22 ديسمبر، 2024 10:17 م

“معاريف” : بعد اغتيال قائد فيلق القدس .. “نصرالله” يواجه التحديات والمخاوف بمفرده !

“معاريف” : بعد اغتيال قائد فيلق القدس .. “نصرالله” يواجه التحديات والمخاوف بمفرده !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يرى بعض المحللين الإستراتيجيين أن زعيم تنظيم (حزب الله) اللبناني، “حسن نصرالله”، قد أفتقد إلى السند والنصير الذي كان يحظى بدعمه خلال السنوات الأخيرة، بعد قيام القوات الأميركية باغتيال قائد (فيلق القدس) الإيراني، “قاسم سليماني”.

كما أصبح “نصرالله” يواجه كثيرًا من المآزق والمخاوف في الداخل والخارج، بعد مقتل أهم الداعمين له، وهو “سليماني”. بحسب المحلل الإسرائيلي، “يتسحاق لفانون”، في مقال له، نشرته صحيفة (معاريف) العبرية.

“نصرالله” فقد صديقه المُقرَّب !

يقول “لفانون”؛ إن زعيم (حزب الله) اللبناني، “نصرالله”، يواجه الآن أزمة كبرى في ثلاث جبهات، وهي: الجبهة الداخلية اللبنانية؛ ثم جبهة المواجهة مع “إسرائيل”، وأخيرًا جبهة المواجهة مع التطورات الإيرانية.

ولقد فقد زعيم (حزب الله)، مؤخرًا، صديقه المُقرَّب، “سليماني”، الذي كثيرًا ما تعاون معه وكثيرًا ما تبادل معه النصيحة والمشورة، حيث إعتاد “سليماني” أن يلتقي بصديقه، “نصرالله”، في السرداب الذي يختبيء به الأخير، وكانا يقومان بالتخطيط للعمليات.

أما الآن؛ فقد أصبح “نصرالله” وحيدًا من دون ذلك السند. وكان “نصرالله” قد أعلن مؤخرًا أنه إلتقى بقائد (فيلق القدس) الراحل، “سليماني”، قبيل سفره من “بيروت” إلى “دمشق”، وطلب منه أن يأخذ حذره. إلا أنه قد تم اغتياله بمجرد وصوله إلى العاصمة العراقية، “بغداد”.

يواجه ضغوطًا شديدة !

بحسب “لفانون”؛ يمكن القول إن “نصرالله” يعلم الآن، أن تحركاته أصبحت مرصودة من قِبل أجهزة الاستخبارات الأميركية، ومع رئيس مثل، “دونالد ترامب”، لا يمكن لأحد أن يتوقع تصرفاته، فمن الأفضل أن يظل مختبئًا في خندقه تحت الأرض.

ولم يتبقى في وسعه سوى أن يظل يتطاول بلسانه على الأميركيين، ويبالغ في عبارات الإهانة، كأن يقول: “إن، سليماني، يسواي رأس، ترامب، وأكثر من ذلك”. وهذا الأسلوب لا يليق مع زعيم أكبر دولة عظمى في العالم. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن “نصرالله” يواجه ضغوطًا شديدة.

“سليماني” حرص على تقديم الدعم لـ”حزب الله”..

على مستوى الجبهة الإيرانية؛ فإن “نصرالله” – بعد اغتيال “سليماني” – خسر أهم سند له في “طهران”. إذ رغم الصعوبات المالية التي تواجهها “إيران” جراء استمرار “العقوبات الأميركية”، ظل “سليماني” يحرص بشكل شخصي، على عدم تقليل الدعم لصديقه زعيم (حزب الله).

والآن فإن الوضع قد اختلف وسيكون على زعيم تنظيم (حزب الله) اللبناني أن ينتظر حتى يعلم كيف ستسير الأمور مع تولي القائد الجديد لـ (فيلق القدس)؛ التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

وحاليًا؛ فإن “نصرالله” يردد تصريحات القيادة الإيرانية بشأن الانتقام، ردًا على اغتيال “سليماني”.

“حزب الله” سبب البلاء !

فيما يتعلق بالساحة الداخلية في “لبنان”، فإن وضع زعيم (حزب الله) أصبح حَرِجًا للغاية. فالمتظاهرون من كل الطوائف اللبنانية، الذين خرجوا للشوارع في أرجاء “لبنان” مُطالبين بالإصلاحات والتغييرات الاقتصادية الجذرية، أصبحوا الآن يصُبون جام غضبهم على تنظيم (حزب الله)، مُتهمين إياه بأنه سبب كل بلاء في الدولة.

وقد أستوعب “نصرالله” تلك الرسالة، فأخرج أتباعه إلى شوارع “لبنان” من أجل التصدي للمتظاهرين، وفي الوقت نفسه دفع رئيس الدولة لتكليف إحدى الشخصيات – التي يرتضيها – بتشكيل الحكومة الجديدة. ولكن الضغوط التي تُمارس على المُكلف بتشكيل الحكومة من التكنوقراط، من شأنها أن تُقلل من نفوذ (حزب الله) على الجبهة الداخلية.

“نصرالله” لن يُغامر بعمل عسكري..

كما يعلم “نصرالله” أنه لا يمكنه أن يخاطر بشن مغامرة عسكرية ضد “إسرائيل” حتى لا تتعرض البنية الأساسية في “لبنان” للتدمير. وهنا أيضًا لم يتبقى لـ”نصرالله” سوى توجيه التهديدات لـ”إسرائيل”، رغمًا أنها ليست في وسعه، لأن الوضع الذي يواجهه، “نصرالله”، يُرغمه على التصرف بحذر شديد.

وهنا يطالب “لفانون”، المسؤولين الإسرائيليين، بعدم منح الفرصة لـ”نصرالله” حتى لا يلتقط أنفاسه؛ وحتى لا يستفيق من الضربة الأخيرة التي تلقاها، بل ينبغي عليهم مواصلة الضغوط على “نصرالله” في كل الإتجاهات حتى يتحقق التغيير الملموس.

ويرى “لفانون”؛ أن زعيم (حزب الله) اللبناني لن يُصَعِّد من تهديداته؛ لأن الأميركيين يعتزمون إرسال قوات إلى “لبنان” من أجل توفير الأمن لسفارتهم، ولكن من يدري فربما سيتم تكليف تلك القوات بمهمة أخرى.

وعمومًا فإن اغتيال “سليماني” قد أسقط (القُبَّة الحديدية)، التي كانت تُوفر الدعم والحماية لزعيم (حزب الله)، خلال السنوات الأخيرة. وهو الآن بات يواجه المآزق والمخاوف بمفرده.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة