سيادة ال وسماحة ال ودولة البطيخ وجمهورية التتن ومسميات شتى سمِّ ما شئت فأنت في عصر القانون وفي دولة من هب ودب دولة لها شعار وعلم مستعار تصدق به علينا عبد الناصر فاقتطع النجوم من هنا وهناك ومنحها لنا مشكوراً وبين سود الوقائع وبيض الصنائع وحمر الوقائع بزغت شمسٌ غير بابلية ولا آشورية بعد ان اجتثت المواضي الخضر بدستور غير ” ميسوبتامي” ولا كلداني .. دولة تعيش بداخلها دول ورأس ” دايخ” لايعي ما يجري حوله وما يجول داخله غالباً شيء من الضباب الزهري المعطر برائحة السلطة وملونٌ بألوان السَلَطة . كم هي قاسية هذه الكلمات وكم انا حزين ومتألم عندما اكتبها .. يقال اننا عاجزون عن ايصال افكارنا التي ستسهم حسب ما يراه البعض في بناء الدولة ! الدولة نعم هكذا توصف دراماتيكيا حكومة وشعب وسيادة ودستور = دولة . ان المتابع والمراقب للمشهد السياسي والاجتماعي العراقي لا يلحظ ان هنالك دولة الشعب موجود والحكومة موجودة والسيادة ايضاً انا اعتبرها موجودة ولو بشكل جزئي والدستور موجود ايضاً لكن الواقع مخالف تماماً لكل هذه التفصيلات الشعب يقرر ويصدر قوانينه الخاصة حسب اهواء وعاضه فتارة يقطع الشوارع لميارس طقساً دينيا واخرى تسحبه الغيرة والشيمة والنخوة والاصالة والتدين ليحرق باب رزرق مواطن كفل له الدستور العيش بكرامة لا لشيء فقط لان احدى عاملات المقاهي رفضت منح شرفها لاحد ” المكبسلچية” ولم تكن تعلم انه قيادي اسلامي لو علمت لباعت ما استطأعت بيعه . اما الحكومة فمتحصنة بمنطقة تسميها خضراء ذات ليال حمر . ولم يأبه الشعب لأرملة تنبش القمامة بحثاً عن بقايا طعام تعود به لايتامها كانت الغيرة والنخوة والحمية والشهامة باستضافة مجلس النواب في جلسته الطارئة التي عقدها ليستمع لمشروع البنى الفوقية ، ومع ذلك لم يقرر النواب ان ينفذ الرئيس مشروعه لانه كان مشفوعاً ببعض التنازلات التي ربما يتحملونها السادة النواب – حفظهم الله ورعاهم – ولم ولن يقر اي مشروع يتعارض مع نبش الضرس بعد الجلسة الدسمة فعيدان الخشب هذه مقدسة بالنسبة لهم . فلو كانت لديهم بضعت مشاعر وطنية لقالوا لمساعد السفير ” انچب واسكت” انت تتهجم على اغلبية شعب يمنحك راتباً لم تكن تحلم به انت او امك ، وسبب تطاول هذا السفير هو حرارة الشمس التي زينت علم جمهورية كردستان العراق لان وزير الخارجية ببساطة مطمئن لمنصبه ولا يخشى احداً والسبب بسيط ايضاً وهو ان الحكومة تسعى للسطلة لا للخدمة فهنالك فرق بين مشروع الدولة ومشروع السلطة فالساعي للسلطة لايملك اي مؤهل لان يكون حاكماً لانه سعى لان يكون متسلطاً هكذا هو الحال رئيس مجلس وزراء لا سلطة له على وزيره ولا على الناطق بإسمه ولا على اي شيء سلطته كلها على اتباعه يحصنهم ويحميهم ويدفع عنهم الشر والبلاء ويرفعهم من مقام اللصوص الى مقام النبلاء ، فحين تسمع ان لاعباً سابقا لكرة القدم ( مع كل احترامي للرياضيين) لاعب سابق لكرة القدم اصبح نائباً بالصدفة جاء في يوم من الايام وادى قسم النائب وخرج من البلاد ليعيش في قصره في الاردن وراتبه البالغ ٢٢٠٠٠$ يصله لدولته التي تؤويه ولم يصوت او يناقش او يساهم في اي شيء في مجلس النواب ولا نلومه فرئيس قائمته ايضاً يفعلها ، محل الشاهد اين مشروع الدولة في العراق ؟ فحكومته لاتحمي شعبها ولا تطبق القانون ولا تقدم اي خدمات فالمواطن هو ينظم حياته بنفسه يشتري قطعة الارض ثم يبنيها ثم يؤسس ماء الشرب بنفسه ويحفر المجارير بنفسه ويسحب الكهرباء بنفسه ويعيش بنفسه ، ترى ؟ كيف يشعر هذا المواطن بالانتماء للوطن وهو يعاني كل هذه المعاناة في سبيل ان يعيش فقط وهو يرى نائبا انتخبه ليخدمه يسكن الفلل والقصور الفارهة ويتقاضى راتبا خرافياً لايتقاضى نصفه حتى رئيس وزراء الامارات وحتى الموظف الذي افنى عمره في وظيفته الحكومية. لايشعر بالانتماء للوطن فمثلاً لو قارنت نفسي كموظف كم سنة احتاج لأن أؤسس لي بيتا يأويني واطفالي ؟؟ عندما حسبتها وجدت اني يجب ان اخدم في الوظيفة ضعف خدمتي وربما اكثر ، وفي المقابل ارى عضوا في مجلس محلي اسس وفي ضرف سنتين حياة تشبه الى حد بعيد حياة الملوك وهو قادم من لاشيء فلا عقل ولا علم ولا ثقافة ولا عطاء ولا انسانية كل مجهوده هو عبارة عن دوام يوم واحد في الاسبوع من الساعة التاسعة صباحاً الى الساعة الحادية عشر صباحاً ايضاً بنا له قصراً وافتتح سوقا تجارياً واشترى سيارة المانية حديثة ! ولست بحاسدٍ له ” الله يزيده” لكن ما اردت الوصول اليه هو ان هؤلاء القادة الذين اوصلناهم بأيدينا للسلطة قفزوا على ارادتنا وحولوا الخدمة العامة لخدمةٍ خاصة جعلت من الشعب شعب ” مسطور” محتار بين بين لقمة العيش والحفاظ على مكتسبات اللطم والمشي ومهتم بارضه التي ارهقها العطش والكارثة الكبرى ان ” الساطر” نفسه يقع تحت حماية هذا الشعب ! معادلة غريبة وصعبة ” لاحل لها الا بكارثة اخرى ..لكم القصور ولنا الخرائب المؤجرة و” الف عافية”
شعب الكوارث … لا يزال …يعاني
ويرى لصمت ” الساطرين ” معاني