30 يونيو، 2025 12:29 م

تأثير الصراع “الأميركي-الإيراني” على .. جنوب آسيا !

تأثير الصراع “الأميركي-الإيراني” على .. جنوب آسيا !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تسارع وتيرة إحتدام التوتر بين “واشنطن” و”طهران”، يُؤثر بشكل واضح على حسابات جيران “إيران” في الجنوب والغرب، وبخاصة “العراق”، لكن قلما يُلتفت إلى تبعات هذا التوتر على جيران “إيران” شرقًا، التي تتخوف من بلورة مواجهات واسعة النطاق على حدودها. بحسب ما نقله موقع (الدبلوماسية الإيرانية) عن (Responsible Statecraft).

كيف سيكون تأثير التوتر “الإيراني-الأميركي” على أفغانستان ؟

لن تتضرر دولة إزاء المواجهات “الإيرانية-الأميركية”؛ أكثر من دولة “أفغانستان”. فلقد كانت تبعات هذا الصراع على “كابل” أكثر من المتوقع، لكن القضية الأكثر إلحاحًا هي اقتصاد “أفغانستان” العليل وتأثير المواجهات العسكرية على حياة الأفغانيين اليومية.

فلقد هددت “طهران” مرارًا بطرد اللاجئين الأفغان. وسوف تُزيد “إيران” مع تصاعد وتيرة الصراعات من الضغط على ورقة هؤلاء اللاجئين؛ وبخاصة غير القانونيين. ومن غير المعلوم عدد اللاجئين العائدين من “إيران” إلى “أفغانستان” على وجه الدقة، لكن مع تدهور أوضاع “كابل” الأمنية؛ من المتوقع أن يعود الكثيرون إلى “إيران” مجددًا، وسوف يفقدون كل شيء إذا قامت “طهران” بترحيلهم رسميًا.

الجدير بالإهتمام أن “طالبان” لا تُعتبر من الجماعات المدعومة إيرانيًا. إذ شاركت “إيران” بشكل فعال في تشكيل الحكومة الأفغانية وقدمت الكثير من المساعدات لإعمار “أفغانستان”، بعد الحملة الأميركية عام 2002، والإطاحة بنظام “طالبان”.

مع هذا؛ فقد تغيرت الأوضاع وشككت “إيران” في إمكانية استفادة “الولايات المتحدة” من “أفغانستان”؛ باعتبارها قاعدة هجوم على “طهران”، لا سيما بعد تصريحات “جورج بوش” الابن؛ بشأن “محور الشر”. آنذاك، أوجدت “إيران” شبكة واسعة في “أفغانستان” تضطلع بمهمة تصعيب الأوضاع على قوات الاحتلال الأميركية. وعزت “واشنطن”، هذه التطورات، إلى التعاون الإيراني مع “طالبان”.

وقد أثار ظهور تنظيم (داعش)، في “أفغانستان”، قلق “إيران” بشدة. فقد كانت “إيران” مضطرة من جهة لمعارضة وجود “الولايات المتحدة” في “أفغانستان”، وتتخوف من جهة أخرى أن يملأ تنظيم (داعش) فراغ انسحاب “الولايات المتحدة”. تلكم المسألة دفعت، “إيران”، إلى توطيد العلاقات مع “طالبان” بعد إخطار الحكومة المركزية الأفغانية. وتابع النظام الإيراني مسار السلام عن كثب والحيلولة دون أن تكون “الولايات المتحدة” الفائز الوحيد ميدانيًا؛ وأن تكون راعي السلام.

في الوقت نفسه؛ لم ترد “إيران” عودة الفوضى إلى “أفغانستان”، أو عودة “طالبان” بشكل كامل، أو الأسوأ ظهور تنظيمات مثل (داعش) خرسان، وإنما هي تريد فقط أن تكون جزءً من أي عملية سلام أو اتفاق محكم مع “طالبان”.

كيف ستكون الأوضاع في باكستان الجار الإيراني في الشرق ؟

تضررت علاقات “باكستان” و”إيران”، في الأعوام الأخيرة، بشدة على خلفية تصاعد وتيرة التوتر “الإيراني-الأميركي”.

فلقد اضطربت الأجواء بشدة في منطقة “بلوشستان” بكلا البلدين، وكانت على شفا التمرد. ويتهم كلاً من الطرفين الآخر بدعم نشاط فصائل التمرد المسلحة على الحدود.

علاوة على ذلك؛ تعرضت “باكستان” للضغط من “السعودية” و”الولايات المتحدة” للإنفصال عن “إيران”. وتأثرت الكثير من المزايا الاقتصادية التي يمكن لـ”إيران” و”باكستان” الاستفادة منها بسبب ضعف العلاقات.

ويبدو أن قادة البلدين يتفهمان الحاجة المتبادلة لكلاهما. مع هذا فقد قوضت الأوضاع الاقتصادية والسياسية الباكستانية قدرة هذا البلد على المقاومة؛ إزاء الضغوط الخارجية. وتعيش “باكستان” حاليًا أجواء بالغة الصعوبة.

إذ علق “شاه محمود قريشي”، وزير الخارجية الباكستاني، على مقتل الجنرال “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس) الإيراني؛ قائلاً: “لن تُستخدم أراضي باكستان ضد أي دولة أخرى، فلن تكون باكستان جزءً من الصراعات الإقليمية”.

والسبب الرئيس في معارضة “باكستان”، الحرب بين “إيران” و”الولايات المتحدة”؛ هو أنه لا يمكن لأي من دول المنطقة النجاة من عواقب هكذا حرب. فسوف يُعم الصراع والخراب المنطقة بالكامل.

وفي هذا الصدد؛ تسعى “باكستان” بشكل واضح إلى تقديم نفسها كوسيط بين الجانبين، الإيراني والأميركي، وكذلك “الإيراني-السعودي” من الناحية التنظيرية. بإختصار فالوضع الراهن يموج بالتحديات والخطورة الشديدة، لكن ثمة أمل في أن تنتبه البلدان في أن القوة العسكرية لا يمكن أن تحقق الأمن الحقيقي بالمنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة