ربما هو المرغوب ، او هو من كان المطلوب ، ولم تكن حتى ولادة حكومته قد مرت بالاسلوب المعتاد وفق منطق المحكمة الاتحادية اي ابن الكتلة الاكبر تحت قبة البرلمان ، (لعب جهال) هذا كل ما يمكن ان يقال عن حكومة لم يشهد في ظلها العراق الاستقرار الأمني او السياسي ، فبعد عام من استوزاره لم يستطع الرجل حتى البدء بتنفيذ أبسط ما ورد في برنامجه الوزاري ، وكان هذا مدعاة لانتفاضة الشعب ، الذي خرج شبابه العاطل عن العمل مناديا بالحرية والعمل ثم ترك المطلبية لينقلب مناديا بالعراق المستقل عن تدخلات الجوار ودول الغرب الرأسمالي، ولم ينتبه عبد المهدي الى جوهر المظاهرات ، فقد سكت على الكتل اليمينية وهي تضرب المظاهرين، لانها طالبت بازالة هذه الكتل وانها لم تعد صالحة للمرحلة ، بعد فشلها المؤكد في المراحل السابقة ، وكان يرتكب الخطأ تلو الاخر عندما ترك الامور تسير وفق اهواء الكتل وعنجهياتها ولم يستطع مخاطبة المتظاهرين وبدأ تدريجيا يعادي التظاهر وأخذ يأمر بضرب المتظاهرين وقمع حركتهم للحصول على رضا هذه الكتلة او ذاك الحزب ، وكان ضعفه او قبوله المستتر ان انفلت زمام الأمن وصار كل يلعب بالنار هذا يخطف وذاك يجرح وثالث يطعن والرابع اطلق عليه الطرف الثالث المدمر ، وكان ضعيفا إلى الحد الذي يناشد فيه خاطفي اللواء مدير المعهد العالي للتدريب الأمني ، نعم كان يناشدهم بأطلاق سراحه ، القوات الامريكية تضرب وقوات الحشد ترد ، وتردت السياسة العامة وتوقف الحزم وصار كل شئ في عداد الألغاز وزادت نقمة الشعب وصار البون شاسعا بين عبد المهدي والمواطن ، وكان ملزما ان يقدم استقالته وفق شعار الشارع الشيعي المنتفض ،
لقد كان الرجل أكثر طموحا من قدراته ، وكان الكتل أكثر طموحا في استغلاله ، وهكذا سقط مغشيا بعد ان خسر الشارع والكتل ، وصار نموذجا للحاكم الأضعف في العراق…