يقول أحد الأصدقاء معلقا على ظاهرة السب والشتم في تويتر من قبل مغردين يعلقون بدورهم على تغريدات تتعلق بشؤون مختلفة:
المشكلة ليست في التغريدات فحسب! المغرد أيضا، وفي أحيان يكون خارج السرب، فمن الضروري أن يعرف المغرد سربه. برأيي إن لم تمتلك الفراسة لمعرفة جمهورك فالتغريد مجرد ضوضاء لاغير. وإذن لا داع لتسميتها تغريدة.
والحق إن هذا التعليق مهم جدا وصحيح في مثل الحالة العراقية التي يتنازع الناس فيها على الولاءات الحزبية والطائفية، ويتحزبون حتى في معارضتهم للسلوك الذي يتبعه الساسة والفاعلون الأساسيون والمؤثرون، ومعرفة صاحب الرأي لجمهوره مهم، ولأن المغردين بشكل عام إما بهذا الصف، أو في الصف المقابل فليس ممكنا أن تحصل على مؤيدين لك فيما تطرح لأنك تفترض حالة شاذة بالفعل لايتقبلها الرأي العام المنحاز والمنفعل.
حين يكون المثقف والكاتب والصحفي والأكاديمي رافضا للحالة السائدة التي لاتستهويه، ويرى إنها غير مواتية، ولاينحاز لسرب من الأسراب المتقابلة فإنه سيعاني، وقد يشتبك مع الآخرين، ويصطدم معهم في النقاش، ويتلقى الشتائم خاصة مع التأويل، وخذ مثلا حالة الصراع الأمريكي الإيراني، وحالة التجاذب بين المؤيدين للدور الأمريكي في العراق بوصفه ملائما لتطلعات فئات بعينها بإنهاء الدور الإيراني في العراق، وبين من يجدون إن إيران يمكن أن تكون حليفا مفضلا في مواجهة الوجود الأمريكي، وحين يدخل المثقف ليعالج القضية بحياد كما قد يظن فإن هناك كثر سيفهمونه على غير مايبتغي وسيعاني، فحين يشتم أمريكا سيجد من يهلل له، ويعده وطنيا مخلصا، بينما سيتلقى الشتائم لو إنه رحب بالوجود الأمريكي، مثلما إنه سيعاني لو إنتقد إيران، وهناك أمثلة واضحة في الحالة العراقية.
الحالة العراقية لاتحتمل الحياد على مايبدو، وعلى كل واحد أن يتعرف الى سربه، ويكون فيه حتى لو كان سربا من الشياطين. فكيف إذا غطت أسراب الشياطين سماء العراق؟