قد يخيل لقارئ العنوان للوهلة الأولى ان المقال طائفي أو يهدف لتقسيم العراق, لكننا هنا اليوم بعد كل هذه التطورات وتغيير المواقف نطرح واقعا حاصلا ومفهوما لا تشوبه شائبة , وتساؤلا مشروعا وقانونيا غيرناكرين للوحدة الشعبية والتآخي الذي أوجدته الانتفاضة التشرينية .. فمكونات العراق كما صنفها المحتل جاءت لتسيد الشيعية (من عملاء الفرس ) باعتبارها ظلما أكثرية خصوصا بعدما تم استبعاد الأكراد ضمن حسبة السنة والشيعة .. ورغم أن التساؤلات قديمة ومطروحة على عدة أصعدة و مجالات و ان من تسبب بهذه الإشكالية هم الإخوان المسلمون حين ارتضوا الاشتراك بسلطة لم يساهموا بتدوين دستورها فأعطوا شرعية لحكم العملاء والخونة و جاء الحكم حسب رغبات المحتلين الأمريكي والإيراني من أجل تحجيم دور السنة و القوى الوطنية وإبادتهم في أحيان أخرى وهم بذلك خانوا العراق وشعبه وحتى المكون الذي يدعون ظلما انهم يمثلوهم فلم يفعلوا أي شيء مفيد له (بس لجماعتهم ).
للدخول في مقالنا نعطيكم هذه الدلالة أولا وهي :
من الممكن والطبيعي ان تكون هناك عوامل وأسباب تلقي بظلالها وتأثيرها علينا و تجعلنا مقيدين بحياتنا و مستقبلنا و بسبب تصديقنا لما تم زرعه في أدمغتنا من تصورنا الخاطئ أو المرحلي نتيجة ظروف كانت واضحة ومؤثرة ,وما زرعه الآخرون من أننا لا نستطيع عمل التغيير اللازم لاننا لا نملك السيطرة على المسببات , وللتخلص من هذه الحالة الشاذة علينا العمل على ايجاد التوازن بين النية والاستسلام ,الاستسلام لا للواقع وانما للمستقبل المتغير الذي نبغيه بمعنى :لا المستقبل الذي يكرر نفسه حسب واقع ما نعيشه الان وتأثيراته وذلك من خلال الايمان من اننا نملك الفرصة للتغيير لاننا أحياء ونمتلك النية للتغيير فلنجعلها قوية! .. ولأننا نملك الحق في تصميم طريقة عيشنا وحياتنا بالشكل الذي نريده فاننا سنجعل الشكل الكمي الذي يحدد حياتنا الى اشكال كمية متعددة تعتمد على أما أوالمرنة في الاختيارات وهذا مااعتمدته التظاهرات في بداية انطلاقتها .
لقد قامت الميليشيات الشيعية التابعة لولاية الفقيه الفارسي بتأسيس ميليشيات حدث ولا حرج فهي أشبه بمحلات البقالة بين محل ومحل محل اخرعميل للفرس فترى أي واحد فيهم متنفذ فتح له دكان وأسس ميليشيات واتباع كلهم يأتمرون بولاية فارسية غير وطنية ويخدمون دولة أخرى غير دولتنا !. كذلك الأمر بالنسبة للأكراد الذين يمتلكون البيشمركة وتحكمهم عائلتين فقط يمارسون الديمقراطية فيما بينهما !. لذلك قام المجوس الصفويين الحقوديون أشد الحقد على العرب بإنشاء مسببات ودعم تشكيلات صنعها الأمريكان من أجل إبادة السنة و عدم منحهم أي من حقوقهم المشروعة طيلة سنين الضياع .وباعتبارهم أن صدام كان سنيا فانهم اعتبروا الحكم الوطني آنذاك حكما سنيا !!.. لذلك فان قلنا الآن (حسب عقليتهم) الرئيس كردي فان السنة وكل الوطنيين عليهم تغيير هذا النشاز فلا يجوز أن تحكم أقلية كردية العراق العربي .واذا كان رئيس الوزراء شيعيا فقد فشل شيعة ايران في حكم العراق بل انحدروا به إلى أسفل سافلين فعليه نحن سنسعى للتغيير , وأما ان أراد المجتمع الدولي و مكونات العراق الأخرى تأسيس عدالة جديدة في العراق فعليهم أن يعطوا السنة حقهم المشروع وأن يتم تسفير كل المشردين الطائفيين والعنصريين من الأكراد والشيعة الذين جنسوهم بجنسية عراقية .و أقل حقوق السنة هو اقامة إقليم لهم يتكون من الموصل وكركوك نزولا ومرورا بمحافظة صلاح الدين وديالى الى السماوة والغربية ويستفتى على كركوك لاحقا لو احتج الأكراد وأن يشرع للإقليم إقامة أحزاب جديدة ويرفع الحظر على أي حزب تم حظره أو إبعاده لأن الحظر جاء من طرف واحد (حليف لأعداء العراق و من المحتل) سالبا لشرعية الاطراف الاخرى .ويتنافسون فيما بينهم على سلطة الإقليم السني ورغم أننا لا نجد الحق للإخوان المسلمين بالاشتراك بهذه الانتخابات لانهم هم السبب في إبادة و تحجيم السنة لكن سندع ذلك يحصل باعتبار ان المشاركة بالانتخابات ستكون مشروعة لأي حزب اخر محظور أو جديد . واحدة بواحدة .! وعلى الاقاليم الاخرى أن لا يتدخلون ونحن لا نتدخل بإقليمهم الذي هم أحرار فيه ما دام يبقى وطنيا مخلصا لوحدة العراق وشعبه. .
