23 ديسمبر، 2024 8:02 م

هل يشبة العراق قندهار؟

هل يشبة العراق قندهار؟

من يتابع الاحداث في الايام الماضية وهو يسمع سجون تقتحم انفجارات تتكرر في كل مكان مراكز او محلات كوفي شوب يتم الاعتداء عليها في فعل منافي للقانون وحقوق الانسان والحريات المدنية
ثم معركة عشائرية   ليس في الجبايش او هور الحمار او منطقة نائية قرب الحدود وطبعآ ليس في قضاء او ناحية او حتى في مركز المحافظة لاانها في بغداد في العاصمة
تصور عزيزي القارء ماذا سكون شعور اي  دوبلماسي او سياسي  من بلد اخر يتابع الوضع في العراق فيسمع مصطلحات مثل قتل تفخيخ اعتداء على الحريات هروب سجناء ميليشيات مسلحة تخطف تقتل عشائر مسلحة تتحارب مستلهمة تراث الداحس والغبراء في صورة عصرية في العاصمة مناكفات سياسية وتسقيط بين الفرقاء دوافع الصراع هي القومية العرقيةوالطائفية والعشائرية اكيد عندما يتابع متابع اجنبي او اي زائر ان كان هنالك زائر اوربي يقرر ترك مدن العالم ويأتي الينا فأنة اكيد سيحس انة يعيش في شعب ينتمي الى العصور الوسطى بكل مافي الكلمة من معاني الظلامية والتخلف والرجعية والاحقاد و الابتعاد عن الانسانية والتحضر العالمي سيستذكر الاوربي عندما يذكر العراق بوضعة الحالي عصور المعارك بين الاقطاعين الاوربين ويستذكر كيف عوقب المتنورون واحرار الفكر وكيف كانت الكنيسة تظطهدجميع الاحرار اما اذا كان انجليزي فأنة عندما يقراء مذكرات المس بيل و وضع البلاد القبلي الطائفي الذي تعشش فية الاحقاد الطائفية والعنصرية القومية فأنة سيجزم بعدم حصول تطور جذري عن عشرينيات القرن المنصرم مع العلم اننا اضفنا الفساد كعنصر جديد الى المعادلة واضفنا واردات النفط كأموال .
هنا اقول اننا بحاجة الى انتاج فعل ثقافي سياسي يرتكز على ثقافة وروحية حقوق الانسان والايمان الفعلي بالديمقراطية والحداثة والتطور فهي يمكن ان تؤهل لثقافة ديمقراطية مبنية على مبادئ حقوق الانسان والحداثة فهي يمكن ان تشكل المعادل القادر على التغلب على التخلف والاحقاد والكراهية كم نحن نحتاج الى فكر المفكر الكبير جون ديوي وهو يؤكد على ربط الديمقراطية بالتربية والتعلم المستمر وبالثقافة والقيم الديمقراطية حتى يكتب للديمقراطية ان تتطور وتصبح حقيقية فالديمقراطية ليست مجرد انتخابات ربما تحيطها عوامل تؤثر على ارادة الناخب فيشوبها العوار وينعدم فيها حسن الاختيار …
في ظل وضع كهذا داخليآ فأن التجربة العراقية مستهدفة ايضآ من قوى خارجية لدوافع ابعد ماتكون عن  مصلحة الشعب  هنالك صراع سياسي محتدم في المنطقة وهنالك تغيرات جذرية على رقعة الشطرنج الشرقة اوسطية كما يقال واذا كان دور الاخوان قد تراجع بعد احداث مصر وتظاهرات تركيا وخروج القرضاوي من قطر وربما خروجها هي بعد تبديل رأس السلطة من معادلة قيادة الصراع فأن هنالك لاعبون اخرون في المشهد وعلى رأسهم السعودية والامارات من هنا فأن تسخين الملف العراقي والتعاون مع الجماعات السلفية واستمرار شيطنة السلطة واستمرار الهجوم على رئيس الوزراء كل ذالك جزء من مخطط يسعى لرسم الخارطة السياسية من جديد بالتعاون مع دوائر صنع السياسة الدولية …
بالرغم من ان هنالك تحسن في بعض مناحي الحياة وزيادة في انتاج النفط وزيادة في الموازنة ووجود احتياطي نقدي جيد لدى العراق لكن كل هذا يحتاج الى ترجمة على ارض الواقع كم  تحتاج  النخبة اليوم لعملية كسب القوى المدنية والتنويرية والقيام بأجراءات تمدينية حداثوية وتصارح الجماهير حول حقيقة عرقلة اداء مرافق الدولة واعاقة خططها بفعل التناكف السياسي والصراع 
 وكم تحتاج القوى الدينية الى مراجعة مواقفها الفكرية والسياسية بغية الانفتاح اكثر على المختلف الفكري وان تقبل الديمقراطية وحقوق الانسان وثقافة الديمقراطية قبول فعلي وواقعي وليس قبول مصلحة لبلوغ السلطة  ان قيم الحرية والمساواة وثقافة حقوق الانسان هي الركائز التي يمكن ان تشكل الثقافة والاطار والفكر الجامع لفئات مختلفة متباغضة ومتنافسة من  الشعب وهي بالنهاية لاتتعارض مع الفهم المتنور للأسلام والفهم المدني العصري لهوية العراق الاسلامية عبر صياغة خطاب حداثوي متنور ديمقراطي …والا سنبقى نتشبة بقندهار فبعظ مظاهر الحياة في قندهار موجودة لدينا ثقافيآ وفكريآ وسلوكيآ …
نعم موجودة عبر قتل مظاهر الحياة المدنية واللانفلات الامني وهي من مظاهر الفكر الذي يرفض الاخر فكر قندهار الذي ينتمي للعصور الوسطى روحآ ويعيش في العصر الحالي .