22 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

كيفية تحديد الحاجة الفعلية إلى القوى العاملة

كيفية تحديد الحاجة الفعلية إلى القوى العاملة

القسم الرابع
لقــد وضــعت لجنــة تطــویر الجهــاز الإداري المؤلفــة فــي وزارة التربیــة عــام 1975 ، عنــد دراســتها لهــذا الموضــوع میــدانیا ، مــا یعتبــر أول تطبیــق عملــي للمـادة (٣٣) المـذكورة ، حینمـا أوصـت بضـرورة تحدیـد نسـبة ثابتـة ، تحكـم عـدد الإداریین بالنسبة للفنیین ، حیث تم إعداد ( الوحدة القیاسـیة للأعمـال الإداریـة ) عـام ١٩٧٦ ، التـي حـدد بموجبهـا مقیـاس العمـل لجمیـع الأعمـال الإداریـة ، فـي ضـوء الوقـت المسـتغرق لإنجـاز كـل معاملـة ، قیاسـا بالجهـد المبـذول فیهـا ، أي أن المقــاییس الزمنیــة التــي تبنتهــا الوحــدة القیاســیة عملیــا ، قــد ربطــت بعضــه بأعــداد العــاملین ، وبعضــها بعــدد المعــاملات ، كلمــا كــان ذلــك أكثــر تحدیــدا وفاعلیة بالنسبة لقیاس جهد وأعداد الموظفین . ولغرض الإفادة مما تضـمنته الوحـدة القیاسـیة للأعمـال الإداریـة ، نـورد كیفیـة تحدیــد عــدد العــاملین فــي بعــض الأعمــال ، علــى أن تــتم مراعــاة المتغیــرات الحاصــلة فــي المقــاییس المعتمــدة آنــذاك ، مــن حیــث ســاعات العمــل الرســمي وعدد أیامه ، وأسالیب العمل المعتمدة ودرجة كفـاءة المـوظفین ، وأثر إستخدام الأجهزة الحديثة في إنجاز الأعمال ، وصـولا إلـى مـا یمكـن الإعتمـاد علیـه حالیـا ، حیـث أحتسـبت سـنة العمـل بمقـدار (٢٧٠ ) یومـا ، بعـد طـرح أیـام العطـل ومعـدل أیـام الإجـازات التـي یسـتحقها الموظـف وكمـا یـأتي في مثال الحالتين الآتيتين :-

التعیین :- التعیـین وإعـادة التعیـین مـن إختصـاص مجلـس الخدمـة العامـة ، وبـذلك فإن دور موظف الذاتیة فیه ، ینحصر في إعداد الأمـر الـلازم بالتنسـیب ، وهـذا لا یتطلــب كمعــدل زمنــي ، أكثــر مــن (١٥ ) دقیقــة بالنســبة للشــخص الواحــد ، وبعد الرجوع إلى ما تم تعیینه سنویا ، فقد وجد أن أعلى نسـبة للتعیـین قـد بلغـت (٢٤٠٠ ) شـخص ، وهـي تمثـل (٩ ) معـاملات فـي الیـوم الواحـد ، أي ســاعتین وربــع الســاعة مــن عمــل الموظــف الواحــد ، وقــد إتضــح للجنــة بإمكــان نفــس الموظـــف أن یقـــوم ، بمعـــاملات النقـــل والتنســـیب وإنهـــاء التنســـیب والمباشـــرة والإنفكاك للحالات المذكورة ، لدائرة ملاكها (٢٤٠٠) موظفا .

الترفیع :- قــدر الموظفــون المســؤولون عــن معــاملات الترفیــع مــن ذوي الخبــرة ، أن أكبـر وقـت تسـتغرقه معاملـة الترفیـع هـو ( سـاعة واحـدة ) ، وعلـى هـذا الأسـاس فإن بإستطاعة الموظف أن ینجز (٦ ) ست معاملات في الیوم الواحـد ، أي أنـه یســتطیع أن ینجــز (١٦٢٠) معاملــة فــي الســنة ، ولمــا كــان هــذا العــدد یمثــل (٢٥%) من عدد المنتسبین ، بإعتبـار أن معـدل الترفیـع هـو كـل أربـع سـنوات ، فإن موظفا واحدا في الـدائرة التـي عـدد منتسـبیها (٦٤٨٠) موظفـا ، یسـتطیع أن ینجز معاملاتهم وفق التحلیل المذكور .

