20 ديسمبر، 2024 5:41 م

حكومة وين عندما يتملكها شيطان الذات…. وطنبورة وين

حكومة وين عندما يتملكها شيطان الذات…. وطنبورة وين

-قال السيد المالكي في حواره التلفزيوني مع بعض الاعلاميين والاقتصاديين : ان المسؤولين عن الكهرباء اعطوه ارقام مغلوطة عن واقع الكهرباء … وان الشركات التي يتعاقدون معها غير مؤهلة … وانه كان يخطط لبناء 10 مستشفيات كبيرة لكن مدير المشاريع في وزارة الصحة عرقل تنفيذها تنفيذا لاوامر جهة سياسية ( التيار الصدري ) … وكل ذلك يجري لكي لا يسجّل عهده انجازات كبرى تنعكس في نتيجة الانتخابات القادمة ( يبدو انه مصر على خوضها لفترة ثالثة ) …وان مجلس النواب يشكل عقبة امام الحكومة .
    نقول …كل لقاء مع مسؤول الهدف منه تلميع الانجازات يتحول بقدرة قادر أحد الى فضيحة… ومادام مدير عام في الدولة يعرقل مشاريعها ولا يمكن  لرئيس الوزراء محاسبته  ، ونائب رئيس الوزراء للطاقة كاذب ومجلس النواب عائق رغم ميزانيته الخيالية .. ومادامت نظرية المؤامرة جاهزة لتعليق كل اخفاقات الحكومة عليها ..ومادام الجميع يتآمر على رئيس الوزراء لافشاله… نقترح الغاء البرلمان والوزارات والنواب (لانها جميعها ومكا اثبت رئيس الوزراء لزوم مالايلزم) ولنعطي السيد المالكي فرصة لاربع سنوات جديدة ليحكم العراق كامبراطور مطلق الصلاحية بدون وجود الحلفاء الاعداء الذين يتربصون به الدوائر لنحكم على انجازاته بتجرد .
– يقول السيد رئيس الوزراء : ” آن الاوان للاصوات الطائفية ان تخرس وصوت والعقل والوحدة الوطنية ان يعلو فوق النعرات البغيضة”.
 ونضيف : كلام جميل ونتفق معك يادولة الرئيس ، ونقترح من أجل الوحدة الوطنية التي تدعو اليها ان تبدا بتنظيف بيتك في مجلس الوزراء والمستشارين من تلك الاصوات البغيضة المعشعشة فيه … وحينها سيكون حالنا … عسل.
-في لقاء تلفزيوني على قناة آسيا مع السيد سعد المطلبي قبل فترة برر تمييز اجتثاث القاضي المحمود بقوله ” أن احكام الاعدام التي اصدرها المحمود في العهد السابق كانت الرئاسة العراقية هي التي تصدر مثل هذه القرارات والقاضي يوقعها”
 نقول لو عملنا بهذا التبرير لوجب اعادة كل المحاكمات لرموز النظام السابق وتمييز احكامها لانهم لم يكونوا سوى موقعين للاوامر او منفذين لها ويدخل في عدادهم رئيس محكمة الثورة السابق المعدوم ( البندر) ووزير الدفاع السابق المحكوم بالاعدام ، وابطال معظم قرارات الاجتثاث …الخ . المشكلة أن الحكومة في محاولتها تبرير افعالها تقع في التناقض مع نفسها … وهي لا يهمها الا تفصيل الامور على مقياس مصالحها …ثم تكييفها قسرا مع مقاييس القانون .
-أحد مآخذ النظام الجديد على السابق ان الاخير قد ” عسكر المجتمع ” ..والعسكرة لها تداعيات سيئة على الحالة النفسية والمالية للمجتمع.
   نقول لذا طورنا مفهوم العسكرة ديمقراطيا فلم يعد مقتصرا على العسكرة الرسمية ( بقوات امنية من مليون ونصف مليون مقاتل فقط ..وهو معدل قياسي عالمي نسبة لعدد السكان ) ،فتم رفدها بعسكرة” شعبية ” ،من قاعدة ومسلحي الاحزاب وجيوش وميليشيات معلنة وخفية وجيوش من الحمايات المسلحة التي لها دور كما اثبتت الحكومة بعمليات ارهابية، واصبح بمقدور كل مارق ومغامر ومختل او عميل ان يعلن نفسه اميرا لجماعة مسلحة . فالجيوش” الشعبية ” خارج اطار الدولة تتوالد وتتناسخ ..ونشاطاتها في الشارع جلية….وكما يقال ففي الكثرة بركة …وبهذهالعسكرة الديمقراطية تستمر دولة القانون ونقضي على الارهاب ونقضي على الفتنة ونحمي امن المواطن… والله اكبر .
-يعترض البعض على لفظة عمالة التي توجه اليهم من خلال الحكم على مواقفهم وسلوكياتهم في الحكم وخارجه .
 نقول : يجب ان نفرق بين عمالة رسمية لجهة خارجية ، يكرسها العميل بتقارير سرية او مواقف تكشف أمن بلده وتعرضه للخطر ..وقد اصبح هذا النوع من العمالة بفضل العهد الديمقراطي مدعاة للفخر وليس للعار وان تستر تحت عناوين فضفاضة لا تخفي رائحته النتنة .
