شماعة تنظيم داعش الارهابي کلفت الشعب العراقي الکثير حيث تم تعليق الکثير من مبررات ومسوغات إرتکاب الجرائم والانتهاکات وعمليات الفساد التي جرت عليها، وإن القيادي في الحشد الشعبي، عادل الكرعاوي، عندما يعلق يوم الاثنين الماضي، على وجود مستشارين ايرانيين في مقرات الحشد، لافتا الى ان وجودهم “رسمي”.وقال الكرعاوي في حديث صحفي، ان “وجود المستشارين الايرانيين جاء بموافقة القائد العام في اطار دعم المعركة ضد تنظيم داعش الارهابي بعد احداث حزيران 2014 لذا فان وجودهم رسمي سواء في مقرات الحشد الشعبي او بقية التشكيلات الامنية“، وأضاف قائلا بأن”المئات من المستشارين الايرانيين يعملون الان في مقرات الحشد الشعبي او في قوات الشرطة الاتحادية تفرضه الظروف وطبيعة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش” لافتا الى أن”وجودهم في عمليات هيئة الحشد وفي مقرات وافواج الحشد وفق اليات التعاون الامني والاستشارة مع قيادة الحرس الثوري الايراني وهذا امر معروف” وأوضح بأن”المستشارين الايرانيين كان لهم دور معروف في دعم جهودنا في قتال داعش الارهابي وتعاوننا معهم وكل شيء يجري وفق الاطر الرسمية المعتمدة من قبل القائد العام”، هذا الکلام لو تمحصناه بدقة وروية وقلبناه من مختلف الجوانب ولاسيما منذ إندلاع الانتفاضة العراقية المبارکة فإننا يجب أن نعرف جيدا مايعنيه الکرعاوي بتواجد المئات من المستشارين الايرانيين(وهم قطعا بالالاف بحسب ماتٶکد مصادر مطلعة) في مقرات الحشد الشعبي او في قوات الشرطة الاتحادية، مع ملاحظة إنه تحاشى أو بالاحرى تعمد الاشارة الى تواجد هٶلاء المستشارين في الاجهزة الامنية وفي الاستخبارات والمخابرات العراقية وکأنه يريدنا أن نصدق بأن هناك أجهزة أمنية مستقلة تتعامل مع الاوضاع والتطورات الجارية في داخل العراق بعيدا عن النفوذ والهيمنة السرطانية للنظام الايراني!
هذا الکلام والذي هو بمثابة الاعتراف الذي يوضع کيف إن النظام الايراني لايکتفي بمن جندهم من عملاء في الميليشيات والاحزاب والاوساط السياسية العراقية فإنه يضع مستشارين له من حرسه الاجرامي في داخل الاجهزة العراقية ليعملوا بمثابة الذين يأمرون وليس يتم إستشارتهم کما يدعي الکرعاوي، وإن جرائم قتل وإغتيال وإختطاف المتظاهرين العراقيين کانت وستبقى من صميم عمل هٶلاء المستشارين الدمويين وهنا من المفيد جدا أن نشير الى المعلومات التي أکدتها مصادر المقاومة الايرانية بخصوص مدى تورط الحرس اللاثوري الاجرامي الايراني في عمليات قتل وتصفية أکثر من 1500 متظاهر إيراني أثناء إنتفاضة 15 تشرين الثاني2015، وإذا ماکان حال هکذا حرس إجرامي مع شعبه بهذه الصورة الفظيعة، فکيف سيکون حاله مع الشعب العراقي المنتفض أساسا ضد تواجده على أرضه وإنتهاکه لسيادته الوطنية؟