لقد طبق الغرب أو الأستعمار الغربي طرق مختلفة في السيطرة على الشعوب العربية ، أبتداءاً من بدايات القرن الماضي بعد أن كان يرسل الجيوش بالسيطرة على الشعوب وما تمتلكه أوطانهم من خيرات ، فقد أبتدأ مرحلة السيطرة من خلال مخططات يطبقها وينفذها له مجموعة من المنتفعين الذين لايمتلكون مبدأ أو ضمير يدفعهم للدفاع عن حقوق شعوبهم المحرومة ، فكانت فترة الملوكية ومن ثم فترة الأنقلابات العسكرية ومن ثم فترة القومية العربية وبعدها الأنظمة الدكتاتورية الشمولية التي كانت تتغنى بحقوق الشعوب العربية والقضية الفلسطينية ، ولكن بعد فشل كل هذه المخططات وفضيحة قادتها وأنتشار وسائل نقل المعلومة بشكل سريع وأنتشار التوجه الاسلامي ما بين الشباب العربي نتيجة الفساد الذي استشرى ما بين أعضاء الأنظمة المتسلطة بالإضافة الى التخاذل والضعف الكبير التي كانت تعاني منه تلك الأنظمة أتجاه القضايا العربية وخصوصاً القضية الأم فلسطين ، كل هذا أدى الى تبني الأمريكان الى استراتيجية جديدة تجعلهم يسيطرون على هذه الشعوب لعقود متعددة من الزمن ، من خلال دعم الأنظمة الأخوانية للوصول الى الحكم بشرط تنفيذ كل المعاهدات السابقة التي أبرمت ما بين الأنظمة الدكتاتورية والغرب أو اسرائيل ، وبالتالي سوف يحافظ الغرب على مصالحه نتيجة سيطرت الأنظمة الأخوانية على مقاليد الحكم في أغلب الدول العربية المحيطة بإسرائيل ، لأن هذه الأنظمة ستكون مدعومة بالفتوى الدينية وبوعاظ السلاطين وبذلك سوف يتكتف المواطن العربي من مواجهة هذه الانظمة المدعومة من السماء ؟؟؟؟؟ ، وبذلك ستطبق مرحلة جديدة على الساحة العربية تلبي طموح المواطن العربي بوصول الأنظمة الأسلامية للحكم ومن جهة ثانية محافظة هذه الأنظمة على المصالح الغربية بالشكل الذي يريده الغرب ، وقد أظهرت هذه الاستراتيجية خطورتها بالرغم من قصر الفترة التي حكم فيها الأسلاميون ( الأخوان) ، فقد جعلوا الساحة العربية تشتعل بالطائفية بل دخلت الشعوب العربية بمقاتلة بعضها بعضا والغرب يعطي السلاح ، وهكذا أصبح القاتل والمقتول مسلم بل تغيرت المقاومة والتصدي الى المخططات الصهيونية الى خيانة وتكفير والمدير لكل الأحداث الغرب بدون أن يخسر جندي واحد بل أصبح الغرب الصديق الوفي الذي لايمكن العيش بدونه بل هو الناصر المعين ، هذه الأستراتيجية المجرمة التي حطمت كل العلاقات ما بين فئات الشعوب العربية هذه المكونات التي عاشت لمئات السنين مع بعض متحابين ومتجاورين ولكن في زمن حكم الأخوان أصبحوا أعداء يقتل بعضهم بعضا ويهجر بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا ، ولكن يقظة الشعب المصري الذي عانا لسنوات طويلة من الظلم والطغيان لم تنطلي عليه لعبة الغرب فخرج منتفضاً ضد حكم الإخوان وألاعيبهم الشيطانية الخبيثة التي كانت تستند على فكرة تكفير المقابل وهدر دمه ، وأسقط هذا الشعب المناضل حكومة مرسي كما أسقط من قبل نظام حسني مبارك ، وبهذه الثورة العارمة التي قادها شعب مصر الآبي فقد أسقطوا المخطط الأستراتيجي الغربي في قيادة المرحلة الجديدة للشعوب العربية التي كانت تتمثل بحكم الأخوان لهذه الشعوب ، وأربك الشعب المصري الأنظمة الغربية بهذه الثورة المفاجئة السريعة وجعلوها تعيد حساباتها ومخططاتها إذا كانت بالفعل تريد قيادة المنطقة لمرحلة جديدة أخرى ، هذه الثورة قد أظهرت للشعوب العربية فشل الأخوان في قيادة الشعوب نظراً لأفكارهم الطائفية المنغلقة التي لاتنفتح على الأخر بالإضافة الى تبني السلطة الدكتاتورية المغلفة بالفتوى الدينية التي ترفض نقد الأخر ، فقد جعلت الثورة المصرية الشعوب العربية والإسلامية في قلق متزايد من وصول الأخوان الى مقاليد الحكم بل بدأت الشعوب العربية والإسلامية في التحرك ضد حكم الأخوان في بلدانها كما هو الحال في تونس وتركيا ، ومع سقوط حكم الأخوان في مصر بهذه السرعة نتيجة الى فشلهم في حكم أكبر دولة عربية بل هي النواة الاساسية لأنطلاقة الأخوان للعالم العربي والإسلامي ، سوف يؤدي الى سقوط الأخوان في جميع الدول العربية والأسلامية وخصوصاً تركيا وتونس بالإضافة الى سوريا ، وبهذا السقوط سوف ينتهي المخطط الجديد الذي تبناه الغرب وأمريكا للسيطرة من خلاله على الشعوب العربية .