وهناك عمالة ذاتية ..تكرسها التصريحات الطائفية والتحريضية والمواقف المتشنجة التي تأزم الامور ..وقد تكون هذه العمالة اخطر من الرسمية لان كلاهما يصب في نفس المجرى التخريبي الذي ياكل من جرف الوطن وشعبه …ويزيدنا فخرا في العراق بان ديمقراطيتنا الفريدة تسمح بوجود اكبر عدد من العملاء من كلا النوعين بين صفوف الطبقة الحاكمة والمتحكمة … وعش ياوطن وخذ امن وتقدم .
-عقب كل تفجيرات دامية .. تشكل لجان “لكشف الاسباب ” …ورغم ذلكتستمر التفجيرات وتضربنا كل يوم دون ان تنطق اللجان عن الكلام المباح وتعلن نتائجها…وقد قيل اذا اردت ان تسوف قضية فاحلها الى لجنة … ويظهر ان هذا المخدر التسويفي قد اعجب الحكومة وهي ماضية فيه فلا مشكلة لان المتضرر هو المواطن فقط… ما نطالب به ياسادة احترام عقول الناس ولو قليلا…ومن حقنا كمواطنين أن ندعوا الى اعلان حملة لكشف نتائج اللجان على غرار حملة الغاء رواتب وامتيازات البرلمانيين .
-في احدى معارك نابليون وبعد انتهاء المعركة بالظفر وقف ضابط من جيش الخصم كان قد اعطى معلومات مهمة عن جيشه سهلت النصريطلب مقابلة الامبراطور ، فرمى الامبراطور بكيس من الدراهم لاح اتباعه قائلا : سلمه للخائن فهذه مكافئته ..لكن الخائن لا يستحق شرف مقابلة الامبراطور .
    نقول هذه هي مكافئة الخائن … فثمنها لا يوازي مذلتها .. فهل يتعض خائنو بلدهم .. مهما تمنطقوابتسمية تلك الخيانة وبرروها ؟
-في قمة العنف الضارب في افغانستان العراق وسوريا …كانت رؤوس تماثيل رموز الحضارة والثقافة هدفا للنسف والقطع ..فنسف تمثال بوذا التاريخي في افغانستان، ونصب ابو جعفر المنصور في بغداد وقطعت رقاب الشاعر المعري وابي تمام والسيدة العذراء في سوريا وراس طه حسين في مصر …
   نقول : من قال ان ملة الكفر ليست واحدة ؟ فما تفرقه التفاصيل الفقهية بين متشددي المذاهب الاسلامية  تجمعه ظلاميتهم المشتركة وعدائهم للحياة .. فقطع الرؤوس يعد ايذانا بدخولنا الى عصر .. اللارؤوس…فابشري يامتي بمستقبل لا يرى ولا يفكر.
-في الاخبار ان عدد “المجاهدين ” العرب الذين يسقطون قتلى في سوريا في تزايد ..
  نقول ان هؤلاء ضحية البوصلات التي زودت لهم من قبل دول الغرب ضمن الاسلحة ” غير المميتة ” … وتبين ان هناك خطأ متعمد مبرمج تم ادخاله فيها فتوقفت بوصلة الجهاد عندهم في سوريا والعراق وليس في فلسطين …فقد اقتنع الغرب ان الكفرة الحقيقيون هم عرب سوريا والعراق وليس الصهاينة لذا كان لا بد من مساعدة الجهاديين على تلمس طريقهم الصحيح ليكون ذهابهم الى الجنة مضمونا بعد سقوطهم .فلم تعد اميركا الشيطان الاكبر فهي الان بمثابة المرشد الاكبر للاسلاميين .
-قالوا في “الربيع العربي ” الكثير …ونختصر ونقول : كان ربيعا خرجت فيه الجماهير حانقة هاتفة ، لكن ثورة بلا رأس يقودها وبلا برنامج يحدد مسارها واهدافها …سرعان ماصارت لقمة سائغة للاسلامويين …فحصدوا الثمرة الجاهزة ليبنوا نماذج مطورة من كهوف ..تورا بورا المظلمة ويزرعوها في مجتمعاتنا…ثم لياتي العسكرليقوضوا البناء ولتشنعل فتنة الشوارع .
 نقول : هناك مثل بوذي يقول عندما يتملكك شيطان حب الذات سترى كل الشياطين قد اتت تنتظر على بابك …ففساد الذات هو المدخل لكل انواع الفساد الاخرى ،ولعل من يريد ان يحكم باسم الاسلام هو الاكثر الذي يتملكه شيطان حب الذات ويدفعه لعشق السلطة ، وبهذه المناسبة نردد :
كيف لنا ان نصير خير امة
والدين فينا صار مصلحة وتجارة
وكيف لنا ان ان نرتقي بافكارنا المسكينة
ومازلنا متخلفين عن ركب الحضارة
كيف لنا ان نجلس في حوار مع الاخر
وكل حواراتنا عن الجنس والدعارة
كيف لنا ان نتحرر من عبودية العار
والشرف عندنا محصور بغشاء البكارة

أحدث المقالات

أحدث المقالات