نشر منبر كتابات بتاريخ 23 تموز 2013 مقالاً بعنوان ( السيد هاشم الموسوي فتاوى شيطانية والبحث عن الحقيقة ) للكاتب نبيل النبيل ، اود ان اوضح ان للحقيقة ثلاثة وجوه وكل من هذه الوجوه يمثلها بمستوى معين ، الوجه الاول هو وجهها الذي هي عليه بمعزل عن الادراك البشري ، والوجه الثاني هو الذي اعرفه واعتقد به من خلال عقلي بالاعتماد على الارث التاريخي والاجتماعي والسياسي والديني الذي ارجع اليه ، وبالتالي ستكون صورة مناسبة لي .اما الوجه الثالث فهو ليس الذي ادركه انا اي كل من هو غيري . وبالتالي فالحقيقة في وجهها الاول تمثل نفسها او تتساوى مع الحق او الصدق المطلق اي انه لا يضاف لها من خارجها شىء ، والمشكلة الوحيدة لهذا الوجه انه قابل للادراك ، ومهما كان ادراك الحقيقة بمستواها هذا بريئاً فأنها ستتحرك بعد ادراكها من وجهها الاول الى الثاني وتصبح حقيقة مُدركة لا مطلقة . اما بالنسبة لوجهها الثاني فهو وجه يمثل الحقيقة من وجهة نظري انا او الكاتب وكما اريد لها ان تكون وفق معايير الامانة والمهنية في القول والفعل . اما الحقيقة بالوجه الثالث فتكون مرسومة وفق مقاسات الاخر وحاجاته وميوله والمشكلة كلما تعدد الاخر تعددت وجوه الحقيقة . والمهم من هذه المقدمة انه ليس للحقيقة وجه محدد يمكن امتلاكه فهي تتحدد بتحدد المدركين لها .  ايها النبيل انك تدعي  (لم تعرف شيئاً عن هذا الداعية لقلة اطلاعك وعدم شغفك بالامور الفقهية والدينية ) فكيف تكون لديك قناعة مطلقة بمجرد نفي مكتب الشيخ بمضمون هذه الفتوى ، انها ليست جديدة وقد تم نفيها عدة مرات من قبل الشيخ اولها في 2 حزيران 2013 بعد ان تعرض الشيخ الى انتقادات من قبل الدعاة لا سيما تأييده لفتوى جهاد المناكحة وادعى مكتبه ان شبيحة بشار هي من روجت لهذه الفتوى فلماذا لم يُعلن الداعية براءته منها عند نشرها في وسائل الاعلام الابعد حين ؟ ، واود ان اشير ان لهذا الشيخ افكار واراء  كانت موضع حفيظة وانتقاد من قبل الدعاة والعلماء في العام الماضي منها رأيه بـ ( اخذ الدين بالتجربة ) وكأن ديننا ليس سماوياً حتى نتدرج في تعلمه واتباعه وقد رد عليه العلامة الفقيه عبيد الجابري في قابلة معه ( ببطلان اراءه وانه ليس متخصص بالفقه الشرعي  وطالب المؤمنين بعدم الاستماع الى ارائه لانه جاهل بالشرع ) . اخر الانتقادات التي وجهت له من قبل اتباعه اثناء زيارتهم له بعد اجراء العملية الجراحية  مما سارع مكتبه بالنفي مرة اخرى . ان عنواني فتاوى شيطانية ليس استفزازياً مثلما ادعيت ايها النبيل لانني ذهبت واستقصيت اولاً ثم كتبت وليس اضمر للداعية اي عداء او حقد وهو من اكثر علماء السعودية يدعو الى تقارب المذاهب ولديه علاقات وثيقة مع اتباع ال البيت وكانوا اول من زاروه بعد اجراء العملية الجراحية . فليست هي اكذوبة حسب ما تقول وانما هي حقيقة بعينها ، وليس من امانتنا ومهنيتنا  نشر الاكاذيب مثلما تدعي وتفتري علينا . ومنبر كتابات هو عين الحقيقة  وتحري الحقيقة  ستكون ديدن  كل من يتابع ويكتب فيه. اراك وقد انزلقت في مهب الطائفية واخذت منك الحمية والتعصب الاعمى وظننت بنا سوءاً وحاشا لله ان أكون هكذا ، عندما تقول ( ان كنت تحارب مذهباً معيناً فانت واهم ) . والكاتب ينبغي ان يكون حيادياً في اراءه  وواجبه تسليط الضوء على المستجدات التي تعكر صفو الرأي العام ان كانت مغرضة . فان اردت الصدق والحقيقة فلا تتحرى من (الكوكل) كما تدعي وانما من ذوي الالباب ، وان لصقت المكر فينا فحسبنا الله ان نكون من الماكرين . مهما ارتفع شأن رجال الدين في نفوسنا فهم امانة في أعناقنا وبالتالي مسؤوليتنا الشرعية والاجتماعية التحري عما يقولون ويفتون وان  ورد فتاواهم ان كانت خاطئة ما هي الا الرأي والرأي الاخر . فليس عيباً ان نختلف انا وانت في معرفة حقيقة او حدث وهذا ما يؤكد عليه الامام الغزالي رحمه الله ( المعرفة هي على  درجات ما هو عندك هو ليس بمثله عندي وبذلك نكون قد اختلفنا انا وانت اصلاً في تفسير ظاهرة او اشكالية حسب مبدأ التدرج المعرفي )  ولكن عتبي هو التطاول على الاخرين بكلمات نابية لا تليق بكاتب مثلك ويحمل النُبل مرتين في اسمه ولقبه  لانك استندت على القش في موقع الشيخ وليس على منبع الحقيقة .
والناس اعداء ما يجهلون .