نفط الوطن للشعب ، هذا الشعار الذي رفعته دول الخليج النفطية وابهرت به العالم اجمع في كيفية رعاية الدول لابنائها والحرص على زيادة مواردهم ودخلهم .
اما في العراق .. فكان صدام حسين يرفع شعار نفط الوطن للوطن ، ولا نعرف كيف يكون ما يخرج من خُرج الوطن يرجع الى خُرجه مرة ثانية وما هو المصداق لذلك ، هل المصداق بان يكون نفط الوطن للوطن بان يخرج من خرج الوطن ويدخل في خرج الحاكم وابناءه مثلا ام ماذا ، ام انها تصرف لاعياد ميلاد ومناسبات الرئيس المخلوع صدام حسين ؟
هذا الامر كان واحدا من اساسيات الاحزاب المعارضة لصدام حسين التي دفعتهم الى ضرورة اسقاطه لمنح الشعب العراقي حق التمتع بخيرات بلده والحذو بنفس حذو دول الخليج .
بعد الاحتلال تغير هذا الامر كليا ولم يشم الشعب العراقي / ريحة / خيراته ، بل بالعكس ان هذه الخيرات تبخرت بين الفساد وبين الرواتب الانفجارية لرواتب مسؤوليه التي يحلم بها اكبر رئيس بالعالم ، وكأن هم المسؤوليين رعاية امور ومصالح من يتبوء منصب في هذه الدولة ، وترك الشعب العراقي في فقر متقع لا ينسجم وخيراته التي تستطيع ان تسد حاجة ثلاث دول مع العراق في آن واحد .
والمستغرب ان من كان يرفع شعار نفط الوطن للشعب في ايام معارضته لصدام حسين ، هو نفسه من عارض هذا الامر معارضة شديدة ويرفض منح هذا الحق للشعب العراقي ، ولكن رغم كان هذا صوت مجلس النواب العراقي في 23 شباط 2012 على تخصيص 25 بالمائة من فائض واردات الشعب العراقي .
وعلى الرغم من ان هذا القرار اقتصر على توزيع حصة من النفط للشعب من فائض الواردات وليس من الواردات الا انه قرار جيد وخطوة بالاتجاه الصحيح . ولكن مر على هذا القرار ما يقارب السنة ونصف ولم يطبق لحد الان بسبب العجز في الموازنة ، ليرجعنا هذا الامر الى نفس النقطة الاولى ونبحث عن سبب العجز الذي اعتقد كما يعتقد الشعب العراقي بان الفساد والرواتب العالية للمسؤولين العراقيين هما المتسببان في هذا العجز .
وبدلا من ان تقوم الحكومة او / الدولة / بالبحث عن طرائق جديدة لسد هذا العجز ، فانها تحجب حصة الفرد العراقي وحقه في التمتع بخيرات بلده ، في ظل مطالبات تتصاعد بضرورة الغاء التقاعد للمسؤوليين العراقيين ، والتي جوبهت ( بتغليسة ) مستغربة من قبل الجميع .
ولا اعرف الى متى يبقى الحال على ما هو عليه ، والى متى تبقى حقوق هذا الشعب مستباحة من قبل اناس لا يعرفون الله في هذا الشعب ولا يلتفتون الا لمصالحهم ، اذ ان الشعب العراقي فرغ من حقوقه ( ومسح ايدة بالحايط ) ، لكنه يريد على اقل تقدير سد رمق ما هو بسيط من احتياجاته ولا يريد ان يعيش بصورة فارهة كما يعيش مسؤوليه .
نعم هو شعب من اغنى الشعوب بخيراته ، وافقرها بواقعه ، وشعب يجوع من اجل ان يأكل مسؤوليه .