24 ديسمبر، 2024 5:22 ص

إحذر .. التعرض للضغوط يؤدي إلى شيب الشعر ولا توجد حلول للمشكلة !

إحذر .. التعرض للضغوط يؤدي إلى شيب الشعر ولا توجد حلول للمشكلة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

رغم أن كثير من الناس لديهم حكايات وتجارب شخصية مع أول ظهور للشيب أو تحول شعر الجسم والرأس إلى اللون الرمادي، إلا أن الدراسات التي قُدمت حول هذا الموضوع لم تُقدم تفسيرات علمية لهذه العملية التي تحدث داخل الجسم بعيدًا عن أعيينا، وكان العالم يحتاج إلى معرفة تفاصيل أكثر عنها والتأكد من صحة هذا الربط.

نشرت مجلة (ناتشر) العلمية أول دراسة تكشف التفسير العلمي وراء العلاقة بين التعرض لتوترات متكررة وشيب الشعر، التي يتحير فيها كثير من الناس والعلماء وتتباين الآراء ما بين مؤيد ورافض لهذه الفكرة، ورغم أن هذه العلاقة معروفة منذ وقت طويل؛ إلا أن التفسير العلمي لها لم يكن مكتشفًا حتى ظهور هذه الدراسة.

توليفة الألم والضغوط..

أجريت الدراسة في جامعة “هارفرد” الأميركية وأشار الباحثون إلى أن تصبغ الشعر يمكن التحكم فيه بسهولة، لكن التحول إلى اللون الرمادي مختلف عن فقدان الصبغة أو ما يُعرف علميًا بالشيب، وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة بشكل عرضي بعد إخضاع مجموعة من الفئران إلى تجارب مؤلمة، إذ اكتشفوا أنه عند حقنهم بمادة “راتينغيفاتوكسين” وتحفز الشعور بالألم، لوضع أجسادهم تحت ضغوط معينة؛ فإن فراء الحيوان يتحول إلى اللون الأبيض خلال شهر واحد.

وتوجد مادة “راتينغيفاتوكسين” الكيميائية الطبيعية في نبات شبيه الصبار ينمو في “المغرب” يعرف باسم “لبانة مغربية”..

وأوضح الخبراء أنه على العكس عند معالجة الفئرات بمادة “غوانيثيدين”، وهو دواء خافض للضغط ويقلل شعور الجسم بالألم لوحظ إنتهاء عملية تحول لون الفراء الذي يكسو جسم الحيوان إلى الرمادي، لأن الدواء يؤدي إلى توقف عمل الخلايا الجزعية.

الجسم يبحث عن حل فيدمر المخزون..

خلص الخبراء، من خلال الدراسة؛ إلى أن التعرض للضغوط يُنشط الجهاز العصبي الودي، المسؤول عن الاستجابة في حالات القتال وقد يؤدي إلى أضرار دائمة بالخلايا الجزعية المسؤولة عن تجدد المواد الصبغية في بصيلات الشعر، وتعمل هذه الخلايا كما لو كانت خزينة للخلايا حتى أنها في وقت ما تصبح قادرة على إنتاج الأصباغ عندما تتوقف الخلايا المسؤولة عن إنتاجه، لكن التعرض للضغوط يُحبط عملها.

وأضاف العلماء أن الأعصاب الودية تتفرع من بصيلات شعر الجلد، لكن المرور بلحظات سلبية يجعلها تفرز مادة “نورإبينفرين”، التي تُحفز الجسم والدماغ على الاستنفار والعمل، فتقوم الخلايا الجزعية بمحاولة حل المشكلة بإنتاج الأصباغ بدرجة مبالغ فيها ما يؤدي إلى استنزاف المخزون وإنتهاءه بسرعة فيصبح الجلد غير قادر على إنتاج الأصباغ فيتحول شعر الجسم إلى اللون الأبيض أو الرمادي.

تأثيرات سلبية أبعد من الخيال..

أشار الباحثون إلى أنهم عند بداية التجربة كانوا على علم بتأثير الضغوط على الجسم، لكن التأثيرات السلبية التي كشفتها التجارب كانت أبعد من الخيال، وعند إجراء التجارب على خلايا بشرية وجدوا أن لون الشعر بدأ يتغير بسرعة رهيبة خلال بضعة أيام فقط؛ بعدما نفذ المخزون من الخلايا الجذعية، وفي هذه الحالة تكون المشكلة أبدية لا يمكن حلها.

وأوضح الخبراء أن الطريق لا يزال طويلًا أمام العلماء لاكتشاف طريقة يمكن من خلالها إعادة إنتاج المواد الصبغية لشعر الجلد والرأس بعد نفاذ المخزون، إذ رغم الاكتشافات الهائلة التي توصل إليها العالم فيما يخص الخلايا الجذعية لم توضع أي دراسة على أول الطريق بدرجة تسمح بمزيد من الاكتشافات، ولا تزال جميع الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع بدائية وبعيدة عن الحل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة