قرن مضى على اعلان بلفور لوعده بإقامة دولة قومية لليهود ، واليوم يعلن ترامب مشروعه لصفقة مؤداها إقامة الدولة القومية الموسعة لليهود ، هذه الدولة على ما يبدو تشمل الجولان المحتلة وامتدادها جولان التخوم ، وأغوار الأردن وبحرها المييت ، ومن الغرب اطماع لها في سيناء ، ومن الداخل الفلسطيني ماتشتهيه هذه الدولة من اراضي وجبال وأغوار ، وفي مرحلتها الثالثة من الفرات الى النيل حسب خطي علم اسرائيل . مخطط بدأته بريطانيا واليوم تستكمل مراحلة الويلايات المتحدة( . والحبل كما يقول المثل على الجرار ) وانتم ياعرب يامسلمين تراكم متلاهين في حروب بين احفاد معاوية والحسين، غباء مفرط وعمل دؤوب لدى اعدائكم .
ان صفقة القرن ستطيح بكل أمال العرب والمسلمين في استعادة بيت المقدس او الأراضي المحتلة بعد حرب الأيام الستة ، او استعادة الجولان ، لأن القديم سيتم نسيانه لقاء الدفاع عن المستجد من أطوار الاحتلال والتهويد ، كما تم تناسي أراضي فلسطين القديمة ، ذلك ان سياسة المراحل التي تتبعها اسرائيل هي سياسة دفع العرب لليأس من القدرة على الاستعادة ، وان التتابع في الاستيلاء مستمر ، وان مساندة الويلايات المتحدة لإجراءات إسرائيل في بناء المستعمرات او التوسع في هذا البناء في المناطق الفلسطينية ، إنما هو عمل تمهيدي للقبول تدريجيا في الوافع والوعود عليه ، وما صفقة القرن الا مرحلة ضمن مراحل تهدف للوصول إلى دولة اسرائيل الكبرى وحلم الحامات من الفرات الى النيل ، وكما كان العرب ومن بعدهم الدول الاسلامية الهتهم المخابرات الأمريكية بصراعات أصبحت أولية منها الصراع مع القاعدة او الدولة الاسلامية ، او جبهة النصرة ، وغيرها من بدع الاسلام الامريكي ، وأصبح الصراع العربي الإسرائيلي صراعا ثانويا لا يكاد يذكر الا في المناسبات الوطنية او القومية وعبر الهتافات والكلمات ليس الا ، وها هي الجبهة الفلسطينية الداخلية تتصارع من أجل الزعامة ، وها هم العرب يتصارعون على الصحراء الغربية ، او على حلايب ، او أي مشتركات بينهم ، او صراع المسلمين على اسم الخليج هل هو عربي ام فارسي، او الصراع على الجزر الثلاثة والكثير الكثير من الصراعات ، وبالمقابل وحدة المواقف والإجراءات بين دول عزمت على تجريد العرب من مقومات وجودهم او سحب اسباب الوحدة بين روابط دينهم ، وما صفقة القرن الا صفعة جديدة على خدود العرب والمسلمين …