رشوة انتخابية .. حكومة “نتانياهو” تستقدم أبناء “الفلاشمورا” لإسرائيل !

رشوة انتخابية .. حكومة “نتانياهو” تستقدم أبناء “الفلاشمورا” لإسرائيل !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

كثيرًا ما وعدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستقدام الدفعات الأخيرة من أبناء “الفلاشمورا”؛ بزعم لم شمل الأسر اليهودية من أصول إثيوبية، التي سبق تهجيرها لـ”إسرائيل”.

ومع إقتراب الانتخابت الإسرائيلية؛ وجدت حكومة “نتانياهو” أن الفرصة باتت مواتية لتنفيذ ذلك الوعد، لكسب أصوات أبناء تلك الجالية والحصول على أكبر عدد من المقاعد داخل “الكنيست”. لكن تلك الخطوة لم تنطلي على يهود “الفلاشمورا”، الذين يعيشون بالفعل في “إسرائيل” ويعانون من الظلم الواقع عليهم بسبب العرق واللون.

إستخفاف بالعقول !

حول قرار حكومة “نتانياهو” إستقدام الدفعة الأخيرة من أبناء “الفلاشمورا” إلى “إسرائيل”، يقول “داني أدينو” – الذي هو من أصول إثيوبية – في مقال له بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية: “أخيرًا تذكرت الحكومة الإسرائيلية أن هناك مجموعة معينة كانت تنتظر لسنوات داخل مخيمات في محافظة غوندار الإثيوبية. لكن إستقدام هؤلاء المهاجرين لإسرائيل، قُبيل الانتخابات، لا يُعد عملًا صهيونيًا بل هو إستخفاف بهم”.

نظرة إستعلائية !

يضيف “أدينو”: إن قرار جلب نحو 400 فرد من أبناء “الفلاشمورا”؛ يعكس النمط الإستعلائي لحكومة “نتانياهو”، التي تُهين المرة تلو الأخرى، مشاعر جالية بأكملها. خاصة أن القرار قد إتُخذ قُبيل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات.

إنه قرار سياسي وليس صهيوني، لأنه غير نابع عن اهتمام بالعوائل المقيمة في “إسرائيل”، التي تترقب مجييء أقاربها بشوق وحنين. ولكن القرار صُدر من وجهة نظر إستعلائية. إذ تظن الحكومة أن إستقدام 400 شخص عشية الانتخابات، سيجعل كل أبناء الجالية الإثيوبية يهرولون إلى صناديق الإقتراع من أجل التصويت لصالح حزب (الليكود).

بحسب “أدينو”، فقد أُتيحت لحكومة “نتانياهو” العديد من الفرص السابقة لإنهاء قضية “الفلاشمورا”، التي ظلت عالقة لسنوات عديدة، جراء اعتبارات سياسية بحتة. وإلى الآن، اختارت حكومة “نتانياهو” ألا تنفذ قراراتها السابقة.

والآن فقط، “ونحن مقبلون على الانتخابات، إذا بالمسؤولين في الحكومة قد تذكروا أن هناك مجموعة معينة تنتظر في شوق وحنين، منذ سنوات، داخل معسكرات غوندار. إن جلب هؤلاء المهاجرين في هذا التوقيت تحديدًا، ما هو إلا رشوة انتخابية، لأن نتانياهو يفكر في تحقيق مصلحته الشخصية، معتقدًا أن جالية بأكملها سوف تتحول لتدعم حزب (الليكود) لمجرد أن سياسيًا أسود البشرة سيترك صفوف تحالف (أزرق-أبيض) لينضم إليه. وكأن جالية الفلاشمورا بأسرها هي مجرد قطيع من الأغنام، وأن انتقال سياسي إثيوبي واحد إلى صفوف (الليكود) سيجعلها جميعًا تعود وتصوت لصالحه. فهل هناك نظرة إستعلائية أكثر من ذلك ؟”.

آراء مختلفة..

يضيف “أدينو”: لا أعلم ما إذا كان “نتانياهو” يدرك أن الكثيرين من بيننا داخل “إسرائيل” لديهم آراء سياسية متنوعة. إذ يوجد بيننا من ينتمون للجناح اليميني، وهناك من ينتمون للجناح اليساري، كما أن هناك أيضًا من ينتمون إلى الوسط.

والسواد الأعظم من بيننا، لديه شعور بالقلق – مثل أي شخص آخر داخل المجتمع الإسرائيلي – إزاء تصاعد العنف في الشوارع، وانتشار الفقر، والحالة السيئة التي وصل إليها قطاع الصحة، والوضع الأمني المتدهور في الجبهة الجنوبية. بل ربما سيندهش “نتانياهو” لو علم أن هناك بالفعل خلافات حادة داخل العائلات الإثيوبية حول “خطة القرن”، التي طرحها مؤخرًا الرئيس الأميركي، “دونالدترامب”.

رؤية قاصرة..

“إننا كجالية الفلاشمورا لا نهتم فقط بما نعانيه من مظاهر العنصرية، أو بعدم اهتمام الحكومة بإعادة  المتغيب (أبرا منغيستو) إلى ذويه، أو بالإتيان الفوري لأبناء الفلاشمورا، أو بتشكيل لجنة للتحقيق في التستر على جرائم الشرطة ضدنا. إن قرار الحكومة بإستقدام 400 شخص لن يغير من نوايانا في التصويت خلال الانتخابات المقبلة. بل على العكس من ذلك – فلو كنتم تعتقدون أن تلك المجموعة المتبقية في إثيوبيا هي بالفعل مجموعة يهودية تستحق أن تُنقل إلى موطنها الطبيعي، لسمحتم لها بالهجرة إلى إسرائيل بأفضل وسيلة، كما هو مُتبع مع اليهود البيض من جميع أنحاء العالم. أما أنكم تختاروا شراء ذمتنا عشية الانتخابات، فهذا يعني أنكم تسفِّهون عقول جالية بأكملها، وهذا يعكس رؤييتكم المشوهة والقاصر”.

الكل مستفيد من الرشوة !

ختامًا يقول “أديني”: لقد تقرر في اجتماع الحكومة الأخير، تشكيل لجنة للفصل في السلوك السييء المتبع في قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة.

ومن المهم هنا أن نقول إن هذا القرار لا يُمثل رشوة انتخابية للمهاجرين من أصول إثيوبية فقط. وأنا منزعج لأن “نتانياهو” يُقدم لنا الكثير من الهدايا دفعة واحدة، لكن ذلك لن ينطلي علينا.

كما أود القول إن الرشوة – المتمثلة في تشكيل لجنة الفصل في سلوك قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة – مُقسَّمة بالتساوي على العرب والمعاقين وقطاعات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي، لأن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة يتستر أيضًا على إعتداءات الشرطة عليهم. صحيح، أن المقصود من تلك الرشوة هم نحن أبناء “الفلاشمورا”، لكن الكل مستفيد منها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة