22 نوفمبر، 2024 7:02 م
Search
Close this search box.

صفقة القرن وانتزاع سيادة الدولة الفلسطينية

صفقة القرن وانتزاع سيادة الدولة الفلسطينية

النخب السياسية من غير العرب والعرب اكثرهم ينظرون بعين القلق والريبة إلى ما يخطط له ترامب في مشروعه “صفقة القرن” للشرق الاوسط والتي من المتوقع نشر تفاصيلها لاحقاً و لن تغيب عنها انتزاع الحق من الفلسطينيين للعيش بدولة مستقلة وذات سيادة وبدأت تفاصيل مشروع محاولة اذابتها لقضيتهم بالكامل على يد الولايات المتحدة الامريكية تنفيذا وتخطيطاً وكيان الاحتلال الاسرائيلي لتثبيت دولتها الغير مشروعة تظهر الى العيان ، وبمباركة عربية تتزعمها بعض الدول الخليجية التي ترتبط بعلاقات سرية وعلنية مع الاحتلال شيئاً فشيئاً ومنها السماح بالزيارات المتبادلة ، والتي ستدفع من خلالها بعض الدول الخليجية نحو 100 مليار دولارفي حال التنفيذ ضمن إطار الصفقة التي اهتمت بالجانب الاقتصادي كخطوة اولية ، على أن تدفع كل من الإمارات والسعودية 70 مليار دولار منها بالمناصفة.”.

الصفقة التي طال الحديث عنها والدافع الاهم لطرحها في هذا الوقت ضعف التنسيق بين الفئات والفصائل الفلسطينية وغياب الاستراتيجية الموحدة بينها لمواجهتها منذ الإعلان عنها لأول مرة، وكان من الافضل انتخاب خيار معين من الخيارات المتعددة المطروحة أولها واهمها دون ادنى شك السعي لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني داخليا ، وصولا إلى تفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية كضاغط اساسي ، ووضع حد للاتفاقات الأمنية والسياسية مع الجانب الإسرائيلي، وفرض مقاطعة شاملة على الحوارمع الاحتلال، ثم التوجه إلى الامم المتحدة و مجلس الأمن الدولي وغيره من الهيئات العالمية .

و يطالب الفلسطينيون القوى العالمية على رفض هذه الخطة ويصرون على أن إدارة ترامب فقدت دورها بوصفها وسيطا نزيها في حل الصراع بسبب انحياز رئيس البيت الابيض الى الجانب الكيان الاسرائيلي على الأغلب وجوبهت محاولة اعلان الصفقة ردود فعل غاضبة من العديد من الأطراف الفلسطينية، واعتبرت حركة فتح أن ترامب استخدم الصفقة، في إطار دعمه لنتانياهو في الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري في آذار/مارس القادم، و اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، أن صفقة القرن، تمثل ” استهدافا للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمة بفلسطين والمسجد الأقصى”. وأضافت الحركة في بيان لها أن “كل هذه المخططات لتصفية القضية الفلسطينية، ما كان لها أن تُطرح، أو يُمرر جزء كبير منها لولا حالة التماهي الإقليمي والدولي معها “.وبأن الخطة الأمريكية “احتيال القرن”. وطالبت حركة الجهاد الاسلامي الفصائل الفلسطينية توحيد الجهود والعمل وفق استراتيجية وطنية جامعة لإسقاط وحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك و وقفت الى جانب عقد لقاء وطني لبناء استراتيجية مواجهة ويضع الاليات اللازمة للعمل على حماية الثوابت وتعزيز صمود الشعب ومجابهة كل التحديات التي تهدد حقوقه وقضيته.والتحرك الواسع ضد المخطط الصهيوأمريكي الخطير، والوقوف بكل قوة وبسالة لإسقاط الصفقة والدفاع عن ألارض الفلسطينية وثوابتها ومقدساتها. كذلك بالنسبة لكل الفصائل المقاومة الاخرى فقد بينت مواقفها في بيانات الادانة للصفقة .

و استبق الكثير من الخبراء الأميركيين إعلان الرئيس دونالد ترامب خطته لسلام الشرق الأوسط المعروفة بصفقة القرن، بتأكيد انعدام أي فرص لنجاحها.وأجمع هؤلاء أن ما يراه ترامب كخطة سلام سيكون لها نتائج عكسية إذ تُبعد وتُعقد من تحقيق السلام بين الأطراف، خاصة مع تجاهلها مبدأ حل الدولتين.وتم التأكيد على فشل دبلوماسية ترامب في فرض السلام، وهو ما ينتج عنه تهديد الكيان إلاسرائيلي اساساً، والإضرار بمصداقية الولايات المتحدة، وانعدام فرص خلق دولة فلسطينية مستقلة و ليست إلا محاولة للالتفاف على متاعب وأزمات ترامب الداخلية مع محاكمته وبدء موسم الانتخابات الأميركية.

والحقيقة الذي يدفع ترامب للاسراع في طرح صفقة القرن في هذا الوقت هو “بأن ترامب ونتنياهو يواجهان اتهامات كبيرة، فالأول بدأت محاكمته قبل اسبوعين في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدام السلطة الرئاسية وعرقلة عمل الكونغرس، والثاني متهم في ثلاث قضايا فساد وسيجري الكنيست مداولات حول حصانته من هذه التهم من عدمها ويعتبر هذه الصفقة فرصة تاريخية له وكان رئيس حزب “أزرق أبيض” الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، والمنافس الرئيسي، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غادر الأحد، 26 كانون الثاني /يناير إسرائيل، متوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لاجراء مشاورات مع الرئيس ترامب بشأن صفقة القرن والتي يعتقد كل المحللين و يشعرون بأن الصفقة ستفتح على المنطقة والعالم أبواب جهنم من جديد وستستعر الأرض الفلسطينية من حولهم وستشعلها ناراً لاهبةً لا تتوقف، وستسبب في اندلاع انتفاضةٍ أخرى قد تكون مختلفة كلياً عن الانتفاضات السابقة، عمادها اليأس والقنوط من مسار التسوية، والكفر به وعدم الاعتماد عليه، وستوحد الفلسطينيين جميعاً في الداخل والخارج، سلطةً ومعارضةً، اذا جعلوا المصالح الفئوية جانباً وستساعدهم في إعادة ترتيب أولوياتهم وصياغة أهدافهم من جديدٍ، وستمكنهم من تجميد خلافاتهم أو حلها، كما ستمنحهم مبرراً كبيراً للرفض والتشدد، وربما للعنف والتطرف، وستعيد القضية الفلسطينية إلى مربعاتها الأولى الراديكالية العنيفة مجبرةً للدفاع عن حقها في العيش الرغيد وبسلام في دولة كريمة.

أحدث المقالات