23 نوفمبر، 2024 9:55 ص
Search
Close this search box.

قول /  قول  .. يــــــــــا رئيس  !؟

قول /  قول  .. يــــــــــا رئيس  !؟

شاهدت من خلال قناة الشرقية في الاسبوع الماضي لقاءا مع السيد رئيس مجلس محافظة النجف السيد خضير الجبوري , وشدّني لمتابعة اللقاء الاسئلة الجريئة التي يطرحها اعلامي القناة على ضيفه .. ومنها سؤاله عن الاجراءات التي سوف يتخذها المجلس الجديد لمكافحة آفة الفساد المالي والاداري في المحافظة  , وخصوصا انها جاءت في المرتبة الاولى على مستوى العراق , وكان رد السيد الضيف حازما بانه سوف يسعى لتغيير كافة  مدراء الدوائر في المحافظة , من الذين مر على وجودهم في المنصب فترة طويلة .. اربع سنوات فما فوق .. واقول : ياليتك تستطيع فعل ذلك , واتمنى ان تكون مهمتك سهلة , لان اغلب من هم على راس الدوائر في المحافظة الان    {بأستثناء الجدير النادر جدا } , كل قد تسّنّم موقعه باحد طريقين لا ثالث لهما , فاما محاباة او هبة ممن هو في الموقع الاعلى للحبايب المقربين منه , او  من كتلته او حزبه , وهو بذات الوقت قد تسّنّم منصبه عن طريق المحاصصة السياسية او بايحاء او توصية ممن هو في الموقع الاعلى  , والطريق الآخر ان يكون شخص وصولي قد استطاع ان يسوّق شخصه لذوي القرار , باساليب مختلفة , ابتداءا من شراء المنصب , او بالتملّق والتزلف , واللواكة بالمصطلح الشعبي .. ويحضرني هنا وصف للمستقتلين على الكراسي , للامام علي ع : { لقد سمعت رسول الله (ص) يقول : نحن لا نعطي الولاية لمن سعى لها او حرص عليها } , ولذلك رفض الامام ع , عند توليه الخلافة , توليّة طلحة والزبير , ولا يتي البصرة والكوفة , لانهما حرصا , وتقرّبا للامام لكي يوليهما — والحكمة من رفضه لان غاية الحريص عليها ليس اداء خدمة عامة وانما غايته تحقيق مكاسب شخصية – والمناصب هي التي تسعى للرجال التي تشرّفها – وليس العكس … وكلا من هؤلاء ياحضرة الرئيس لا يتخلى عن موقعه بسهولة , وسوف يقاتل بكل السبل لكي يبقى .. فكل يعتبر نفسه هو المدير للابد , وليس هناك حق لاحد ان ينافسه فيه سوى عزرائيل ( ع ) , ولهذا قد عمد كل من هؤلاء المدراء , الى استخدام مختلف الوسائل لكي تبقيه معمّرا في منصبه .. ابتداءا من التملق لاي مسؤول من الذين لهم تأثير ما في زحزحته , او بتقديم الرشى ( الهدايا) لهذا المسؤل او ذاك , او بتقديم خدمات خاصة عن طريق معدات وموارد دائرته خلافا للقانون , فليس هناك من رقيب امني يحاسبه على استخدامه معدات الدولة لاغراض شخصية … وكم مسؤلا في المحافظة يتعفف عن هذا الفعل ؟! وختاما نشد على يديك وكل يد مخلصة في تغيير هذه الوجوه المستهلكة , والتي لم تعد قادرة على تقديم شيء سوى خدمة مصالحها الشخصية , وبما صنعت من حولها من مافيات وشبكة مصالح — فالتغيير قانون كوني نراه في تعاقب الليل والنهار وفي تغّيّر الفصول , ونحن  نعيش في نظام ديمقراطي اسس بنائه التداول السلمي للسلطة , والثبات هو ايقاف لعجلة التطوّر والتحديث وتشجيع على نمو مافيات الفساد في ذلك الموقع .
قال ناصح ومضى : مهام مجلسكم الموقر .. التشريع بنطاق محدود والرقابة على السلطة التنفيذية في المحافظة … ومن المستحسن ان تكون لكم عيون مراقبة في كل دائرة من دوائر المحافظة ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات