لا يتّعظُ البعضُ كثيراً من دروس التاريخ ، وتاريخ المظالم جدُّ قريب ،واقصدُ بالبعض هنا تحديداً الطغمة السياسية التي استحوذتْ علىٰ الحكم بطُرقها الملتوية الكثيرة والتي استطاعت خلال ستة عشر َ عاماً الاستمرار في الهيمنة المطلقة علىٰ الحكم وإغلاق كل الطرق والإمكانيات لقيام حكم ديمقراطي عادل وسليم ، واهم أدواتها المُقرفة في إدامة هذا النهج هو اعتمادها الكامل علىٰ المحاصصة الحزبية والطائفية باعتبارها السلاح الفعّال لديها لتقويض أية إمكانية للذهاب في اتجاه ٍ آخر
إتجاه يضع ُ العراقَ علىٰ عتبة ِ تطور ٍ سياسي واجتماعي واقتصادي واعد ، بعيــــداً
عن التدخلات الخارجية المتكاثرة ، إتجاه ٌ من شأنه ِ أن يحفظ َ للعراق كرامتهَ ُوأمنَهُ واستقلالهُ ويقول كفىٰ لكل الجهات التي لاتريد الخير لهذا الوطن وشعبه ، واستمرأت ْ هذه الطغمة ُ الوضع خلال َ سنين َ طوال ، وظنّتْ أنّ الجوّ قد خلا لها ،
ولها أن تفعل ماتشاء … خلا لك ِ الجوُّ فبِيضي واصفري ….
ولكن الانتفاضة َ الشعبية الباهرة فاجأتها فارتطم َ بعضٌ من هذه الطغمة ببعض ٍ لا يَرَونَ للحلّ سبيلا ، ولا لهذا الجمع الهادر في ساحات التحرير من بغداد الىٰ الناصرية وكربلاء والنجف والبصرة طريقاً ووصولا ، وقال قائلُهُم سنسحقُهم فما هُم الاّ فئران ٌ خائفة ٌ ، كما كان يُرددُ المقبور القذافي عن الثوار هناك في 2011 ، وصاح َ آخر ٌ .. علينا بالقنّاصة ِفبيدهم الحلُّ والربط ، وسنُذيق َ هؤلاء ” الزعاطيط ” الأمرّين ، وأمّا
دُهاتُهُم من وُلْدان ِ الحوزات الصامتة والناطقة والخرساء العمياء فأشاروا لمن حولهم باتباع الحيلة ِ وهم يقولون ان الحرب حيلةُ وخداع ، وهم كانوا للامس القريب يسُبّون َ معاوية بن ابي سُفيان لحيلته ِ في الحرب ِ ويأخذون َ علىٰ علي بن ابي طالب استقامته وكرهه ُ للخُدعة ِ والمخادعين ، ففي بادئ امرهم حاولوا المسكنة َ واصطناع التأييد ِ والمؤازرة ، للتسّيُد ِ وأخذ ِ زمام الأُمور بأيديهم ، ولمّا لم تنفع مكائدَهُم وجاء أمر ُ الوليَ الفقيه من قُم أن اخرجوا منهم واتركوا ساحاتهم ،
واقطعوا الصلة بهم وخذوا طريقاً آخر لا يُوصلُ اليهم ، ففعلوا ، وقال بعض ٌ من الناس ِ فرحين ..مرحىِ لهذا ، ان ابغض الحلال عند الله الطلاق ، ولكن في هذا الطلاق راحة ٌ للمنتفضين ، وتفاجأ الوُلدان بأن تكتيكهم خائب ٌ فعادوا الى الساحات
بحجّة المسانده …. وهُم يكذبون ، ورأيناهم يضربون المنتفضين لأنهم لم يُساندوا
هذه الألعوبة الجديدة ( توفيق علاوي ) الذي رشحوه لرئاسة الوزراء واشترطوا عليه شروطاً أقلُّ ما يُقالُ عنها انها استهتار بالدم العراقي المسفوح من البصرة لبغداد علىٰ أيدي القتلة المعروفين وأول شروطهم قمع ُ الانتفاضة وانهاؤها تحت مُسمّىٰ
