21 يناير، 2025 12:47 م

بعد زيارة “إردوغان” لباكستان .. هل سيجد الحليف البديل ؟

بعد زيارة “إردوغان” لباكستان .. هل سيجد الحليف البديل ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بعدما تأكد للرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أن “الولايات المتحدة” وباقي دول حلف (الناتو) لن تقدم له دعمًا فعليًا للخروج من أزمته في “سوريا”، لجأ إلى إستمالة “باكستان” مستغلًا أزمتها مع “الهند”؛ فيما يتعلق بـ”إقليم كشمير”.

فهل سينجح الرئيس التركي هذه المرة في إنشاء تحالف إستراتيجي بديل مع الدولة النووية الإسلامية، التي تراجعت في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في “قمة كوالالمبور” الأخيرة ؟

زيارة في وقت حرج..

من المعلوم أن “إسلام آباد” ترتبط بعلاقات وثيقة مع “السعودية”، وربما هذا ما يُفسر إندفاع الرئيس التركي لتعزيز علاقاته مع “باكستان” لاستكمال ما بدأه في “قمة كوالامبور” الأخيرة، التي لم تحضرها “السعودية” ولم تشارك فيها “إسلام آباد” وقاطعتها معظم الدول الإسلامية.

ويرى المحللون السياسيون أن زيارة الرئيس، “إردوغان”، لـ”إسلام آباد”، أتت في وقت حرج، إذ يواجه الجيش التركي مأزقًا حقيقيًا في “سوريا” على وقع معركة “إدلب”، ومؤشرات على تضرر التحالف الإستراتيجي بين الرئيس التركي ونظيره، “فلاديمير بوتين”.

تحالف مناهض للسعودية !

تأتي زيارة “إردوغان”، لـ”باكستان”، بعد فشله في تكوين تحالفات مع “تونس” و”الجزائر”؛ وبعد أن أصبح “السودان” يدور في فلك محور آخر مناهض للسياسة التركية التوسعية. فكانت “باكستان” هي الحلقة الأسهل والأسرع أمام “إردوغان” لتكوين تحالف “قطري-تركي-باكستاني”، في مواجهة التحالف “السعودي-الإماراتي-المصري”.

جدير بالذكر؛ أن “تركيا” و”باكستان” قد وقعتا مؤخرًا صفقة لصناعة أربع سفن حربية لصالح القوات البحرية الباكستانية، فيما تُعد “تركيا” ثاني أكبر مورد للأسلحة في “باكستان” بعد “الصين”، وفي العقد الماضي، تم تدريب حوالي 1500 ضابط عسكري باكستاني في “تركيا”.

يستميل باكستان في صفه !

كان الرئيس التركي، “إردوغان”، قد قال أمس الجمعة، إنه سيعمل على بقاء “باكستان” خارج القائمة السوداء لتمويل الإرهاب خلال اجتماع “هيئة الرقابة المالية العالمية”.

وتأتي هذه التصريحات؛ بينما يتحرك “إردوغان” لإستمالة “إسلام آباد” في صفه، بعد أن قاطعت “قمة كوالامبور الإسلامية”، التي استضافتها “ماليزيا” قبل قرابة شهرين، والتي حشدت لها “تركيا” ضمن جهود إنشاء كيان مواز لـ”منظمة التعاون الإسلامي”، وأيضًا في إطار محاولاته لتحجيم الدور السعودي الوازن إقليميًا ودوليًا.

وكان “إردوغان” قد اتهم “السعودية”، في كانون أول/ديسمبر الماضي، بأنها مارست ضغوطًا على “باكستان” لثنيها عن حضور القمة الإسلامية التي استضافتها العاصمة الماليزية، “كوالالمبور”.

ولتبرير فشل القمة الإسلامية في “ماليزيا”، زعم “إردوغان” أن “الرياض” استخدمت ملفي: “ترحيل العمالة الباكستانية من المملكة وسحب ودائعها من البنك المركزي الباكستاني”؛ لمنع مشاركة رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، في تلك القمة.

بين غض “بوتين” وتخاذل “ترامب” !

يرى المحلل السياسي، “محمد بكر”، أن الرئيس التركي، “إردوغان”، بات يواجة أزمة شديدة مع الرئيس الروسي الذي كان يُعد أهم حليف له بعدما تخلت عنه “واشنطن” ودول “حلف شمال الأطلسي”. فمناورات “إردوغان” لم تُعد تنفع أمام رئيس روسي ينتصر بصلابة للحلفاء، ورئيس أميركي لا يريد أن يكون شرطيًا دوليًا لإيقاف الوضع السيء في “إدلب”، كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، “روبرت أوبراين”، إذ أكد أن بلاده لا تملك سحرًا لتغيير المشهد في “سورية”، ولن تنزل المظلات هناك.

يضيف “بكر”؛ أن الرئيس التركي حاول مرارًا اللقاء بالرئيس، “بوتين”، لكن الأخير يمتنع عن ذلك، ولا سيما هذه الفترة. وقيل إن غضب الرئيس الروسي مرده رفض “إردوغان” ما عرض عليه، “بوتين”، لجهة لقاء “الأسد” في “سوتشي”.

ولم يستطع “إردوغان” التأثير في السلوك الروسي لجهة الضغط على “دمشق” لوقف عملياتها المتسارعة في الشمال، وفي نفس الوقت لم يحصد شيئًا من الانتصار الأميركي له سوى في الخطاب الإعلامي، وحضور المبعوث الأميركي إلى “سورية”، الذي زار “أنقرة”، والتقى مسؤولين أتراك لبحث التصعيد في الشمال.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة