على الاراضي الفرنسية أكبر مسجد ومركز يكون قاعدة استراتيجيةلها في اوروبا، ارتفعت الكلفة المطلوبة الى 7 مليون يورو، ولكن العمارة الفخمة للمسجد المغطى بمرمر كركرا ومركز يحتوي على باقيالفعاليات الثقافية والدينية والرياضية التي أضيفت إلى المشروع الأصلي، تطلب شراء أراضي وبنايات قريبة وتم هدمها وأضيفت إلىالموقع، فارتفع المبلغ الذي قدرته العديد من المصادر الى ما بين 9 إلى 11 مليون دولار فيما بعد.
وعلى الرغم من محاولة نفيهم استلام مبالغ من دول اجنبية، لكننا نجد الفرع المحلي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF يناشددولة قطر واميرها للتبرع مرة اخرى بعد أن توقفت أعمال الإنشاء لمدة ثلاثة سنوات (2011-2014) بسبب النقص في التمويل حينذاك. ففيرسالة ارسلت بالبريد إلكتروني مؤرخة عام 2015 وموقعة من زعيمها في ذلك الوقت يطلب مساعدة الأمير، بعد ان كال له المديح، مشيدًا”بمنارة للتعليم والوعظ، ليس فقط في فرنسا ولكن أيضًا في كل أوروبا بسبب موقعها الاستراتيجي، هذا مشروع قطر الخيري، حفظه الله “. بعد شهر، فتحت “جمعية قطر الخيرية” اعتمادا لهم بمبلغ 1.25 مليون يورو، كما توجهوا بطلب الاموال من دول خليجية اخرى! وتم استئنافالعمل فورًا وبأقصى سرعة في عام 2014، وكان من المتوقع الانتهاء من الإنشاءات بحلول عام 2017.
ومع هذا ادعى نائب رئيس جمعية الامل المسؤول عن متابعة أعمال البناء في البداية “يعتمد بناء مسجد النور والمركز بأكمله على التبرعاتالإسلامية فقط، كون فرنسا دولة علمانية لا تسمح بالدعم المالي للأديان والطوائف الدينية. واضاف قائلاً إن مؤيدي المشروع قد جمعوا أكثرمن 8 ملايين يورو منذ عام 2009 ؟!. ولكن تبين ان هناك 5 ملايين يورو تم التبرع بها من قبل المسلميين الأثرياء من الخارج، وبشكل رئيسيمن قطر والكويت، وكان للشيخ يوسف القرضاوي دور في ذلك.
وقد فضح المجلس الفرنسي CFCM على موقعه بشبكة الإنترنت أن عمدة مُولوز باع لجمعية “أمل” قطعة الأرض للمسجد النور ومركز النورمقابل 240،000 يورو، وقرر منح المنظمة إعانة بنفس المبلغ دون إجراء أي تشاور مع الآخرين. وهذا يعني تحايل على القانون فصار سعرالارض صفرًا اَي مجاناً.
يسع المسجد الذي يتكون من صالتين واحدة للرجال والثانية للنساء الى 2900 شخص، القاعة الاولى مساحتها 1358 متر مربع والثانية843 متر مربع. ومساحة المركز 11000 متر مربع، وعلى ثلاثة طوابق ويحتوي على منتجع صحي، وصالة الالعاب الرياضية وعدد منالمدارس والمراكز التعليمية، وحمام <span class=”s1″ style=”font