اعتبر المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني هروب السجناء مؤخرا من سجن ابو من عتاة تنظيم القاعدة فضيحة كبيرة وهاجم المسؤولين الامنيين وقال انهم لايكترثون بارواح المواطنين .
فقد اعتبر المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السد علي السيستاني هروب السجناء الاحد الماضي من سجن ابو غريب في بغداد من عتاة تنظيم القاعدة فضيحة كبيرة وهاجم المسؤولين الامنيين وقال انهم لايكترثون بارواح المواطنين .
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية العليا خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم “هناك تساؤلات تحتاج الى جواب مهني وواقعي يشخص الاسباب الحقيقية لوصول هذه العملية التي تعد نوعية ودقيقة ومنظمة جداً والتي ادت الى هروب ما بين 500 الى 1000 سجين من عتاة مجرمي القاعدة والذين ثبت قيامهم باعمال ارهابية كبيرة”. واشار الى ان سجن ابو غريب بضواحي بغداد يشتمل على تحصينات قوية تمنع حصول أي خرق امني مما جعل الكثير من المراقبين والمتابعين للاوضاع في العراق يستغربون كيفية هروب هذا العدد الكبير من السجناء الذين يمثلون اخطر الارهابيين. وقال ان بعض كبار المسؤولين في دائرة الاصلاح التابعة لوزارة العدل التي تشرف على السجن اعلنوا ان لديهم معلومات استخبارية دقيقة عن نية المجاميع الارهابية مهاجمة السجن لتهريب كبار الارهابيين بل ان تنظيم القاعدة اعلن صراحة ومن خلال مواقعه الالكترونية عزمه على تنفيذ ما يسمى بعملية هدم الاسوار. واشار الى انه حتى المواطنين العاديين في قضاء ابو غريب قد تناهى الى سمعهم قبل ايام قليلة من موعد العملية ان تنظيم القاعدة سيقوم بها مما جعل بعض المواطنين القريبين من السجن يغادرون المنطقة.
واضاف ان هذه العملية تعكس مدى ضعف وهشاشة الاستعدادات الامنية وعدم مبالاة وعدم اكتراث المسؤولين المعنيين بالملف الامني حينما يعرف الجميع ان هناك عملية تهريب ستحصل قريباً ومع ذلك لا تتخذ الاستعدادات الكافية. وقال ان هذه العملية وبهذا الشكل لم تحصل حتى في دول اضعف بكثير من العراق في اجهزتها الامنية والاستخبارية وما تملكه من استعدادات ودعم مالي. واكد الكربلائي في خطبته التي نقلها وكالة “نون” من كربلاء ان هذه العملية تؤثر خرقاً امنياً فاضحاً بل هي فضيحة ما بعدها فضيحة وهو امر يدمي القلب ان هؤلاء المجرمين الذين سفكوا دماء المواطنين الابرياء وتركوا اللوعة والحزن والاسى لدى الالاف يتمكنون بكل سهولة من الافلات من العقاب في عملية تمثل استهانة كبيرة بالاجهزة الامنية والعسكرية العراقية.
واشار الكربلائي الى “ان الافضع من ذلك استهانة المسؤولين بالامر فبعد هذه الحوادث الكثيرة من هروب السجناء وفي مدن عديدة مثل البصرة وديالى والموصل وصلاح الدين وبغداد فقد اصبحت عمليات الهروب لعتاة المجرمين امراً عادياً لدى المسؤولين ولا نجد اجابات شافية ومهنية ولا تتخذ الاجراءات الامنية الكافية لمنع تكرار هذه العمليات بل الذي نجده هو العكس حتى اصبح هذا التنظيم الارهابي يستخف بالاجهزة الامنية والاستخبارية ويعلن صراحة وفي مواقعه الالكترونية انه سيقوم بعملية (هدم الاسوار) لسجن ابو غريب وسجن التاجي وينفذ العملية فعلا ً .
واكد الكربلائي قائلا “في الواقع هناك خلل جذري وفاضح في المنظومة الامنية والاستخبارية ولذلك فان المسؤولين يتحملون المسؤولية امام الله تعالى وامام الناس..وهي تؤشر مدى تردي الاستعدادات الامنية الى ابعد الحدود.. وشدد على ضرورة وضع الاجهزة الامنية والمؤسسات المعنية لخطط تستطيع تدارك الاثار الخطيرة لعلمية الهروب هذه .
واوضح الكربلائي ان هذا الهروب ترك حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين وجعلهم يشعرون بوجود خطر مستقبلي كبير على امنهم مما اثر على الحالة النفسية العامة للمواطنين حيث ولّد حالة من الاحباط الكبير لديهم .. كما ترك اثراً نفسياً سيئاً على ضحايا العمليات الارهابية حينما يشعرون ان المجرم الذي سفك دماء آبائهم وابنائهم وزوجاتهم تمكّن من الافلات من قبضة العدالة. وقال ان هذه العملية قد
اساءت كثيراً لسمعة الاجهزة الامنية والعسكرية والسياسية وبدّدت ما بقي من الثقة لدى المواطن بهذه الاجهزة. واشار الى انها تركت ايضا اثارا سيئة على الاجهزة القضائية والامنية والاستخبارية حيث بذل افرادها ومنتسبوها الكثير من الجهود والتضحيات للقبض على المجرمين والتحقيق معهم واصدار الاحكام بحقهم بل اصبحوا يشعرون الآن بالخطر بسبب ما يتوقعونه من احتمال قيام العصابات الارهابية بملاحقتهم ومحاولة اغتيالهم. وخاطب الكتل السياسية جميعاً قائلا “لقد اصبح من المعيب بقاء حالة التناحر والصراع وقيام كل كتلة بتسقيط الاخرى وتحميلها المسؤولية بل المطلوب هو الشعور بالخطر الكبير القادم على مستقبل العراق”.