2 نوفمبر، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

الى متى أجسادنا عارية أمام المفخخات ؟

الى متى أجسادنا عارية أمام المفخخات ؟

مشهد لم يعد غريباً في كل يوم وتناقل للأحداث الساخنة والعاجلة سمة سائدة في الواقع العراقي , الأرهاب الأعمى يتجه في كل مرة الى صوب لتمزيق العراقيين  وسط صمت حكومي مخيف, ازمات تطارد الشباب  حطمت امالهم وتطلعاتهم دفعتهم للجوء الى الساحات الرياضية والمقاهي الشعبية كمتنفس للحالة النفسية المرهقة التي يعيشها بسبب الظروف المعاشية الصعبة، يلاحقهم الأرهاب بعجز الاجهزة الامنية عن موجهتها، وهي التفخيخ والتفجير, موجات من  العنف تعددت اشكالها واساليبها وفئات المستهدفين، تستهدف الحياة المدنية ، واخيراً المقاهي وساحات وملاعب كرة القدم التي يرتادها الشباب والأطفال في العطلة الصيفة، وانطلاق بطولات الرياضة  والتجمعات في المقاهي الشعبية , تعرضت مناطق بغداد وعدة محافظات لنفس النوع من الهجمات، منها نينوى والانبار وديالى، الخطط الأمنية لا تزال تراوح مكانها دون تغيير في مواجهة الهجمة الشرسة مع عدم جدوى وجود اجهزة كشف المتفجرات التي استغلت من قبل الأرهابين , للتحرك على اماكن تجمع الشباب , وأن الاطفال يجوبون الشوارع للبحث عن أماكن  يلعبون بها في ظل غياب الساحات في المناطق وعدم تأمين حمايتها ,الارهاب مستمر في الاعتداء على العراقيين ، المشكلة هي ان الارهاب في واد والخطط الامنية في واد اخر وان الارهاب يجدد خططه بشكل دوري ويستهدف فئة معينة بوقت معين, وأصبح هو من يملك زمام المبادرة والقوى الأمنية في حالة دفاع لا تحمي حتى نفسها  , واستهداف القاعات والملاعب الرياضية والمقاهي الشعبية  بهدف اعدام الحياة ،مستخدما جميع اساليب العنف لزعزعة الأستقرار في حين نجد ان الخطط الأمنية والمعلومات الاستخباراتية ضعيفة جدا ولا تواكب تطور الأرهاب, في  خططه الممنهجة الخطيرة تجاه  الفئة الشبابية لإنهاء الحياة الرياضية والعلاقات الأجتماعية والترفيه  .
 البعض ممن لا تروق لهم انتقالة العراق إلى بر الأمان والاستقرار مازالوا يحيكون المؤامرات الخبيثة لتعويق أي منجز في هذا الميدان وبأشكال مختلفة كل حين، وهي تدبير خبيث لشل الحياة اليومي ، فمن المساجد إلى المدارس والأسواق ليصل الدور اليوم إلى الملاعب والمقاهي وروادها، وهذا الأمر مبيت ويستهدف شلّ الحياة اليومية , الحكومة صامتة وتكتفي بالأستنكار واتهام الأرهاب والقاعدة والبعث وهذا التصريحات  أصبحتت مكررة مملة , وهي المكلفة قانوناً بحماية أبناء الشعب العراقي في مهمة عظيمة ومسؤولية خطيرة لا يمكن التهاون فيها او تبرير الفشل بخصوصها مهما كان منمقاً, الشباب يشعرون بالخوف حين توقف أي عجلة بالقرب من المعلب الذي يرتادوه لممارسة الرياضة ,  و مهددين في أي لحظة للتعرض الى انفجار عبوة ناسفة او سيارة مفخخة تزهق الأرواح , وما يمر به البلد كارثة انسانية والمكان الوحيد الذي كنا نأمن على أولادنا اصبح من اخطر الأماكن وهي ساحات وملاعب كرة القدم , الارهاب لادين له ولا ارض له ولاحليف له ومجرد من الانسانية  لا يستثني احداً، واغلب المسؤولين وصفوا  الحرب معه بانها طويلة وصعبة ولكن الى متى ؟؟ الى متى تبقى اجساد شبابنا عارية امام شظايا المفخخات لتتلقفها وتمزق احشاءهم ومن ثم تتعالى الاصوات بالاستنكارات والشجب؟ والى متى تشكل الجان وتحصى عدد الضحايا للتعويض , وتدفت الملفات في مقابر التحقيق , وبدل التعويض لنجمع الاموال ونضع منها خطط نحمي الشباب وركيزة المستقبل,  تساؤولات عدة والأجابات معروفة ن الجانب الحكومي لكن تبقى الحناجر تطالب كل مسؤول عراقي بوضع حدا لهذه المجازر و ويبقى المسؤول غير مبالي لما يحدث وهمه أستخدام الأجساد ورقة للتمسك أكثر بالحكم , وإذا كانت الجهات الامنية عاجزة عن محاربة الأرهاب لماذا تقتطع من ارزاقنا المليارات لشراء الأسلحة والنفقات العسكرية إذا كان الموت قادم لا محال ؟.

أحدث المقالات

أحدث المقالات