قد يندهش الكثيرين من هذه المناظرة وقد اتهم بانحيازية لاحد الطرفين , ولكن تعالوا نصدق مع انفسنا واتركوا أي فكرة قد تكون لديكم انحيازية لنحاول الوصول لبعض الحقائق التي قد يتجنبها البعض في النقاش او الاشارة اليه او لم تخطر بباله !..
*يتهم حزب الدعوة حزب البعث بانه حزب سلطوي انفرادي ولن نبحث او ندافع هنا او نجد المبررات لحزب البعث لكن نقول في بداية المناظرة ان من ينتقد حالة معينة لدى الاخرين لا يجب ان يقوم هو بفعلها وهذه قاعدة معروفة في جميع بلدان العالم والا تحول الى منافق .. صحيح ان الحكومة التي نصبها الاحتلال والبرلمان تتكون من خليط غير متجانس من احزاب طائفية وليبرالية ودينية وقومية لكن ثاقب النظر هو من يرى ان كل السلطات التشريعية والتنفيذية تتم بواسطة وتأثير طرف واحد وهو حزب الدعوة او بما سمي لاحقا دولة القانون بل بصورة اكثر توضيحا بيد رئيسه ..
*يتهم حزب الدعوة حزب البعث بانه قام بمجازر بشرية طالت اعضاء في حزبهم وغيرهم لكن من الجانب الاخر يعلم الجميع بانه ما اذا تم تراجع او خسارة حزب الدعوةعن السلطة (وهي واردة حسب معطيات الاحداث وبسبب فشلهم في ادارة الدولة ناهيك عن سرقات المال العام والقتل والدمار الذي فاق جميع الاتهامات ضد حزب البعث بارتكابها اضعافا مضاعفة ) فان نفس القانون يمكن ان يطبق على حزب الدعوة اوعلى ميليشيات مرتبطة بهم وعلى غيرهم من الاحزاب ولا داعي لأن يصدر قانون اجتثاث الدعوة وعلى غيرهم باعتبارهم على راس السلطة في السنين التي حدثت وتحدث ولا تزال تحدث المجازر بحق العراقيين والقتل على الهوية منذ الاحتلال لغاية يومنا هذاباعتبارهم يتحملون مسؤلية ذلك وانما يطبق نفس قانون اجتثاث البعث وما ورد فيه لو تم اقراره بالمثل مع وجود فصائل اخرى وميليشيات كانت و لا تزال تمارس وتتشارك في هذه الجرائم البشعة وليس هنا مجال البحث عنهم كي نركز على طرفي المعادلة .
* يتهم حزب الدعوة حزب البعث بتصفية مناوئيه ومعارضيه لكن الغريب بالامر ان معظم هؤلاء المناوئين هم من تنظيمات حزب الدعوة الذي يتهمه البعث بانه عميل وينفذ اجندات ويأخذ اوامره من ايران , واليوم تتم ملاحقة كادر واعضاء قيادات حزب البعث وتصفيتهم جسديا !.فما الذي اختلف في مشهد هذا الاتهام ؟ فكل طرف وجد مبررات اتهامه للاخر؟!
*بخلاصة وكعادتي لا احب الاطالة ومختصرا مفيدا فان كل ما يتهم فيه حزب الدعوة حزب البعث فهو يقوم به بنفسه الان واكثر بل تجاوز الملاحقة بقطع الارزاق والتضييق على منتسبي حزب البعث وفصلهم من الحياة .. ان من يؤمن بالديمقراطية يعلم جيدا ان لا اقصاء لشريحة تقدر بالملايين من ابناء الوطن ولن يكون اصدار قانونا يجرم هذا الحزب ومنتسبيه عقلانيا لانه سيشل شريحة كبيرة من المجتمع ويعطلها ثم يولد نوع من المظلومية والغبن فينتج الانتقام ويستمر ولن يهدأ المشهد العراقي ولن تستمر الحياة بصورة طبيعية ولن يتحسن الوضع الا اذا كان هذا هو هدف من يحاول اصدار هذا القانون ؟!!..
مالحل ؟
منع حزب البعث من ممارسة نشاطه رسميا في العراق يمكن ان يقبل من جميع القوى النافذة لكن لا يمكن اصدار قانون تجريم البعث للاسباب التي ذكرناها بعجالة ..و لا يمكن تعطيل الملايين من ممارسةاعمالهم ولا يمكن رفض ان يتم اصدار حزب جديد باسم جديد واهداف ومباديء وانشطة وايمان بما يتناسب مع دستور بريمار ينضوي اليه اعضاء حزب البعث وغيرهم لا سيما وان الكثير منهم هم من الكوادر العلمية والثقافية التي لا يستغني عنها الوطن او ان يتم منعهم من ان ينضموا الى احزاب اخرى .
اذن المقترح هو الغاء ما يسمى قانون تجريم البعث واستبداله بحظر نشاطه والمحاسبة تكون فردية لمن يتم اثبات قيامه باي جريمة ضد القانون ..لا بد من اذابة هؤلاء الملايين في المجتمع ولا بد من ان يأخذوا حرياتهم الثقافية وممارسة حياتهم الطبيعية وبخلافه فلن ينتهي التجريم ولن ينتهي الانتقام ولن يهدأ مجتمعنا ويستمر القتل .فماذا تريدون؟!