لا يختلف احد على ان موسم 2019-2020 من اسوأ المواسم التي مرت بها كرتنا بعدما اختار الاتحاد المستقيل آلية الدوري بنظام المجموعات في محافظات شمالنا الحبيب وكانت الظروف وتأخر الدوري جعلتهم في حيرة من امرهم وكان قرار الاتحاد عبارة عن بطولة مصغرة وليس دوري فقط لتمشية الامور وليس له لا طعم ولا رائحة لأن جل مبارياته ستقام بدون حضور جمهور وعدم وجود تغطية اعلامية كاملة وستظهر مشاكل كثيرة لكرتنا في المستقبل القريب .
انطلاق دورينا في 16 من الشهر القادم يعد تحصيل حاصل كون الاهداف المنشودة لا تتوفر في الدوري ولا تتناغم مع مفهومه من جميع النواحي فالمستوى الفني لا يمكن ان يكون جيدا كون الفرق ستخوض 8 مباريات وجعل المشاركة في الدوري (بالمزاج) وانسحاب 5 فرق ما زاد الطين بلة وهناك فرق تحاول ان تنسحب فكل هذه المعطيات تبين نحن في موسم كارثي على مستوى جميع الاصعدة وخاصة للاعبين ومستقبلهم ، اما بالنسبة للجماهير فهم الخاسر الاكبر فمن المستحيل سيكون هناك حضور جماهيري الى شمال العراق والاستمتاع في المباريات وذلك لصعوبة التنقل والامور المكلفة ماديا وبعد المسافات وخاصة للفرق الجماهيرية التي تعد ملح البطولة وطريقة اختيار آلية الدوري التي تدار بنظام المجموعات وهذا سينعكس بالسلب على حلاوة الدوري ، اما بخصوص التغطية الاعلامية ستكون هي الاصعب لأن البطولة ستقام في المحافظات الشمالية الثلاثة وهي اربيل والسليمانية ودهوك وزاخو فصعوبة الحصول على المعلومة ستكون حاضرة لانها تحتاح الى مؤسسات كبيرة كي تغطي التكاليف المادية لنقل احداث الدوري وستكون محددة على بعض الوكالات والفضائيات وسيواجه الاعلام مشاكل جمة بهذا الخصوص .
نحن في مشكلة حقيقية كون التخبط وعدم الرؤية الحقيقية من قبل الاتحاد والاهتمام بالمناصب والشخصنة جعل كرتنا في مهب الريح على جميع الاصعدة ولو اخذنا مثالا قريبا من العراق الا وهو الدوري الايراني الذي يمثله 16 فريقا في دوريه رغم ان نفوس البلد 90 مليون اي اكثر من العراق بـ 3 مرات فتشاهد النتائج واضحة بالصعود لكاس العالم بشكل مستمر وكاس اسيا اما بطولة دوري الابطال الاقوى في القارة فهم الان يشاركون بـ 4 فرق فهذا دليل واضح ان هناك استراتيجية وعمل واضح
اما بالنسبة الى اتحادنا فهو الذي اوصل دورينا الى هذه المرحلة السيئة التي تعد من اطول دوريات العالم وجعله بطولة مصغرة وهذا على حساب المستوى الفني ومتعة الجمهور وتاثيره على مستوى اللاعبين وهذا سوف ينعكس على منتخباتنا وانديتنا التي لديها مشاركات عدة ، نحن ليس امامنا الا الاستسلام والقبول بما يجري على كرتنا ويعد الاسوأ خلال مسيرته في العقدين الاخيرين من الخراب والدمار في كل شيء ونتمنى ان نخرج بأقل الاضرار والمراهنة على الاتحاد القادم لعله قد ينقذ كرتنا من الأزمات المتراكمة والجاثمة على صدور العراقيين .