ظنَّ الكثير من العرب في جميع أرجاء الوطن العربي حتى قبل احتلال العراق !, ومنهم قادة وزعماء عرب كـ ” الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك , والملك الرحل الحسين بن طلال رحمه الله , ومفكرين وكتاب عرب كثر , بأن الشيعة في العراق خاصة والوطن العربي بشكل عام ولائهم لإيران !؟!, وحذروا من خطورة الهلال الشيعي الممتد من شواطئ البحر الأبيض المتوسط وحتى باب المندب !!!؟.
لكن ..!, وبالرغم من اجتياح المنطقة العربية والشرق الأوسط تحديداً والعراق ولبنان وسوريا خاصةً وتعرضها واصابتها بأكبر وأخطر طاعون وفايروس وسلاح دمار شامل تمثل بالفكرالشوفيني القومي العنصري الفارسي الخميني , والذي تسبب في أكبر كارثة ومأساة لحقت بالمنطقة وشعوبها منذ الغزو والاجتياح المغولي التتري عام 1258م لعاصمة الخلافة العربية – الإسلامية آنذاك ” بغداد “, والذي ذهب ضحيته .. أي هذا الاجتياح الفارسي منذ ثمانينات القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين وحتى يومنا هذا 2020 م , عشرات الملايين من الأبرياء بين قتيل ومفقود ومعوق ومهجر وهارب من جحيم الحروب الطائفية التي أشعلها المدعو ” الخميني ” منذ عام 1979 م .
بكل تأكيد وبما لا يدع أدنى مجال للشك أن الفكر الخميني الأخبث والأخطر في التاريخ المعاصر .. لم ينطلي فقط على السواد الأعظم من الشيعة العرب المساكين المغرر بهم والمغفلين الذين اعتقدوا أو ما زالوا يعتقدون ..!!!, أو هكذا يظنون بأن كل من أعتمر العمامة السوداء هو من آل بيت النبي الأطهار (ع ) !!!, وأبن عم الإمام الحسين (ع ) شك المنشار كما نقول بالعراقي !, وأن رجلاً سيظهر في آخر الزمان من خراسان ..!؟, حسب معتقدات وأساطير وطلاسم وبرتوكولات حكماء بني صفيون أبناء عمومة بني صهيون .. !؟, ليأخذ بثأر ضحايا .. كر – وبلاء , بعد أكثر من 1400 عام , وسيقتص وسينتقم من أناس لا دخل ولا ناقة ولا حمار لهم بما جرى قبل أكثر من 14 عشر قرناً !؟, بل انطلى أيضاً هذا الفكر الخميني .. بكل سهولة على السواد الأعظم من العرب في مشارق الأرض ومغاربها , وعلى قادة وزعماء بعينهم بادئ الأمر !؟, كما هو الراحل ياسر عرفات , والزعيم الليبي معمر القدافي الذي ذهب أبعد بكثير مما ذهب له البعض .. بحيث قام بتقديم الدعم العسكري لإيران إبان الحرب العراقية الإيرانية وزودهم بصواريخ أرض أرض .. !, خاصةً عندما عندما رفع دجال قم الخميني شعار ( طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء ) وكلا .. كلا .. أمريكا وملحقاتها !!!؟؟؟.
نعم .. يجب أن نعترف وأن نقول الحق , ونعمل بكل ما بوسعنا وبما منَّ الله به علينا من عقل وبصيرة من أجل أن نزيل الغشاوة الطائفية السوداء عن عيون وعقول الناس البسطاء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم صدقوا بهذه الوعود الكاذبة والشعارات البالية التي ثبت بطلانها تماماً , وأن لا نخشى في قول كلمة الحق لومة لائم مهما كلف الأمر وبلغت التضحيات .. وأن نعمل على نكشف حجم الدجل ودحض الأساطير والطلاسم وممارسة الطرق الشيطانية في نشر البدع والخرافات بطرق متنوعة بما فيها وعلى رأسها اتباع سياسة الترغيب والترهيب , التي استطاع من خلالها ملالي الشر ودهاقنة المحفل الصفيوني الخميني المنحرف منذ 40 عاماً , الذين كرسوا كل مكرهم وخداعهم ودهائهم ليس فقط خطف الشيعة العرب من محيطهم العربي .. بل عمدوا على تغييب ومصادرة عقولهم , وجعلوهم في جهلهم يعمهون ويتخبطون بشكل فاق ويفوق جميع التصورات والتكهنات .. وهذا للأسف ما يخشى الكثير من الكتاب والمفكرين الخوض فيه لأسباب يطول سردها !, ففي الوقت الذي تحررت فيه شعوب وأمم بعينها بما فيها شعوب أحراش وأدغال إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من أوساخ وأدران ومخلفات واوبئة الحقب الماضية ,نرى الشعب العراقي صاحب أول حضارة وقانون وعجلة .. بات يرزح تحت نير التخلف والهمجية الغوغائية ويسود أوساطه ومناطقه الهرج والمرج , وتتم استباحة وآدمية ودماء الناس بكل سهولة دفاعاً عن مذهب دموي جديد مزعوم لا يمت للعقل ولا للأديان السماوية ولا لقيم ومبادئ ومدرسة آل بيت النبي الأطهار ع .
إذاً .. لا مناص أبداً من العمل وتكاتف وتظافر كافة الجهود الخيرة لطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ وحاضر ومستقبل الشيعة والتشيع العربي , التي لاحت بوادرها مع انطلاق صرخة وصيحة أول شرارة للثورة الشبابية التشرينية المظفرة في الوسط والجنوب والفرات الأوسط العربي الشيعي , الذي رفع شعاره شباب بعمر الزهور ( نريد وطن ) !, وثوار بواسل سطروا وما زالوا يسطرون أروع الملاحم في الذود عن هويتهم وانتمائهم العروبي , وأعادوا ويعيدون أمجاد الماضي التليد للتحرر والانعتاق والانطلاق نحو غدٍ ومستقبل مشرق يتساوى فيه جميع أبناء الشعب العراقي لنيل حقوقهم وصون دمائهم وكرامتهم أمام القانون .
فكفىنا احتلال واستعمار لعقول ابناء الشعب العراقي تحت يافطات وأسماء ومسميات وعناوين ما أنزل الله بها من سلطان كما هو حاصل منذ عام 2003 , وكفى نهباً واستنزافاً لدماء العراقيين ونهب وتهريب خيراتهم وثرواتهم , وإلهائهم بشكل متعمد ومقصود بالخرافات والمخدرات المكملتان لبعضها البعض !, ناهيك عن شغلهم بالاقتتال الطائفي المقيت والحروب بالوكالة .. وهؤلاء جماعة معاوية وجماعة يزيد , وأن هؤلاء أحفاد أولئك الذين قتلوا وسبوا .. إلخ من التخرصات والخزعبلات التي عفا وأكل وشرب عليها الدهر .
حقاً .. يجب أن يشعر جميع العراقيين بالفخر والاعتزاز والشموخ , وعلى رأسهم أعيان ومشايخ وعقلاء ومراجع الشيعة العرب أنفسهم .. بأنهم مجتمعين لولا نخوة وهبة وصمود ثوار ثورة شباب تشرين الغر الميامين السلمية التي أعادت لهم كرامتهم وهيبتهم بين القبائل العربية من المحيط إلى الخليج !, لكانت سمعتهم اليوم في الحضيض كما كانت على مدى سني الاحتلالين الــ 17 عشر السوداء !, فليحمدوا ويشكروا الله ربهم .. الذي سخر لهم الأسباب وهؤلاء الفتيه والأشبال .. وليأخذوا الدروس والعبر من ثورة العشرين , وليتعضوا ويلتفوا حول أبنائهم الآن , ويقدموا لهم كل أشكال الدعم والاسناد المعنوي والمادي والنفسي , وليعلموا أيضاً أن هذه الوثبة البطولية أزالت ومسحت أكبر نقطة سوداء لحقت بتاريخ الشيعة والتشيع العربي منذ قيامه .
من هنا ننصح .. بل يجب على الذين غرر بهم وجرفهم التيار الطائفي وغرتهم الحياة الدنيا وحققوا بعض الامتيازات والمكاسب الدنيوية الزائلة والزائفة .. أن يعيدوا النظر في جميع حساباتهم الطائفية وتبعيتهم وذيليتهم وولائهم لهذا الطرف أو ذاك , والارتماء في أحضان دعاة المحفل الفارسي الحاقدين والناقمين على العرب والإسلام وحتى على العرب الشيعة أنفسهم , والحالمين بإعادة وتشييد أمبراطوريتهم الغابرة على جماجم ملايين العرب بغض النظر عن مذاهبهم ومعتقداتهم ودولهم !؟, وها هم يستهدفون أي عربي وعراقي يقف حجر عثرة في طريقهم وأطماعهم ومشروعهم القومي التوسعي الشرير الذي يتطلعون من خلاله … احتلال وابتلاع العراق وسوريا ولبنان واليمن والجزيرة العربية .
لذا .. أيها الناس يجب على من تبقى من عقلاء وأعيان العرب الشيعة في العراق والعالم التبرأ من المشروع الفارسي التخريبي المدمر كما أشرنا , والابتعاد كل البعد من الدوران في فلكه , وتقديم الدعم والاسناد لأذرعه من القتلة والمجرمين , وما سيجره من ويلات وتبعات لا يحمد عقباها عاجلاً وليس آجلاً .. وعلى من يتوهم أو يتردد في اتخاذ القرار , أو يراهن على أن عقارب الساعة ستدور إلى الوراء فهو جداً واهم وجاهل وضال مضل , ولم يبقى أمامه متسع من الوقت إلا القفز من مركب الخونة والعملاء والجواسيس الذين باعوا دينهم وعروبتهم وضمائرهم بدنياهم , وتحولوا إلى أدوات وبيادق شطرنج وطابور خامس بيد دهاقنة المحفل الصفوي ومركبهم الغارق لا محالة .. فاغتنموا الفرصة يا أولي الالباب قبل فوات الأوان .. يوم لا ينفع خامنئي كما بات في حكم المؤكد لم ينفعكم .. المقبور قاسم سليماني , وقبله الخميني .. وإن غداً بات لناظره جداً .. جداً قريب .