بعد الفشل الإيراني في إحتواء التظاهرات .. “حزب الله” اللبناني يقود الميليشيات العراقية ويختار علاوي !

بعد الفشل الإيراني في إحتواء التظاهرات .. “حزب الله” اللبناني يقود الميليشيات العراقية ويختار علاوي !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

شهد “العراق” حربًا أهلية استمرت سنوات، منذ أن أطاحت القوات الأميركية بالرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، وأسهم ذلك في سيطرة “إيران” على الجماعات الشيعية لدرجة إنها أنشأت ميليشيات مسلحة تخدم مصالحها وتدافع عنها تحت مظلة طائفية، وسيطرت تلك الميليشيات المدوعومة من “إيران” على الحياة السياسية والحزبية؛ بالرغم من زعمها أن دافع وجودها أمني بحت كالتصدي لتنظيمات (القاعدة) ثم (داعش).

وواجهت الحكومة، في الآونة الأخيرة، والجماعات المسلحة في “العراق”؛ احتجاجات متصاعدة ضد نفوذ “إيران” في البلاد. ورغم قتل المئات وإصابة واعتقال الآلاف إلا أن تلك الميليشيات لم تتمكن من إنهاء التظاهرات المتواجدة في شوارع “بغداد”، والتي دخلت في شهرها الخامس، وتزداد يومًا بعد يوم قوة وشراسة.. ولأن “إيران” ترى في الميليشيات التابعة لها، فيما تسميه “محور المقاومة” بالوطن العربي، أنهم وكلاء لها وأفرع لـ”الحرس الثوري” توجههم حيث تشاء؛ رأت أن الميليشيات العراقية فشلت في سد الفراغ الذي تركه رجل “إيران” الثاني، “قاسم سليماني”، بعد اغتياله ومعه، أبومهدي المهندس”، قائد ميليشيا (الحشد الشعبي)، فرأت أنه من الأفضل أن تجلب قيادي بـ (حزب الله) اللبناني ليدير الأمور في “العراق”.

اجتماعات عاجلة للتنسيق بين الميليشيات المنقسمة..

وقال تحقيق جديد لوكالة (رويترز)، إن قيادات من (حزب الله) اللبناني عقدت اجتماعات عاجلة مع قيادات الميليشيات العراقية، بعد مقتل قائد (فيلق القدس) الإيراني، “قاسم سليماني”، من أجل توحيد الصفوف لسد الفراغ الذي خلفه الجنرال الإيراني.

ونقلت الوكالة عن مصدرين أن الاجتماعات استهدفت تنسيق الجهود السياسية للفصائل المسلحة العراقية، التي غالبًا ما تسودها انقسامات، والتي فقدت في هجوم الثالث من كانون ثان/يناير الماضي؛ قرب “مطار بغداد”، ليس فقط “سليماني”، وإنما أيضًا القائد العسكري العراقي الذي يقوم بدور توحيد تلك الجماعات، “أبومهدي المهندس”.

وأكد مصدران إضافيان في تحالف إقليمي موالٍ لـ”إيران”، أن (حزب الله)، الذي تُصنفه “الولايات المتحدة” منظمة إرهابية، تدخل للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه “سليماني” في ما يتعلق بتوجيه الجماعات المسلحة.

وسلطت الاجتماعات الضوء على الطريقة التي تحاول فيها “إيران”، والجماعات المتحالفة معها، تعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط غير المستقر، خاصة في أعقاب الهجوم الأميركي المدمر الذي أودى بحياة قائد عسكري إيراني بارز.

وتحدثت كل المصادر، في هذا التقرير؛ شريطة عدم الكشف عنها، لأنها تتناول أنشطة سياسية حساسة نادرًا ما تم تناولها في العلن. ولم يرد مسؤولون في حكومتي “العراق” و”إيران” على طلبات للتعليق، ولم يرد أيضًا على طلب مماثل متحدث باسم الجماعات المسلحة.

وتُعد الفصائل المسلحة، المدعومة من “طهران”، مهمة لجهود “إيران” للحفاظ على سيطرتها على “العراق”، الذي ما زالت “الولايات المتحدة” تحتفظ فيه بنحو 5000 عسكري.

وقال أحد المصدرين العراقيين إن “سليماني” أوغل في الأزمة العراقية، في الشهور التي سبقت اغتياله، وعقد اجتماعات مع الجماعات المسلحة العراقية في “بغداد”، في الوقت الذي سعت فيه “طهران” للدفاع عن حلفائها ومصالحها في صراعها على النفوذ مع “الولايات المتحدة”.

