فيروس “كورونا” المستجد .. شبيه بـ”السارس” وحيوان غير الخفاش هو الناقل للمرض !

فيروس “كورونا” المستجد .. شبيه بـ”السارس” وحيوان غير الخفاش هو الناقل للمرض !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

نشرت مجلة (ذي لانست) دراسة حديثة؛ أجريت على مجموعة من المصابين بفيروس “كورونا”، من مدينة “يوهانا” الصينية، الواقعة في إقليم “هوباي”، التي يتوقع أنها كانت المصدر الأول للمرض، أن الإصابة ترتبط بنوعين من الفيروسات ينتمون إلى مجموعة “كورونا فيروس” تنتج عن خفاشيات وأن المرض الجديد شبيه لدرجة كبيرة بمرض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة المعروف اختصارًا باسم “سارس” .

ويُعد “كورونا” من الفيروسات الحيوانية؛ أي التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، تمامًا مثلما انتقل “سارس” إلى الإنسان عن طريق القطط، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي انتقلت عن طريق الإبل، ووصل عدد المصابين بالمرض إلى الآلاف، معظمهم في “الصين”، كما أعلنت دول أخرى عن اكتشاف حالات مصابة بالمرض، إلا أن جميعها قدمت من “الصين”.

سوق “يوهان” المصدر الأول للمرض..

أوضح الباحثون أنه رغم أن الدراسة تشير إلى أن الخفاشيات قد تكون هي المضيف الأساس للفيروس، إلا أنه من المؤكد أن هناك حيوان غير معروف، حتى الآن، يباع في سوق المأكولات البحرية في “يوهان” هو الوسيط الذي سمح للفيروس بالانتقال من الحيوان واختراق جسم الإنسان.

وحصل الباحثون على عينات من الخلايا وإفرازات الرئتين عند الأشخاص المصابين بفيروس “كورونا” المستجد من أجل استخلاص عينات من الفيروس لفحصها وتحديد مصدر المرض وكيف يتوغل في خلايا الإنسان، ووجد العلماء أن 8 من الأشخاص الذين تجرى عليهم التجربة كانوا قد زاروا السوق خلال الفترة الأخيرة، بينما اكتشفوا أن شخصًا واحدًا فقط لم يزره قط، لكنه كان مقيمًا في أحد الفنادق القريبة منه قبل ظهور المرض بفترة قصيرة.

“كورونا” المستجد شبيه بـ”سارس”..

وجد الخبراء فيروس (2019-nCoV) في كل خلايا المرضى، وأن سلاسل الحمض النووي كانت متطابقة بنسبة 99.98%، وكشف الباحثون أن هذا التطابق كان أمرًا مدهشًا، وأشاروا إلى أن نتيجة الدراسة توضح أن فيروس “كورونا” المستجد نشأ من مصدر واحد وانتشر في فترة قصيرة للغاية؛ كما كان اكتشافه أيضًا سريعًا.

وكشفت الدراسة أن المرض يرتبط بنوعين من فيروسات “كورونا” شبيهة بفيروسات المجموعة التي كانت تسبب مرض “السارس”، وكلها تنشأ من الخفاشيات، كما اكتشفوا عند دراسة الطريقة التي يدخل بها الفيروس إلى جسم الإنسان، أن “كورونا” المستجد و”سارس” لهما بنية متشابهة، رغم وجود خلافات بسيطة بينهما، لذا فإن الفيروس الجديد يتوغل إلى الخلايا بنفس طريقة “سارس”، لكنهم أشاروا إلى أن هذه النقطة الأخيرة تحتاج إلى المزيد من الدراسات للتأكد من صحتها.

وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى علاج نهائي وفعال لمرض “السارس”، رغم أنه لا يعتبر ضمن الأوبئة، لكن “الصين”، وعدة دول أخرى؛ مثل “سنغافورا”، تمكنت من التعامل معه وإحتواءه حتى تقلصت نسب الإصابة.

حيوان بري سبب انتقال المرض..

أشارت الطبيبة بالمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، التابع لـ”وزارة الصحة الصينية”، إلى أن المرض اكتشف للمرة الأولى، أواخر شهر كانون أول/ديسمبر الماضي، وهي الفترة التي تكون فيها معظم أنواع الخفاشيات التي تُباع في “يوهان” في حالة سبات، كما أنه خلال تلك الفترة لا تُباع هذه الأنواع في سوق المأكولات البحرية، بينما كانت تُباع أنواع أخرى غير بحرية بما فيها الثدييات.

وأضافت أن تطابق التسلسل الجيني بين الفيروس المستجد وفيروسات أخرى من نفس العائلة كان أقل من 90%، وهو ما يعني أن هذه الأنواع لم تكن أسلافًا مباشرة للفيروس المنتشر هذه الأيام، كما أنه في مرض “السارس” ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كانت الخفاشيات هي المضيف طويل الأمد للمرض إلى جانب وجود حيوان آخر يقوم بوظيفة الوسيط للمرض، وهو ما يشير إلى احتمال وجود حيوان بري آخر يشترك في هذه العملية ويسمح بانتشار المرض في جسم الإنسان.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة