بغداد بعد ما كانت من العواصم العربية الجميلة، والتي يتغنى بها الشعراء والادباء والفنانين ، كانت تضم الابنية والشوارع والمدن في غاية الروعة والجمال والتصميم ، بعض الابنية كانت يتنافس عليها خيرة المعماريون العرب والاجانب ، ويتم اجراء المسابقات وتقديم الجوائز للفائزين في التنفيذ اعارة خصائص مناخ العراق السائد وبغداد خاصة ، الاهمية التي يقتضيها، فاستخدم المعماريون بعض الوسائل المعمارية لتقليل سلبيات هذا المناخ، كاستخدام الجدران السميكة نوعا ما، والأروقة، وشكل فتحات النوافذ، وعمل فتحات عليا لخلق تيارات هوائية . بغداد كانت تمتاز بالجمال والنظافة وبدون عشوائيات واختناقات وزحام الشوارع ، وعشوائية التخطيط والفشل ولا تعاني من نقص الخدمات كما هو الان. روعة وفن وجمال يحاكي بعض الحضارات من التكوينات المعمارية التي حظيت بتميزها على صعيد الموقع والبناء، اضافة الى انه عكس معالجات زاوجت بين المعمار العراقي والتصور الحديث، الذي جلبه المهندسون الانجليز، الذين حضروا الى بغداد اثناء وبعد احتلالها، وقد كان هذا الصرح مؤشرا حقيقيا لميزات الثقافة المعمارية في تلك الفترة، وللتصور الفكري الذي يحمله العقل الغربي عن الذائقة العربية. أساليب شائعة ومتطلبات رسمية تأتي الابنية والانشاءات المعمارية، التي اقيمت في العراق في الفترة الواقعة بين سنة 1920 ـ 1940، كشاهد حقيقي يوثق الاساليب التي شاع استخدامها في تلك الفترة، ومنها شارع الرشيد ، والميدان ، وابنية اخرى في شارع بارك السعدون ،والوزيرية ، وناحية الرشيد ، وبناية المحطة العالمية وبعض المقابر وحتى المدارس ، ومنها ابنية للدوائر الحكومية وانطبع انتشارها بالمبررات والاحتياجات المختلفة، التي تعكس متطلبات رسمية عدة، فقد ولد في تلك الفترة العديد من الابنية المهمة التي لم تكن معروفة على مستوى الوظيفة كمؤسسات رسمية، وبحكم تكليف مهندسين ومصممين اجانب ـ انجليز ـ جاءت هذه الابنية في تصاميمها ومزايا بنائها تحمل معالم انشائية متداخلة، حكمتها اعتبارات ومرجعيات المصمم وثقافته من ناحية، والطبيعة الوظيفية التي تم انشاء هذه الابنية على اساسها من ناحية ثانية ،كتبت التقرير مؤسسة الشرق الاوسط . ولكن اليوم تعاني الاهمال والنسيان والمشاريع فيها معطلة وتحوم حولها شبهات الفساد ، او تحال تلك المشاريع العمرانية والخدمية المهمة الى شركات ومقاولين وهميون وتباع وتشترى تلك الاعمال . اليوم بغداد تحتاج الى دعم وتنظيف واعمار ، والمهم في الامر هو الادارة الناجحة والكفوة والنزيهة والقوية والامينة ولكن للأسف الشديد غابت تلك الصفات عن الاشخاص الذين تسنموا ادارة امانة بغداد على مدى عقود طويلة من الزمن نرى انحدار الخدمات ، واندثار المشاريع وعلى الرغم من كثرة الميزانيات التي خصصت الى امانة بغداد ولكن للأسف الشديد ذهبت تلك المبالغ الى جيوب الفاسدين والفاشلين وامكانية امانة بغداد تعادل الان نحو خمسة وزارات مهمة . مهمة ادارة ونجاح امانة بغداد تكمن في وجود الامين الناجح والكفوة وهو رئيس المهندسين الذي يدير شركة تعبئة الغاز التابعة لوزارة النفط ، الرجل المناسب في المكان الذي يحلم به ملايين البغداديين في اعادة الق وامجاد وزهو بغداد من خلال هذا التكليف الذي ينتظره البغداديون بفارغ الصبر، وننتظر القرار من رئيس الوزراء .