في رحاب امير المؤمنين في ذكرى شهادته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك ان الاقلام الي سبق وان تشرفت بسرد نهج امير المؤمنين او مدحه او رثاءه (ايا كان الموضوع ) فانها لم تترك لي او لغيري ما يمكن ان نستشفع به الى ذلك البطل الراهب والعالم الزاهد والفدائي المؤازر …….
وما عسانا ان نقول في رجل قال فيه الله تعالى وقال فيه رسوله ثم قال فيه محبوه وقال فيه مبغضوه فلم نجد كبير فرق بين قول كليهم وهذا ما لم يحصل لاحد قبله ولا بعده
ذلك علي ابن ابي طالب عليه السلام
ولكنني اردت ان اقف اجلالا لهذا الرجل في هذا اليوم الاليم واناقش كلمة ماثورة منسوبة اليه عليه السلام حين زعموا انه قال (( يا اهل الكوفة لقد ملأتم قلبي قيحا )….
وهنا اريد ان اتقفا بعض مقاطع التاريخ الاسلامي وفقا للمنظار الشيعي الاثني عشري حيث اقول:
1 – كان رسول الله ومن بعده الخلفاء الثلاثة قد اتخذوا من المدينة المنورة مقرا للدولة الاسلامية ولم يصل الينا من التاريخ ما يشير الى اي فكرة لدى اي منهم لتغيير مقر الدولة الاسلامية المتعاظمة شيء فشيء .
2 – ان الشيعة بكافة طوائفهم يؤمنون بعصمة امير المؤمنين وعلمه باحداث الدهر القادم والغابر بحسب الحديث الذي ينقلونه ( علمني حبيبي رسول الله الف باب ,يفتح من كل باب الف باب )….الحديث.
3 – ان خلافة امير المؤمنين كانت قد حصلت على اعلى تأييد من ابناء المجتمع الاسلامي في المدينة المنورة حيث لم يمتنع عن البيعة الا نفر قليل .
4 – ان اهل البيت عليهم السلام كانوا محبوبين من قبل عامة الناس في المدينة المنورة عامة والانصار بشكل خاص .
5 – ان اهل العراق انما دخلوا الى حضيرة الاسلام بالحرب لا بالسلم بعد معركة القادسية .
بعد كل هذا فاننا نتسائل مليا عن سبب تحويل مركز الدولة الاسلامية من المدينة المنورة وجوار رسول الله صلى الله عليه وآلاه وسلم الى ارض العراق من قبل امير المؤمنين :
ان النظرة الاولية لاي شخص يكره عنصرا معينا لا بد ان يتوصل الى عظم كره امير المؤمنين لاهل العراق وانه ربما بل اكيدا قد تعرض للخداع او ضعف الراي عندما ترك بلاد اخيه وجاء الى العراق . الا اننا اذا اردنا انصاف انفسنا وانصاف امير المؤمنين وانصاف التاريخ الاسلامي فاننا يجب ان نعيد ايماننا بعلي ابن ابي طالب وان الندم لا يمكن ان ياتيه من بين يديه ولا من خلفه وان قدومه الى العراق وقدوم الحسين عليه السلام الى العراق انما هو بحكمة متعالية لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم وعند ذلك فاننا لا يمكن ان نقتنع بان امير المؤمنين قد ندم على قدومه فالحكمة هي الحكمة و لذا فقوله لاهل العراق ما يزعم انه قاله بهذا الصدد اما قول منسوب مدسوس او شقشقة افاض بها وهو يقصد مقاصد لا يعلمها الا الله وهو .
اما اهل العراق فانهم لما قاتلوا مع امير المؤمنين واختلطوا روحيا مع اهل البيت ( شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا) فانهم لا بد ان يكونوا افضل امة تقدر على حمل ذلك الامر العظيم ( ان امرنا صعب مستصعب لا يتحمله الا …) الى اخر الحديث ولذلك جاءوا ولذلك قضو هنا ولذلك حلت بركاتهم على هذه الارض المباركة واهلها ولذلك اودعوا نسلهم هذه الارض ولذلك يظهر اخرهم وبقيتهم من هذه الارض ولذلك اخيرا تكون هذه الارض المباركة عاصمة الدنيا بقيادة الامام المعصوم ويحكم المسلمون العالم من هذه الارض الطيبة
فالسلام عليك ياامير المؤمنين في هذا المصاب الاليم
والسلام على الحسين الشهيد عليه السلام
والسلام على الكاظمين في بغداد
والسلام على العسكريين في سامراء
والسلام على الامام المهدي في كل العراق
والسلام على اهل العراق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته