” تمهيدٌ لتصعيد “
غزيرةٌ ووفيرةٌ هي المسلسلات اللواتي يفترشنَ شاشات الفضائيات في شهر رمضان , والنسبة تتباين بين النوعيةِ والكمية , المسلسلات المصرية هي الأكثر زخما من شقيقتها ونظيرتها السورية جرّاء الأحداث المأساوية الجارية في سوريا , وكلاهما المصرية والسورية هما سيّدتا الفن الأكثر أناقة ورشاقة ومهضومية لدى المشاهد العربي من سواها من المسلسلات العربية الأخريات .. وَ عودٌ على بدء او الى العنوان المعنون ب ” ايّ مسلسلٍ تشاهد .؟ “, فأيّ مسلسلاتٍ تهوى يا مُشاهد ؟ وايّ من المَشاهد .؟ أتهواها عن العهدِ البائد .! أَمْ عن الوضع السائد – وضع المكائد والموائد .!! ثمَّ لماذا تُشاهد وانت شاهد > شاهد شاف كلِّ حاجة .! <, ألا يكفيك ؟ ألا يُغنيك مسلسلُ الرعب لقناة قوّات ” سوات ” بما يتضمّنهُ من تراجيديا ودراما و ميلودراما .!؟ , اليسَ لديكَ ما يفيض من هذهنَّ المسلسلات ايها المشاهد العراقي .؟ اليسَ في رؤاك إزدحاماً مرورياً من هكذا مسلسلات .؟ , الا تشاهدُ وتشهد ” اللهمَّ فإشهد ” أنَّ لدينا مسلسل المفخّخات المُزمن , وما يحويه من مشتقّات ” كالعُبُوات والرمّانات , والهاونات والكاتيوشات , وأخرياتُ من المسمّيات ذاتِ اللّهبِ والإلتهابات .! , ثُمَّ ماذا عن المسلسلِ الكافر المسمى ب” مسلسلِ الخطف ” الخطف بلا لُطف .! -” وايّ نطقٍ ” بأيِّ حرف فستنصبُّ عليك طبقاتٌ من جهنّم العنف – واللهُ تعالى يُعْينُ المخطوفين وعوائلَ وأقاربَ المخطوفين , وكذلك الذين سوف يُخطَفونَ لاحقاً — ومأواهمُ الجنّة إن شاء الله – وثُمَّ اخرى , واُخرى بعدَ اخرى منبثِقة من تكالبِ الفوضى , فإذا لمْ يُكفيكً هذا التسلسل غير المتسلسل من المسلسلاتِ العراقية او الدينية – وبتعبيرٍ آخرٍ فإذا لمْ تأخذ ” كفايتكَ ” من كأسِ الأسى إذ رسا , فأحسب حسابكَ وتحسَّب من حَلَقاتِ مسلسلِ ” كاتم الصوت ” الذي يَعْرُضُكَ – من دونِ موعدٍ مسبق- مع ” مَلَك الموت , فماذا حلَّ بنا ونحن نشاهد هذه المشاهد ولمْ نبلغ مرحلةَ الإشباع من هذه المسلسلات وكأنّنا نهمس > هل من مزيد.! < رغمَ اننا مُكبّلون بمسلسل ” السيطرات ” او نقاط التفتيش ذات البخشيش , وكأننا انتابنا الإدمان من مسلسل السلاسل من دون ان ” نغرّد ” في تويتر محتجّين ومعترضين , ولا حتى نغرّد كالبلابل , ويقيناً يقيناً لو أنَّ محافظة هوليود الامريكية ومجلسها البلدي ومِلاكاتها الحزبية كانوا على دراية بما يجري في بلاد الرافدين , لقاموا بنقل مقر اقامتهم الى بغداد , ولكن ليس الى المنطقة الخضراء , فاللون الأخضر يغدو ” آسِن ” في ظروفٍ كظروفنا , وآنذاك سيضحى ويمسى تصدير الأفلام الهوليودية عن العراق بالجملةِ وليس بالمفرد …
[email protected]