تتباهى معظم دول العالم الراقي المتحضر باحترامها (الانسان) باعتباره العنوان الاول في طبيعة منظومتهم القيمية السلوكية الانسانية ، بالاضافة الى القوانين الصارمة للحفاظ وحماية الحيوان على مختلف صنوفة الزاحفة والطائرة والبرمائية مع القوانين الاخرى للمحافظة على البيئة ، ونرى وسائلهم الاعلامية وجهاتهم الحكومية تدخل في حالة الانذار والطوارئ في حالة انقلاب عجلة او تصادم قطار او في حالة وجود ضحايا نتيجة حدوث فيضانات مايشابها او عمل ارهابي لايتجاوز ضحاياه اصابع اليد ، وحينها تبدأ سلسلة التنديدات والاستهجانات وتقديم المعونات او المساعدات من كل المنظمات والجمعيات ودول العالم وفي مقدمة قائمة المبادرين (الدول العربية الغنية ) ،ولكن الوضع لدينا مختلف تماما حيث نعيش في كوكب اخر (منسي) يصيب عيون العالم الرمد والاذان الصمم والافواه البكم وهو (يتفرج) دون اهتمام او مبالاة للمسلسل الطويل (اللامنتهي) من ابشع الجرائم التي يتعرض اليها شعبنا حيث تزهق ارواح العشرات من ابنائه يوميا وكل ساعة لسبب واحد فقط الانتماء للعراق ، وقرر المجتمع الدولي (المتحضر) ان يدفع العراق ضريبة الصراع الدولي وتنافسه المصلحي لفرض الاجندات والتوجهات القسرية على المنطقة ، مما يبرهن ان انساننا لم يكن يوما في قاموس الاهتمام الدولي ولايذكره احد الا عندما تذكر صادرات (النفط اللعين ) ، وبين حينا وآخر نسمع الادانة (الخجولة ) التي لم تنفع يوما في دفع الضرر ، ولكن (لم نعتب على البعيد ولكن القريب) حيث الدول العربية (الشقيقة ) طول السنوات المنصرمة الماضية التي طالما تكون سباقة في التنديد لاعمال العنف في النصف (الغربي )من عالمنا حينما يتعرض لاية حوادث ، لم نسمع منها بيان شجب او استنكار او مؤاساة للقتل اليومي المبرمج بحق العراقي ،لذا انكشفت الازدواجية المفضوحة في ميزان (قيمة الانسان ) في حسابات الدول (القريبة والبعيدة) لتعكس زيف العناوين الانسانية التي تتبجح بها وانفضحت الانتقائية في التعامل مع احداث العنف التي تشهدها منطقتنا على اسس المصلحة السياسية وليس للانسانية فيها مكان او عنوان.