18 ديسمبر، 2024 3:22 م

ومضيت والقيد في يدي ,وسلاسل الحديد في كل خلية من جسدي, مشيت اليكِ وان كان السير بطيئا ففي كل خطوة رأيت عمالقة الشر ترصدني وتحاربني وتقوض ما بنيت من أمل.
في لحظة هي الدهر, وقفت لا أريم … تبلد فكري وتصلبت شراييني وتوقف قلبي فلم ينبض,وغامت نفسي متكورة في زاوية سجن رهيب …كان الظلام دامسا وهناك سمعت انينا كخفقات أجنحة الطيور الذبيحة. كان هناك مسامير تدق في جسدي وأجساد الآخرين .صلبان تحمل حيواتنا الى عالم آخر.
كنت … واقفة… لا أريم … لا أشعر …لا أدرك.
امتد في جسدي سيف صقيل مزقني اربا لكني ارى …اجل كنت ارى اشلائي موزعة نازفة …ربما كانت تتحدث اليَّ …اسمع كلماتها…اسمع بكاء نفسي …اسمع نشيجها …بل وسمعت دعائها لرب العالمين …قالت
((اللهم اليك اشكو وبك اثق وعليك اتوكل))
………………………
اليكَ مشيت
تركت خلفي منديلي المعطر لعله يذكرك بي والوردة الحمراء التي طرزتها اناملي بالوفاء على خيوط الحرير البيضاء …الحمامة التي حملت بمنقارها غصن الزيتون …لون البحر الازرق في وسط المنديل دلالة واضحة على ان السماء والارض كلاهما يشعان بالزرقة ….باللون الازرق …لون انعتاق الطرائد من اقبية العبودية.
همست للرياح …انطلقي …واصلي الانطلاق…اسرعي بكل جبروت العنفوان والكبرياء…انطلقي فالقيد لا يليق بالحياة …القيد لا يليق بالمحبين.
ركضت بأراده المحبين الى طريقك …اريد اللحاق بك …وتخليت عن حقيبتي المدرسية …وشرائط الحرير في الضفائر …وعلبة الالوان …ومرسمي الصغير………
تخليت ايضا عن صوري الملونة التي شاركتها الصغار في اللعب …تخليت عن كتبي التي عشت فيها الف حياة كأنني ولدت مع ابطالها وكبرت وادركت ان العمر ………………….قد مضى.