توسيع لدور “حزب الله” اللبناني..

ويُمثل تدخل جماعة (حزب الله) اللبنانية توسيعًا لدورها في المنطقة. وتُمثل هذه الجماعة الشيعية، التي أسسها “الحرس الثوري” الإيراني، عام 1982، محور الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة منذ سنوات، وساعدت “سليماني” في تدريب الجماعات المسلحة في كل من “العراق” و”سوريا”.

وقال مسؤول إقليمي موالٍ لـ”إيران”؛ إن توجيه (حزب الله) للجماعات المسلحة في “العراق” سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في (فيلق القدس)، الذي كان يقوده “سليماني” في “الحرس الثوري” الإيراني، التعامل مع الأزمة السياسية في “العراق”.

وقال المصدران العراقيان؛ إن الاجتماعات بين جماعة (حزب الله) وقادة الجماعات المسلحة العراقية بدأت في كانون ثان/يناير الماضي، بعد أيام فقط من اغتيال “سليماني”. ولم يتسن لـ (رويترز) التأكد من عدد الاجتماعات أو مكان إنعقادها. وقال مصدر إنها عُقدت في “بيروت”، وقال المصدر الآخر إنها عُقدت إما في “لبنان” أو في “إيران”.

ونما دور (حزب الله) بشكل كبير، خلال السنوات الماضية. وقاتلت الجماعة دعمًا للرئيس، “بشار الأسد”، في “سوريا”، وقدمت الدعم السياسي لـ”الحوثيين” اليمنيين المتحالفين مع “إيران” في حربهم مع تحالف عسكري تقوده “السعودية”.

ومن المرجح أن تعتمد “إيران” جزئيًا على نفوذ “نصرالله”، وهو شخصية تحظى باحترام عميق بين حلفاء “إيران” في المنطقة. ويُنظر إلى “نصرالله” على أنه يشرف على جهود “الكوثراني”، وفقًا لقائد عراقي شيعي بارز.

وأضاف مسؤول أميركي، لـ (رويترز)، طلب عدم نشر اسمه لكونه غير مُخول له الحديث علنًا: “أعتقد أنه من الناحية الإيديولوجية والدينية، يُعتبر شخصية جذابة للعديد من الفصائل المسلحة الشيعية العراقية”.

وفي كلمتين مطولتين بثهما التليفزيون، أشاد “نصرالله”، بـ”سليماني”، وتعهد بالانتقام من قاتليه.

كما أعلن “نصرالله” أن إخراج القوات الأميركية من المنطقة، نهائيًا، سيكون هدفًا لـ (حزب الله) وحلفائه. والقوات الأميركية موجودة في “العراق”، منذ عام 2014، ضمن تحالف يقاتل تنظيم (داعش).

وإذا كانت تلك الفصائل قادرة على شق طريقها، كما تقول المصادر القريبة منها، فإن القوات الأميركية ستكون أول من يغادر المنطقة.

“الكوثراني” رشح “علاوي” لرئاسة الوزراء والميليشيات رحبت..

وقال المصدران؛ إن الشيخ “محمد الكوثراني”، ممثل (حزب الله) في “العراق”، والذي عمل عن قرب مع “سليماني” لسنوات في توجيه الجماعات المسلحة العراقية، استضاف الاجتماعات.

وأضافا، حسب (رويترز)، إن “الكوثراني” حل محل “سليماني”. وقالا إن “الكوثراني” وبخ الجماعات المسلحة مثلما فعل “سليماني” في أحد اجتماعاته الأخيرة معها لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لإحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة “بغداد” والقوات شبه العسكرية التي تُهيمن عليها.

وقتلت الحكومة والجماعات المسلحة مئات المحتجين، لكنها لم تتمكن من إحتواء الاحتجاجات.

وقال المصدران العراقيان؛ إن “الكوثراني” حث أيضًا على تشكيل جبهة موحدة في اختيار رئيس وزراء جديد لـ”العراق”.

وبعد ذلك تمت تسمية وزير الاتصالات العراقي السابق، “محمد توفيق علاوي”، رئيسًا للوزراء، في تطور رحبت به “إيران” ووافقت عليه الأحزاب المرتبطة بالجماعات المسلحة، التي تساندها “طهران”، لكن المحتجين رفضوا تقلده المنصب.

وقال أحد المصادر العراقية، المقربة من الفصائل؛ إن “الكوثراني” التقى أيضًا برجل الدين الشيعي العراقي، “مقتدى الصدر”، وهو شخصية قوية، ولكن لا يمكن التنبؤ بأفعالها، لإقناعه بدعم رئيس الوزراء العراقي الجديد. وكانت (رويترز) قد أوردت أن “الصدر” منح دعمه لـ”علاوي”.

