18 ديسمبر، 2024 10:11 م

يمكن بيسر أن تقوم سيدة بتحضير وجبة طعام فاخرة، وليس بالضرورة أن يتسيد اللحم قائمة المواد المستخدمة في تحضير تلك الوجبة.

سيدات المنازل الشجاعات يمكن أن يحولن الأشياء البسيطة الى مستقبل عظيم، ويربين أولادا، ثم يصنعن منهم رجالا أشداء، وقادة في المجتمع، ومارأيك في سيدة تصنع من البصل والماء، وبعض البهارات الرديئة وكسر الخبز طعاما يستر جوع أسرة، وتكرر ذلك لأيام وأيام وأسابيع.

سيدة فاضلة كانت تذهب الى السوق زمن الحصار، فلاتجد ثمن اللحم، وبدلا من ذلك تشتري أرجل الدجاج التي يزهد فيها الناس، وتعود بها الى المنزل، فتصنع منها طعاما لذيذا، ولاتضع الكثير من البهارات فيه.

رجل السياسة والجندي ورجل الدين والمهندس وبائع الخضر والفلاح وملمع الأحذية، وكل صاحب مهنة يتعلمها، ويكون منتجا فيها ومبدعا، ويمكن أن يفشل، والمهم أن يحاول لمرة أخرى فالهدف هو النجاح والفشل أمر في الطريق إليه وحسب، ولعل كلمات أغنية سورية تشرح ذلك

أكثر ناس عرفوا الصح

هني إلي عملوا غلط

في المواقف الصعبة يظهر معدن الرجال، فحين يحدث مصاب، وتصرخ سيدة المنزل، بينما يهدأ الرجل، ويمارس دور القائد، فيبدو مثل جبل راسخ، بينما تظهر المرأة مثل كثيب رمل تذروه الرياح.

البلاد العربية بحاجة الى هذا الصنف من الرجال الذين يرسخون في الارض كالجبال لاتهتز في مواجهة الريح، ومهما تعرضت الى التعرية تبقى عالية وصامدة، وتبدو التعرية كعلامات جراح فقط، ولطالما أصيب الشجعان بالجراح.

هناك المزيد من التحديات والفوضى والحرمان وجحيم البطالة وزيادة السكان والحاجة الى تنظيم الأسرة، وتوفير فرص العمل، وتطوير القطاع التربوي والتعليمي والصحي، وتوفير المياه والكهرباء، وشبكات الصرف الصحي في بلاد ينخر فيها الفساد، وهي تحديات جسيمة لايمكن أن نتعامل معها، كما نتعامل مع البصل المهروس.