يتبقى أن نبين خطأ من يقول بأننا نسعى لتقسيم العراق أو ان ذلك سيأخذنا إلى تقسيمه فنقول يعني إما إبادة السنة والقوى والأحزاب الوطنية كما جرى بال17 سنة الماضية ونهب حقوقهم … أو تقسيم العراق ؟!! فهل يتم تقسيم العراق فقط بإنشاء الإقليم السني ؟! وما هو الشكل التوصيفي الآن للعراق ؟ نجيب بكل واقعية : بانه إقليم كردي واقليم شيعي مسيطرعلى كل أراضي العراق مانعا لحقوق السنة والقوى الوطنية التي ربما ستمثل في الشكل الجديد لحكم العراق حسب ما تسعى اليه الأمم المتحدة وأمريكا فهل مطلوب منا أن ننتظر 17 سنة أخرى كي نرى أن وضع العراق قد تحسن وأصبح عادلا ؟!!..نقول حسنا لا إقليم سني شرط أن يكون رئيس الوزراء سني والرئيس بصلاحياته الحالية شيعي ونائبه كردي ورئيس الوزراء من يحدد وزراءه حسب الكفاءة وهذا ربما لن يوافق عليه كل الشعب فلماذا تؤخذ مكونات العراق بالنظر ويبقى المكون السني مغدورا وكبشا للفدا ؟! . يمكن أن نضيف فقرة للدستور تقول لا يحق لأي إقليم الانفصال عن العراق ما لم يتم عمل استفاء شامل لكل العراقيين وأن تكون نسبة الموافقة هي 80% وأن تكون حرية العيش والانتقال لأي محافظة مكفولة من قبل الدستور وعدم التعرض لهم لأسباب عنصرية أو طائفية .
لقد قدم السنة بالذات و جميع القوى الوطنية والتقدمية و الدينية المعتدلة وحتى الشيعة الوطنيين الأحرار بسبب الحكم الطائفي والعنصري العميل البغيض الكثير من الشهداء وتم تدمير مدنهم وسلبت الأعراض بحجج واهية هم أوجدوها أو تسببوا بها فلو كان حكمهم عادلا ما اتبع الشعب منظمات كان الشيعة الموالون للفرس والأمريكان يمولوهم من أجل تدمير مدن السنة وقتل شباب الشيعة مثل القاعدة وداعش والميليشيات العميلة للفرس ولا حتى خرج ملايين الشعب يتظاهرون ضدهم .
لقد ان اوان التغيير كي يعيش هؤلاء بحرية ويعود السلام للعراق ويتمتعوا بثرواتهم رغدا وأن يتم محاسبة الفاسدين والسراق على كل جرائمهم التي اقترفوها ولسوف يكون إقليم السنة سندا لإخوانه الشيعة للحصول على حقوقهم المسلوبة من قبل اتباع الفرس ولإخوانهم الأكراد للتمتع بحقوقهم كاملة وسدا منيعا للاطماع التركية فتركيا هي الاخرى وجدت العراق قطيعا بلا راع فانضمت الى الذئاب المجلوبة التي تحاول اقتطاع كركوك والموصل !! وهنا يجب أن نضع اسفين تحت تطلعات تركيا الاحتلالية وعلى الاكراد أن لا يقفوا ضد الاقليم السني كما شكلناه بمقالنا هنا كي لا تستفرد بهم تركيا ويخسروا ويخسر العراق كركوك..لأن تركيا لو حاولت ضم كركوك والموصل لها و بوجود الاقليم السني المدعوم عربيا فانها ستقف ضد الامة العربية بكاملها وهي لن تقامر بذلك ..فماذا أنتم قائلون؟؟