18 ديسمبر، 2024 9:39 م

مدينة تقع في الجزء الشمالي من البلاد، تحدها من الجنوب منطقة تسمى سليمان بيك ومن الشمال محافظة كركوك، من الناحية الجغرافية هي مؤهلة حسب حدودها لتصبح محافظة، كانت ضمن محافظة صلاح الدين وقد تم تغيير صفتها من قضاء الى ناحية بدواعي امنية موخراً لتكون تابعة الى كركوك.
غالبية سكانها من اتباع اهل البيت من الطائفة التركمانية، اتذكر وانا كنت مسافراً الى اربيل مررت بالمدن التي على الطريق، كانت المدينة الوحيدة التي تضع اعلام عاشورا فوق المنازل، طوزخورماتو المظلومة الغريبة في وطنها .
انها تتعرض الى موجة تفجيرات واستهداف اهلها الابرياء في وسط عجز حكومي واضح للدفاع عنها، فهل هي مشمولة بجزء من مشروع التقسيم اللعين؟ ام ان هناك صراعات سياسية معقدة وضعت المدينة في وضع لا يحسد عليه؟
على ما يبدو ان مشروع بايدن كليب دخل حيز التنفيذ، وان طوزخورماتو جزءً منه، وتعرضها الى عملية ابادة وتهجير جماعي بطريقة المفخخات، فهي تقع في قلب الصراع السياسي والطائفي، وافراغ المدينة من سكانها حتى لا تكون حجر عثرة في طريق مخططاتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى أن الاكراد ايضاً لديهم مصالح بضم المدينة الى كركوك وان قوات البيشمركة تتواجد في المنطقة، والتركمان يتقاطعون مع الاكراد في قضايا معينة، جعل منهم الوقوف موقف المتفرج ربما. 
لقد كان لتوجهات الحكومة صدى، عندما اقدمت على تشكيل صحوات بالمدينة او ارسال قوات لها من الجنوب، والاعتراضات كانت على انها من المناطق المختلطة.
ليس لشيء ان طوز خورماتو تذبح بسبب هويتها الدينية وموقعها الجغرافي، فهل القانون العراقي يحمي الاقليات في مناطق معينة؟ وما هي استيراتيجية الحكومة في توفير الامن ؟ ام انها دخلت على خط المساومة السياسية لتصفية الحسابات؟
 مثلما نعلم ان كركوك لازالت تابعة الى المركز والحكومة مسؤولة عن حمايتها، ولا يمكن وضع اي ملشيات او جهات معينة لتتصرف بوضعها، ان ذلك نابع من عدم وجود رؤية واضحة من قبل الحكومة بشانها .
ان تشكيل الصحوات لن يغير شيء من امن طوزخورماتو لان حدودها مفتوحة من جميع الجهات، كما ان موقعها جعل منها نقطة في وسط متصارع عليه، فيجب تشكيل قوات طوارئ خاصة من ابناء المدينة وتدريبهم بمستوى عالي، وتكون تابعة الى وزارة الدفاع او الداخلية، تمهيداً لترتيب اوراقها لتصبح محافظة عراقية بهويتها الحالية، لتوفر المقومات الملائمة لقيامها، اهمها الارض والابعاد عن مراكز المدن المجاوره وعدد السكان .