*- إن مــن شــأن وحــدة القیــاس هــذه ، أن تضــع الحــل المناســب ، وتبعــث علــى التفكیــر العلمــي الســلیم لتطویرهــا ، كلمــا حــدث تطــور فــي آلیــات الأعمــال مــن حــذف أو تقلــیص أو إختــزال ، مــن خــلال تبســیط الإجــراءات وتحســین طرائــق العمـل المتبعـة ، و تقنـین الأعمـال الإداریـة وفـق نمـاذج محـددة ، بمـا یـؤدي إلـى تغییـر نسـبة هـذه الوحـدة ، كمـا سـیؤدي تغییرهـا إلى إدخـال الأجهـزة العلمیـة الحدیثـة في العملیات الإداریة والمالیة المستخدمة حالیا . ولأن كـل وزارة أو جهـة غیـر مرتبطـة بـوزارة ، أكثـر درایـة بشـؤونها وحاجتهـا إلى الموظفین ، فن إناطة مهمة تحدید عدد العـاملین بـالوزیر المخـتص ، كونـه المســؤول الأول والمباشــر ( عــن إدارة وزارتــه بصــورة إقتصــادیة ، فیمــا یتعلــق بعــدد المـــوظفین ودرجــاتهم ، وضـــرورة تــوفر الكفـــاءة العالیــة فـــیهم ، بالنســـبة للواجبــات المناطــة بهــم ) ، سیســاعد علــى تطبیــق قواعـــد تحدیـــد الفــائض والعجز من الموظفین بفاعلیة وحزم مطلوبین ، لما تتسم به الوحدة القیاسیة لإنجاز الأعمال من فوائد كثیرة أهمها :-

أ- وضـع الموظـف أمـام مسـؤولیاته التـي أصـبحت محكومـة بنصـاب معيـن ، مما ییسر محاسبته عند تقصیره في الأداء وإنجاز الأعمال .

ب- بیان كفاءة الموظف ، ومدى ملائمته للعمل الإداري ، إذ أن كثیرا ممن لا یصلحـون لهذا العمـل ، یختفـون وراء أعمال ثانویة أو صوریة ، مما یمكن الجهات المختصة من تأهیلهم إلى أعمال أخرى أكثر فاعلیة ، عن طریق إشراكهم في دورات التدریب المهني .

ج- تحدید الأعمال التي تزید عن القـدرة الإنتاجیـة للموظف ، والتي تتطلب الإشتغال بعد أوقات الدوام الرسمي ، ومنح أجور الأعمـال الإضافیة عنها .

د- تحدید أعداد وأسماء الموظفین الفائضین عن الحاجة ، على أسـس عدم الحاجة الفعلیة ، المستندة إلى معاییر علمیة ومهنیة .

*- إن التعقیــدات الإداریة من الظــواهر الأساسـیة التي رافقــت العمـل الإداري منذ ظهوره ، وإن إختلفـت في مقادیرهـا الكمیة والنوعیة من زمن إلى آخـر ، أو إختلفت بإختلاف البلدان أو بإختلاف الأسس الفكریة والفلسـفیة للـدول ، كمـا إن خضــوع تحدیــد درجــات العــاملین فــي الجهــاز الإداري إلــى التقــدیرات الكیفیــة القائمـة على الحـدس والتخمــین ، وعـدم خضـوعها لقواعـد ثابتـة ومحـددة ، تعتمد الجهد المبذول في كل إجراء على أسـاس الزمـن المسـتغرق لإنجـازه ، كمـا حددتـه الوحـدة القیاسـیة للأعمال الإداریة آنفـة البیان ، جعـل مـن المقارنـة بـین أعـداد العـاملین فـي جهـات مماثلة ، أو متقاربـة فـي الطبیعـة ونـوع العمـل أكثـر تعقیدا ، لإختلاف وجهات النظر في التقویم غیـر المسـتند علـى أرضـیة مشـتركة ، على الرغم من أن نسبة الإنجاز وسرعة العمل ودقة التنظـیم ، قـد تكـون أكثـر درجة وفاعلیة منتجة ، في الدائرة التـي لا یزیـد عـدد العـاملین فیهـا علـى الحاجـة الفعلیة .

أحدث المقالات