إعادة هيبة الدولة وفرض القانون ومنع حالة الانفلات العام ، وكأن هيبة الدولة لم تُثلم على اياديهم ، وهم الذين فتحوا الأبواب لكل دواب الأرض حتىٰ تعيثَ فساداً
في هذا البلد ، وكأنهم حقاً قد أقاموا الحق وفرضوا القانون منذ 2003 ، والعصابات المسلحة تسرح ُ وتمرح في طُرقات بغداد والبصرة وما بينهما ، وويل ٌ
لمن يتصدىٰ لهم بكلمة ٍ او بفعل ٍ او بِقَول ؛ والانفلات العام هُم أهلوه وهم صانعوه
وهم أداموه ، وما حوادث الاغتيال المتكرر للناشطين والناشطات في الانتفاضة والخطف الذي يحدُثُ في رابعة النهار وأمام أعيُن اجهزة الشرطةوالامن الاّ دليل ٌ دامغ ٌ علىٰ هذا الفَلَتان ، وشرطهم الآخر علىٰ وزيرهم السابق ومرشحهم الحالي لرياسة الوزراءفهو كما يقولون إشراك القوىٰ السياسية في تشكيل الحكومة ، وهذا ما عناه المثل العراقي ( تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي ) انها بكلمة اخرىٰ المحاصصة ُ اياها ، المحاصصةُ عينُها ، هذه الوزارة لفلان والاخرىٰ لعلّان ، واللعنةُ علىٰ هذا الشعب البطران ْ .
إستحوا قليلاً ، أليسَ فيكم من يخجل من نفسه حين يخلوا بها ، أليس فيكم من بقي لديه بعضٌ من الحياء ، أحقاً تصدقون انفسكم حين تدّعون بانكم مؤمنون ، ونحن
ندري بأن المؤمن مَنْ أمنهُ الناس ُ ، ونحن لا نؤمنكم علىٰ ارواحنا وأولادنا وبلادنا ،
ألم تبقَ لديكم ذرّةُ خجل ٍ تمنعكم من محاولة استغفال هذه الأمة التي ابتُليَت ْ بكم
ستظلون تلعبون على حبال الطائفية كالبهلوانات ولكنها ستتقطعُ بكم يوماً وتذوقونَ عذاباً ذاقه ُ قبلكم ظُلاّم ٌ أُخَر وأنتم تعلمون ، ستظلون تُجيدون َ القرع َ علىٰ
طبل المحاصصة الحزبية الأجوف ولن يُصفّقَ لكم سوىٰ الجُهّال وعَبَدَة ِ الولّي الفقيه .
يقيناً أنكم بالمال الذي تغترفونه ُ من خزائن ِ هذا الوطن المستباح ، وبالسلاح الذي اصبح مُتاحاً لكل من هبَّ ودَب ، تستطيعون شراء بعضنا وإخافة َ بعضنا الآخر ،
تستطيعون قتل َ بعضنا وإجبار بعضنا على الصمت ، تستطيعون فعل هذا لأشهر او بضع َ سنين ، لكنكم لاتستطيعون قتلنا كلنا ، شراؤنا كلنا ، واخافتنا كلنا طول الوقت ، لن تقتلوا الشعب ، لن تقتلوا الانتفاضة ، سنظلُّ عُيوناً تترقب ، وقلوباً تتلظىٰ ،
وشفاهاً تتهجىٰ أحرُفَ حريتنا ، سنُعيدُ تلاوةَ آيات الحب القاتل ، والحزن القاتل والأحلام ….
و” ننظر ُ (بغضب ٍ ) الىٰ الشُرفات العاليه
الىٰ الأماكن التي ستبلغها أظافرنا واسناننا
في الثورات المقبله ” كما يقول محمد الماغوط
عاش الشعب
عاشت الانتفاضه