26 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

شراء الإعلام  وبيع الضمير!

شراء الإعلام  وبيع الضمير!

يعد الإعلام في الدول المتقدمة من العالم ركيزة مهمة لبناء المجتمع بناءً صحيح،  ويكون عامل أساس في تطوير وثقافة الشعوب التي تسودها الحرية واحترام حقوق الإنسان،  وجعلت وسائل الإعلام احد السلطات المستقلة كونها ترتبط ارتباط مباشر في توجهات وتطلعات الشعب،  وتحد من الفساد الإداري والمالي في جميع مفاصل الدولة،  ولا تقل أهميتها عن السلطات الأخرى الدستورية،  والتنفيذية،  والقضائية. 
ان الإعلام منذ نشأته الأولى بدء يأخذ حيزا كبيرا في حياة الإنسان كونه وسيلة ديمقراطية،  وتعد واجه حضارية للبلدان،  وفي وسط ونهايات القرن المنصرم تقدم الإعلام بشكل كبير وهائل،  وتطور سريعا وانتقل الى عولمة جديدة وهي الأقمار الصناعية،  والفضائيات،  وشبكات الانتر نت ووسائل الاتصال الأخرى،  مما جعلت العالم مرتبط ضمن دائرة واحدة من حيث المعلومات والإخبار السريعة وتبادل الخبرات بين الشعوب والجماعات والإفراد،  وكذلك تسلط الضوء على مجريات الحياة الاجتماعية والإنسانية بين الأمم والشعوب والجماعات الأخرى،  كما لها الدور الكبير في صناعة الرأي العام وتحريك الشعوب لصناعة مستقبلها وتحديد مصيرها عبر الوسائل المتاحة ديمقراطيا،  ولذلك شكل الإعلام خطرا كبيرا على الحكومات والأنظمة المستبدة والمتوارثة عبر التاريخ،  وقد جعل تلك الأنظمة تولي اهتمام كبير للإعلام وتحاول ان تسيطر بشكل او بأخر على وسائل الإعلام،  وتؤدلجة حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية،  وتفرض رؤيته على الجميع حتى يكون اللاعب الأساس والقطب الوحيد الذي يلزم زمام الأمور من خلال ما يتفوه به الإعلام اذ أراد قلب الحقائق.
بعد عام 2003 انفتحت البلدان العربية والإسلامية على مصراعيها إمام وسائل الإعلام،  وصارت أشبه ساحة واحده يضربها الخبر يمينا وشمالا ويقلبها حسب ما يشاء،  حتى قسمت البلدان الى طوائف،  وقوميات،  وأحزاب،  وجماعات،  وإفراد،  وقد جعلت الحديث الطائفي والحزبي في الصدارة،  ولها الدور الكبير بسقوط تلك الأنظمة التي حكمت الشعب إعلاميا خلال فترة حكمها،  وهذا ما عمل به اليوم بعض السياسيين والقادة الجدد في المنطقة العربية،  وأولوا اهتماما كبيرا ومنقطع النظير للفضائيات والصحف وغيرها من وسائل الإعلام،  حتى وصل الأمر بأحد المسؤولين العرب خلال تسلمه مقاليد الحكم،  ومسكه بثروات البلد ومقدراته قام بفتح أكثر من 20 قناة فضائيه خلال عاما واحد،  ليمرر من خلالها  سياسته الخاطئة ويجعل الشعب في طوفان الإعلام. 
وكذلك الحال في العراق اليوم،  تصرف مئات المليارات من قوت الشعب ومقدرات البلد من اجل دفع الإعلام باتجاه حزب او مكون واحد،  وقد طرقت نوافذ مسامعنا النائبة عن ألقائمه العراقية (ميسون الدملوجي) السبت 20 تموز 2013 في موقع كتابات ( ووصفت ابن احد المسؤولين بعدي الصغير حيث اشترى قناة السومري،  ونصف قناة الفيحاء،  وفتح فضائيه جديدة العراق،  ناهيك عن الصحف  ووسائل الإعلام الأخرى)  فالسيطرة على بعض الفضائيات وبعض الصحف لا يعني غلق جميع نوافذ التعبير وابدأ الرأي،  وإنما خلق فوضا وتناحر جديد وإرباك سياسي وامني واقتصادي،  وقد تفضي في نهاية الأمر على المواطن المسكين،  والذي يعيش اليوم بين طوفان المهاترات الإعلامية والتفجيرات السياسية…

أحدث المقالات