من غرائب الواقع السياسي في العراق ذلك التنافس الغير مشروع بين الاقطاب السياسية والذي يصل حد تسقيط الشركاء بشتى الطرق التي ينسجها عقل السياسي العراقي الذي تراه مبدعاً ومتطوراً في اختراع التهم الجاهزة ويستحق ان ينال براءة الاختراع في هذا المجال بعد ان فشل في مجالات العمل السياسي والخدمي والاجتماعي وغيرها من المجالات. ويبدو ان السياسيين باتوا يكرسون كل جهودهم ويستثمرون جل وقتهم في سبيل الوصول إلى أبشع الطرق التي يستطيعون من خلالها الاطاحة بخصومهم، لذلك لم استغرب الهجمة المنظمة ضد محافظ بغداد وخادمها الاستاذ علي التميمي والتي تقف وراءها جهات سياسية اغاضها حراك التميمي منذ اليوم الاول لتنصيبه محافظاً للعاصمة وحتى هذه اللحظة، حراك الرجل ونزوله الميداني وحيويته وهمته ورغبته في العمل واحداث التغيير الذي يصبو إليه المواطن البغدادي – برغم صعوبة المهمة والتركة الثقيلة التي خلفتها حكومة بغداد السابقة – اغاض العديد من الاطراف الفاشلة التي حاولت ولازالت تحاول افشال مهمته الوطنية. خادم بغداد – كما يحلو له ان يناديه الجميع – لايكل ولايمل ولايستكين فتراه يزور منطقة هنا او مؤسسة هناك او مركزاً للشرطة او مستشفى او دار للأيتام رغم ارتفاع درجات الحرارة وتعطيل الدوام بسببها في كافة المؤسسات الحكومية في هذا الشهر المبارك ولم يمنح نفسه يوماً للراحة او ساعات للأستراحة فكانت جولاته الميدانية في اقل من شهر قد فاقت ماقام به سلفه طيلة فترة توليه المنصب فأصبح حديث الشارع البغدادي الذي لم يكن يرى المحافظ السابق إلا من خلال شاشات الفضائيات الحزبية التي تطبل لشخصيات الحزب الحاكم في حين تغمض بصرها وتعمى بصيرتها عن كل نشاط يقوم به شركاء العملية السياسة في محاولة منها لطمس الحقائق وتزويق صورة صقور الحزب ورجال السلطة. مسلسل استهداف التميمي بدأ منذ اللحظة الاولى لتسنمه المنصب حين قال احدهم في تصريح صحفي يدل على سذاجة عقله وجهله المركب ( سنقوم بأستجواب المحافظ ) وهذا التصريح ذكرني بمثل شعبي دارج يقول (حضْر العطابه قبل الفشخه) وتصريح آخر لأحد سياسيي الصدفة بعد ثلاثة ايام على تولي المحافظ المنصب حين قال ( إن التفجيرات التي ضربت العديد من المحافظات يتحملها المحافظون الجدد واولهم محافظ بغداد) واستمرت حلقات مسلسل استهداف السيد التميمي حين قامت جهات امنية معروفة بالاعتداء على اصحاب (البسطيات) الذين يفترشون الارصفة لأجل لقمة العيش وامروهم بإخلاء المكان وقالوا لهم إن هذه اوامر المحافظ الجديد فذهب التميمي بنفسه لأولئك الكسبة واعلن براءته من هذه الاوامر والكل يعلم إن هكذا اعمال ليست من اختصاصه بل هي من واجبات امانة بغداد !! ثم اثاروا قضية (الكوفي شوب) والمقاهي في منطقة الكرادة فقام التميمي بجولة ميدانية على اصحاب تلك المقاهي ليثبت لهم إنه بريء من هذه الاعمال التي يريد اصحابها تسقيطه بين المجتمع البغدادي. والآن وبعد ان فشلت محاولاتهم السابقة بدأوا يروجون إلى ان المحافظ الجديد يريد فرض الحجاب على طالبات الكليات متغافلين عن حقيقة إن التميمي هو ابن الوسط الجامعي ويحمل شهادتي بكالوريوس في اللغات والعلوم السياسية من جامعة بغداد وهذا يعني إنه امضى ثمانية اعوام داخل الاجواء الجامعية وهو بذلك يعرف جيداً هذا الوسط وطبيعة تفكيره وتفاصيل الاجواء الجامعية إضافة إلى عمله رئيساً للجنة منظمات المجتمع المدني في مجلس النواب التي تدعوا بالتأكيد إلى نشر ثقافة المجتمع المدني والحفاظ على الحريات العامة، لذلك اجد هذه الدعاية مضحكة جداً ولا تدل إلى على سطحية عقول اصحابها، الذين باتوا يبحثون بين ركام اليأس عن قطعة امل تحيي احلامهم في النيل من شخص المحافظ ، فإن كان كل ذلك حرصاً على بغداد – ولا اضنه كذلك – فلماذا لايعطى الفرصة كي يعمل ثم بعد ذلك يُقيم عمله ويكون من حق الجميع انتقاده اذا لم يكن بمستوى الطموح ؟ !! اما إعلان الحرب عليه ولم يمض على اعلانه محافظ لبغداد سوى شهر واحد ففي ذلك ظلم وتجني على بغداد اولاً وعلى شخص المحافظ ثانياً. ومن منطلق المعرفة الدقيقة بالمنافس واساليبه الرخيصه في مقارعة الخصوم والتجارب السابقة التي اشتهر بها خلال السنين الماضية .. لابد للأخ التميمي (خادم بغداد) من الاستعداد جيداً لأن القادم سيكون اصعب وسيحاول المنهزمون والفاشلون ان يضعوا العصي في عجلة عمله كي لا تنفضح اعمالهم ويتبين تقصيرهم، ولكن ثقتنا به كبيرة لأنه ينتمي إلى تيار وطني اعتاد العمل وسط التحديات وكان دوماً هو المنتصر على قوى الظلام التي لاتريد الخير للعراق واهله.