الكوثراني” بديل مؤقت لـ”سليماني”..

ووفقًا لتقرير (رويترز)، على لسان مصادرها؛ يُنظر في الوقت الحالي إلى “الكوثراني” على أنه الشخصية الأنسب لتوجيه الفصائل المسلحة العراقية إلى أن يتم اختيار خليفة إيراني دائم، رغم أنه لا يحظى بأي حال بما كان يتمتع به “سليماني” من النفوذ أو بريق الشخصية.

وقال المصدر الشيعي: “الكوثراني له صلات مع الفصائل المسلحة”، مشيرًا إلى أنه ولد في “النجف” ويعيش في “العراق”، منذ عقود، ويتحدث باللهجة العراقية. وأضاف: “كان سليماني يثق به وأعتاد الإعتماد عليه والاتصال به لمساعدته في الأزمات وفي الاجتماعات في بغداد”.

عراقيل تواجه “الكوثراني” !

وقالت مصادر عراقية قريبة من الفصائل المسلحة، لـ (رويترز)؛ إن “الكوثراني” سيواجه تحديات خطيرة، ربما لا يمكن التغلب عليها، حتى يصل إلى مكانة القائدين اللذين قُتلا في الهجوم بالطائرة المُسيرة.

وأوضح مصدر عراقي: “يرى الكثير من قادة الفصائل أنفسهم أكبر كثيرًا وأهم من أن يأخذوا الأوامر … في الوقت الحالي وبسبب ضغوط من إيران؛ فإنهم يتعاونون معه، لكني أشك في أن هذا سيستمر ويعرف الإيرانيون ذلك”. كما إنه من الصعب السيطرة على هذه الجماعات؛ بينما يُنظر إلى (حزب الله) على أنه أكثر إنضباطًا.

وقال أحد المصادر الموالية لـ”إيران”، وهو قائد عسكري، إن تدخل (حزب الله) سيكون للتوجيه السياسي، لكنه لن يصل إلى حد توفير القوة البشرية والعتاد للرد على مقتل “سليماني”.

وأضاف القائد: “الفصائل العراقية هي التي ستُرد على الاغتيال في العراق، وقد جهزت لذلك بانتظار ساعة الصفر … وهي ليست بحاجة لتدخل (حزب الله)؛ لأنها تمتلك القوة الفائضة بالعدد والكم والخبرات القتالية والقوة النارية”.

علاوي” يُحذر إيران من التدخل في العراق أكثر !

من جانبه؛ قال زعيم (ائتلاف الوطنية)، “إياد علاوي”؛ إن إيران “تتدخل من جديد في الشأن الداخلي للعراق وتتحدى إرادة شعبه”، داعيًا أياها إلى “إتباع سياسة أكثر عقلانية مع دول المنطقة”.

وقال “علاوي”، في بيان له: “مرة أخرى تتجاوز إيران الخطوط الحمر وتثبت تدخلاتها في الشأن العراقي بتحدي إرادة العراقيين والتأكيد بأن رئيس الوزراء المكلف سينال الثقة وأن محور، (طهران-بغداد-دمشق-بيروت-فلسطين)، سيكون محورًا واحدًا لطرد الأميركان وحلفائهم، بحسب ما جاء في خطاب، علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الخارجية في مكتب خامنئي بمناسبة أربعينية قاسم سليماني”.

وأضاف “علاوي”: “إننا في الوقت الذي نُدين فيه هذا التدخل السافر في الشأن العراقي، نُحذر إيران بأنها لن تستطيع تحقيق أحلامها التوسعية في المنطقة العربية، ومنها العراق، وهذا أكبر بكثير من حجمها وأحلامها”.

وأشار، في  بيانه؛ إلى أن: “مباديء الجيرة تستوجب احترام الدول المجاورة وعدم التدخل في شؤونهم، وهو ما نتمناه من إيران وغيرها من دول الجوار”.

وأشار “علاوي” إلى أن: “السياسة التي تتبعها إيران في تعاملها مع العراق ودول المنطقة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والتعقيد للأوضاع فيها، لذا نُكرر دعوتنا لإيران لإنتهاج سياسة أكثر حكمة وعقلانية والتعامل مع دول المنطقة تعامل الند والنظير، لا تعامل التابع لأن ذلك سيرتد عليها عكسيًا وسيسبب ضررًا بمصلحتها ومصلحة شعبها أولاً”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة