صام العراقيون دهرا فأفطروا على بصلة تالفة لاتهش ولاتنش , إنهم يريدون إلغاء تقاعد النواب , فأجاب أحد نوابهم وهل هنالك من يفكر بالتقاعد عندنا , وعلق العضو الآخر إنها أبسط مطالبة , فيما ذهب الاكثرية من النواب الى رفع هذا الشعار والوقوف مع مؤيديه والمطالبة بتنفيذه لأنه لايكلفهم شيئا , فالعقود ماشاء الله والتعيينات ماشاء الله والهبات ماشاء الله ودول الجوار ماشاء الله والتصويت لأحد المرشحين للمناصب ماشاء الله ورواتب فوج الحماية ماشاء الله فما قيمة التقاعد إذا ماقورن بهذه الأمتيازات العملاقة والتي تزداد عدا ونقدا فيما إذا تم إقرار مسألة إلغاء التقاعد
ويحكم ياأبناء العراق بلدكم منهوب تحت ضوء الشمس في وضح النهار وإنتم تقتلون وتعذبون بلارحمة وكل أساليب الذل مورست عليكم وتظهرون علينا بهذه المطالبة الرخيصة التي لاتسد ثمن اللافتات التي سوف تكتبون عليها هذه المطالبة , إبعدوا عنا فمظاهراتكم لاتمثلنا نحن الأغلبية ذات القلوب المحروقة على بلدنا والتي تنظر على مضض لما يمر به العراق , لاتدنسوا ساحة التحرير بهذا المطلب البائس لان ساحة التحرير أسمى وأجل من هذا المطلب المدفوع الثمن , ماذا نقول للمصريين عندما يشاهدوا تحريرنا بهذه السذاجة ؟ هل تحققت جميع مطالبنا وبات لاشيء يشغلنا سوى تقاعد اعضاء البرلمان ! إنها نكتة المنطقة الخضراء وضحكة شعب مضحوك عليه
إنظروا ودققوا في وجه الحكومة فإذا كانت راضية مرضية عن مظاهرة من مظاهراتكم فأعلموا إن مظاهرتكم مدسوسة ومدفوعة الثمن وتصب بمصلحة الحكومة , لقد علمتنا الحكومة على حب السلطة وإحترام أدواتها ورفض وإدانة من يعارضونها , وهي تدفع بإتجاه المظاهرات التي تؤيد ممارساتها كما حدث في مظاهرة العصي والعكل والشيوخ التي ملأت ساحة التحرير لكي تنهي التظاهرة التي كانت تطالب بمطالب الشعب الحقيقية والتي إستشهد على اثرها هادي المهدي وأصيب الكثير من المخلصين لهذا البلد
هذه المظاهرة التي يروج لها البعض من ساكني المنطقة الخضراء وبتوجيهات مباشرة من الحكومة تذكرني بوصايا صدام حسين حيث قال لاتجعل عدوك أمامك ولامن خلفك وأسبقه ولاتسبقه ففسر لي أحد الأصدقاء هذا القول بأن صدام يطلب منا دغدغة العدو أي عدم إلحاق الضرر بالأعداء
فهذه المطالبة بمثابة دغدغة للحكومة ليس من أجل ضجورتها كما يتضجور البعض من الذين يتم دغدغتهم بل من أجل إضحاك الحكومة فهنالك نوع من الدغدغة يساعد على الضحك .
[email protected]