22 أغسطس، 2025 10:13 ص

لقاء “نتانياهو-البرهان” .. نحو تحالف جديد في البحر الأحمر ؟

لقاء “نتانياهو-البرهان” .. نحو تحالف جديد في البحر الأحمر ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

لا زال اللقاء المفاجيء الذي جرى، أول أمس الإثنين، في “أوغندا”؛ وجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ورئيس المجلس السيادي في السودان، “عبدالفتاح البرهان”؛ يتصدر وسائل الإعلام ويمثل مادة خصبة، لا سيما للمحللين الإستراتيجيين في “إسرائيل”؛ خاصة أنه تم في سرية تامة فور الإعلان عن “صفقة القرن”.

وبالطبع يتمنى المحللون الإسرائيليون أن يؤدي ذلك اللقاء إلى تطبيع العلاقات بين “تل أبيب” و”الخرطوم”.

اللقاء يعكس التطورات في السودان !

يرى المحلل الإسرائيلي، “بنحاس عنبري”، أن لقاء زعيمي دولتي “إسرائيل” و”السودان”، المُطلتان على “البحر الأحمر”؛ قد يعطي تصورًا حقيقيًا لما تُوحي به “صفقة القرن”، التي أعدها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”؛ والتي تهدف في الأساس إلى قيام تحالف بين “إسرائيل” والدول العربية الموالية لـ”الولايات المتحدة”.

وحتى يمكن إدراك ذلك؛ فلابد من فهم خلفية التطورات الأخيرة في دولة “السودان”، التي قرر جيشها، منذ فترة ليست بالبعيدة؛ أن يتخلص من نظام حكم “عمر البشير”، ويتصدى لـ”الإخوان المسلمين”، ويُقمع المظاهرات الشعبية التي كانت تندلع بتحريض من عناصر إخوانية متخفية ومن نشطاء تابعين لمنظمات المجتمع المدني.

الخرطوم ضمن معسكر “القاهرة-الرياض” !

يُشير المحلل الإسرائيلي إلى أن تصدي النظام الجديد في “الخرطوم”، لـ”جماعة الإخوان المسلمين”، جعل “السودان” في خندق واحد، إلى جانب “مصر والسعودية”، اللتين تحاربان “جماعة الإخوان”. وبذلك إنضم “السودان” إلى الحلف “المصري-السعودي”، الذي يناهض كل من “تركيا” – التي تريد إنشاء قواعد دائمة لها في “البحر الأحمر” قبالة الشواطيء السعودية – و”إيران” التي تربطها علاقات قوية مع “الحوثيين” في “اليمن”.

وبطبيعة الحال فإن “إسرائيل” تجد نفسها الآن ضمن تحالف الدول المناهضة للتهديدات التركية المتنامية في “البحر الأحمر”. فيما يُعَدُّ “السودان” هو الدولة العربية الوحيدة التي أرسلت قوات عسكرية للحرب في “اليمن” من أجل دعم “المملكة العربية السعودية”.

إمتدادًا لتحالف البحر المتوسط..

بحسب “عنبري”، يمكن القول أيضًا إن التحالف الذي يتشكل حاليًا في “البحر الأحمر” يُعد إلى حد كبير إمتدادًا للتحالف المناهض لـ”تركيا”، في “البحر المتوسط”، والذي يضم كل من “مصر واليونان وقبرص وإيطاليا”.

وهو التحالف الذي ينشط أيضًا في “ليبيا” ضد “حكومة الوفاق”، التابعة لـ”جماعة الإخوان المسلمين”؛ والمتحالفة مع “تركيا”.

وصحيح أن “إسرائيل” ليست جزءًا رسميًا من ذلك التحالف، ولكن علاقاتها الخاصة مع “مصر”، وكذلك مع “اليونان وقبرص”؛ تجعلها ضمن ذلك المحور.

تراجع الدعم العربي للفلسطينيين !

يرى “عنبري” أن لقاء “نتانياهو-البرهان”، الذي إنعقد مؤخرًا في “أوغندا”؛ يعكس طبيعة “الدعم” الذي باتت تقدمه “الجامعة العربية”، للفلسطينيين، تجاه “صفقة القرن”.

مضيفًا، بحسب مصادره الفلسطينية، أن قادة الدول العربية كانوا قد رفضوا مطلب رئيس السلطة الفلسطينية، “محمود عباس”، بأن تجتمع “الجامعة العربية” على مستوى رؤساء الدول. ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل إن إنعقاد “الجامعة العربية” على مستوى وزراء الخارجية لم يتم التحضير له بسهولة؛ حيث كان هناك تسويف وتلكؤ في الاستجابة. وعندما تمت الموافقة على اجتماع وزراء الخارجية العرب؛ كان ذلك بهدف عدم القسوة على الفلسطينيين أكثر من اللازم.

وحتى أثناء المناقشات كان هناك تحفظ علني من جانب دول الخليج تجاه موقف الفلسطينيين وعدم الرغبة في الإنسياق وراء رفضهم للخطة الأميركية.

لن ينتظروا الفلسطينيين طويلًا !

ختامًا يشير “عنبري”؛ إلى أن اللقاء الذي جمع بين “نتانياهو” و”البرهان”؛ ما كان له أن يتم لولا مباركة سعودية. وكان اللقاء بمثابة رسالة للفلسطينيين مفادها: “أننا الآن في انتظار ردكم على صفقة القرن، ونحن سنعلن عن قيام العلاقات مع إسرائيل ضمن صفقة شاملة تتضمن إنشاء دولة فلسطينية. ولكننا لن ننتظر طويلًا؛ فلنا مصالحنا الخاصة وفي النهاية سنقرر ما يحقق مصلحتنا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة