من المتعارف عليه ان رؤساء الدول والحكومات حين يسعون الى إيصال ما يجول بخاطرهم الى شعوبهم يقومون بإلقاء خطاب مباشر للشعب او يلجئون الى القنوات غير التقليدية باستغلال أي مناسبة كانت او لقاء مع شرائح مختلفة لإطلاق التصريحات والرسائل التي يريدون إبلاغها لمن انتخبوهم وسلموهم والامانه.. وكان من المتوقع ان يخرج علينا الناطق باسم الحكومة( التي بقيت بلا لسان منذ استقالة علي الدباغ وكان العراق بلا إعلاميين كفوئين لهذا المنصب) لشرح تداعيات اخطر حادث امني عرفه العراق منذ الانسحاب الأمريكي الا وهو مهاجمه مجاميع إرهابيه لسجن أبو غريب والتاجي وإطلاق سراح أكثر من 500 مدان بعضهم من قيادي القاعدة في عمليه أسقطت حتى ورقه التوت عن الجهاز الأمني العراقي الذي يستنزف شهريا اكثر من مليار دولار وأظهرت فشل كل التطبيل والتزمير وعنتريات الخطط الأمنية وتصريحات ضباط الدمج والرتب الكارتونيه في المؤسسات الأمنية كافه التي لم تجد سوى عذرا متكررا الا وهو (تواطؤ حراس السجن مع المهاجمين) وبدورنا نسال الم تقم أجهزتكم الاستخبارية بالتأكد من ولاء من يؤتمنون على اخطر قيادي الإرهاب في العراق؟؟؟
لكن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وبدلا ان يخرج على الشعب بخطاب صريح يعترف به بفشل قواته الامنية في التصدي لهذا الهجوم الارهابي المباغت التي مهد له بسلسله هجمات على الإحياء السكنية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ويشرح ما جرى في ابو غريب والتاجي من هزيمة على يد مجاميع الإرهاب المنظمة التي أزهقت أرواح أكثر من ستة ألاف عراقي وضعف هذا العدد من الجرحى خلال أشهر قليله لم يجد سوى مجموعة من الاقتصاديين وسيناريست واحد المتملقين له إعلاميا الذي يريد ان يتقمص دور هيكل بالنسبة لعبد الناصر ليسقط رأس السلطة التنفيذية في فخ إعلامي نصبه له مستشاروه او ربما أراده هو للتغطية عن نكسه ابو غريب فكانت النتيجة عكس ذلك تماما.
أنها المرة الأولى التي يبرا بها وزير العدل حسن ألشمري من وزر هروب أفواج من المحكومين بالإعدام من السجون العراقية منذ حادثه ألبصره وسجن التسفيرات وصلاح الدين وبادوش وغيرها بعد ان اعتاد الخصوم على تحميله وزر دم يوسف. و كان الأجدر بالمالكي ان يعترف بفشل هذه المؤسسة الأمنية التي لم تنضج بعد مهنيا وكفاءه لمسك الملف الأمني والتي ينخرها الفساد ونقص الخبرة وضعف المنظومة الاستخباريه و مكافحه غول الإرهاب فهي لم تنجح بأي عمليه استباقيةاو اجهاضية ضد هذه الخلايا التي تدار بمساعده أجهزه استخباريه عربيه واجتبيه وقاده وساسه متنفذين في الداخل وأموال طائلة وضباط اخترقوها يعملون بحذر مع القاعدة وأثبتت بما لا يقبل الشك ان المؤسسة الأمنية العراقية ليست بمستوى مواجهة تداعيات الوضع الإقليمي العاصف والدامي الذي راح يضرب العراق بعنف ووحشيه منهجيين منذ نيسان من هذا العام وهو ما حذرنا منه منذ أواخر العام الماضي وبعد معركة القصير في سوريا .
كان هروب رأس الهرم السياسي من الاستحقاقات المحرجة خلال تلك ألمقابله ألمسجله والمعدة مسبقا التي تابعها ملايين العراقيين واضحا تماما سواء من خلال الأسئلة الرمادية او الإجابات التي لا تشفي الغليل بينما توقع الناس ان يتركز الحديث عن الملف الأمني وتحرير المدانين من ابو غريب والذين تبخروا بعد هروبهم….. وكان الأجدر برئيس الوزراء ان يستضيف رؤساء تحرير الصحف العراقية او بعضا منهم لإجراء هذا الحوار ومكاشفه الشعب بما جرى وما سوف تخبئه الأيام القادمة لملايين الناس الذين اثبتوا بحق أنهم يدركون عمق المؤامرة لإشعال فتيل الحرب الطائفية مجددا وإنهم أعلى من مستوى الأحزاب الحاكمة دون استثناء لكنهم بدون حول ولا قوه …
لم نسمع أي جديد من السيد رئيس الوزراء فالشعب بأغلبه يعلم علاقة الود المقطوع والشائكة بين الحكومة والبرلمان وبين دوله القانون والصدريين وزعل المالكي من تحالف المجلس الاعلى والتيار والنجيفي في لعبه توزيع الأدوار للنيل منه بعد فشل سحب الثقة عن حكومته العام الماضي والتي دخلت عليها طهران هذا العام بنقله جديدة لتغيير قواعد أللعبه في مواجهة الرياض وانقره وإطراف أخرى رعت توحيد جناحي القاعدة في سوريا والعراق بعد ان تغيرت بعض المؤشرات في الشام ومصر واكتفت واشنطن بدور المتفرج رغم ان اتفاق الإطار الاستراتيجي الموقع بين البلدين يلزمها في ظرف كهذا التدخل لمنع انهيار المؤسسة الأمنية وحماية العراق من خطر إرهابي شنت من اجله الإدارة الامريكيه حربا كونيه او هكذا بدت ألصوره وما خفي كان أعظم.
نعم يا رئيس الوزراء نحن نلقي اللوم على المؤسسة الأمنية قبل الإرهاب لأنها الحارس والمؤتمن على أرواح الناس وسيادة الوطن لأننا نعلم من هم الإرهابيون أعداء الإنسانية والحرية وما هي مخططاتهم ومن يستهدفون ….كنا نتوقع ان يفسر لنا ضباطك الأشاوس كيف وصلت تلك المجاميع الارهابيه والسيارات المفخخة والانتحاريون ومئات الصواريخ والهاونات الى منطقه معزولة مكشوفة مثل التاجي وابو غريب دون ان يكشفها احد وكيف استمرت تلك المعركة دون تدخل جنرالاتكم المزهوين كالطواويس برتبهم والذين أصابهم الشلل لأنهم غير مهنيين وكفوئين ولا يصلحون الا كشرطه مفارز وحواجز في الشوارع واين هي قوات (سوات) التي تقتل المتظاهرين وتحيل ملاعب الكره الى مسالخ؟؟؟؟
لقد هددت مرارا يا دوله الرئيس ان بحوزتكم ملفات تكشف فيها المتورطين بالإرهاب وهاهو الشعب يذبح كل يوم وانتم تسكتون …. فبماذا تفسرون هذا ؟؟ هل هو خوف منكم من الطرف الآخر أم حرص على العملية السياسية العرجاء ام بقائكم بالسلطة ام تواطؤ دوافعه غير معروفه؟؟؟
أليس هناك لحظه مناسبة لتقول الحقيقة وتكشف المستور عن حواضن الإرهاب وداعميه افصل من هذه النكسة الأمنية في توقيتها وظروفها التي هي في حقيقة الأمر فشل يمسكم شخصيا باعتباركم القائد الأعلى للقوات المسلحة….لتحدثنا بدلا عن ذلك عن الانتخابات القادمة وحكومة الأغلبية وموسم الانتخابات والصيد السياسي لا في الماء العكر بل في بحيرات من دماء أهلنا وما حدث في (صوله الفرسان ) قبل ست سنوات وتصرفات الغوغاء من المهووسين ضد النوادي في بغداد وتعطيل جلال الدين الصغير لمشروع الدفع الأجل بينما الإرهابيون يصولون ويجولون في بغداد وكركوك وديالى ويسرحون ويمرحون بدماء الأبرياء مما يحتم التخلي عن كل شي وان تحمل سلاحك وتتقدم الرجال لمطارده الذئاب الارهابيه وانت تعلم جيدا (ان الإمام الذي ما يشور يسمونه أبو الخرق؟؟)
كنت أتمنى يا دوله الرئيس ان لا أرى على وجهكم إيه ابتسامه وتخرج علينا بدون ربطه عنق وتعزي في ألمقدمه اسر الشهداء الأبرياء لان ألاف الأسر العراقية في حداد وقد لبست السواد وهي لا تحمل المسئولية فقط للإرهاب التكفيري بل أيضا لم لم يحرس أرواحهم ولم يتصدى لهم بحزم ولم يكن أهلا ليقف ناطورا على بوابات بغداد الغالية لا ان تترك هذا المهرج الجديد المدلل يتلاعب بجراحنا!
لا تتصور يا دوله رئيس الوزراء ان الناس ستقبل تبريراتكم عما حدث في سوريا او مصر او غيرها لتسويغ ما جرى في الأشهر الأخيرة من اختراق امني فاضح وسافر ومتكرر فلكل دوله خصوصيتها خاصه بعد مرور عشر سنوات عجاف من الصراع ضد المجاميع المسلحة فانتم من اخترتم انسحاب الأمريكيين استجابة لضغوط خارجية وداخليه معروفه ورفضتم الاستماع الى نصيحة قاده عسكريين مهنيين اكدوا ان الأجهزة الأمنية العراقية لازالت طريه العود وبحاجة للتسليح والتدريب والخبرة لمكافحة الإرهاب رغم علمي بان إلف عين لأجل عيون جيراننا تكرم!!!! ولا استغرب غدا ان يهاجم هؤلاء المنطقة الخضراء لتمريغ كرامة الحكومة بالوحل.
لا أظن ان من فقد أبنائه او ذويه سيفرحه كثيرا إلغاء الفصل السابع الذي كان ثمنه مليون وربع جائع عراقي قضوا خلال سنوات الحصار إرضاء للكويت ولا دفع 53 مليار دولار حتى الان مع ما تبقى وهو 12 مليار دولار أخرى وتهجير ملايين العراقيين الذين تطالب الراغبين منهم بالعودة بإسقاط جنسياتهم الأجنبية وأنت تعرف ان اغلبهم من وسط وجنوب العراق فروا بسبب وحشيه النظام السابق أي انك قدمت هديه ثمينة لخصومك السياسيين الذين يرفضون (تجريم البعث) ولكنهم يجرمون الكفاءات العراقية المهاجرة التي هي معين من التكنوقراط لم تفكر يوما بالاستعانة بهم بسبب جوقة المستشارين الحاليين المظلين والمظللين بينما ألقيت بملف سجناء رفحاء إبطال الانتفاضة الشعبانية في سلة المهملات بحجة عدم وجود مخصصات في حين أنفقتم نصف مليار دولار على قمة عربيه فاشلة!!!
ربما يكون رأس الشهرستاني وحده الذي سقط خلال ذلك اللقاء كأفضل كبش فداء لازمة الكهرباء والنفط ونسيان نكسه سجن ابو غريب وكن هل سيطاح بالمطلك المسئول عن ملف الخدمات ام ان لكل حادث حديث ؟؟؟؟.. لا أود ان أتوقف هنا كثيرا لان القضية الساخنة التي باتت تشغل بال الأمهات والإباء تتعلق بآمن أطفالهم قبل مولدات الغاز والديزل والتي كشفت من خلال الحديث عن أخطائها القاتلة وعدم صلاحيتها ان الحكومة أشبه بقصه ملابس الإمبراطور الشهير الذي خرج عاريا …. حكومة بلا خبراء بينما داخل العراق وخارجه يزدحم بآلاف الأسماء في جميع ميادين العلم والفكر الذين يسد المهرجون الطريق إمامهم لخدمه وطنهم لكي لا لا يذوب الثلج ويبان المرج مثلما يقولون!!
كم شعرت بالحزن الشديد يعتصر قلبي بعد ذلك اللقاء يا أبا اسراء وانأ أرى وطني يسير نحو مصير مجهول وسط ساسه ينهش بعضهم بعضا والشعب غير مصدق دون إدراك الكارثة التي تنتظر الجميع في العراق عدا الإخوة الأكراد ا لان هناك نخب لا يهمها قوت الشعب ولا سقف منزله ولا كرامته او امنه و مستقبل أبناءه بل مراكزهم وأرصدتهم وصفقاتهم…وهم في حقيقة الأمر مقامرون في لعبه سلطويه او سماسرة لا كثر ولا اقل ..
كنت أتمنى يا رئيس الوزراء ان تفاتح شعبك بالحقيقة( والأوان لم يفت بعد ) وان تكشف كل الأوراق بعد كل الذي جرى علينا وهذه الأنهار الطاهرة التي سالت من دمائنا الطاهره لاننا المظلومون الوحيدون في هذا الجزء من العالم والمحتلون والمسلوبون والمسروقون والمظلومون والمشردون والمهجرون ونريد ان نفيئ الى سلام وطني يظللنا ويحمينا ويستر نسائنا وأطفالنا وإعراضنا ويعوض عشرات السنين من التحارب لأننا قدمنا للجميع تنازلات مؤلمة تذبحنا كل ليلة وتلطخ رؤؤسنا بالطين .
كنت أتمنى.ان تطلب من أبناء شعبك مساندتهم لك في هذه المحنه الوطنية وان يتطوعوا لحمل السلاح تحت راية الحكومة لا الميليشيات لمواجهة الإرهاب واو كار الفساد وان تعلن إمام الشعب انك غير راغب بالسلطة التي شبهها الباب علي ابن ابي طالب( بشسع نعله) وانك تتحمل المسئولية الكاملة عن نكسه ابو غريب …وهكذا هم القادة الحقيقيون الشجعان الذين يقودون شعوبهم ويحترمهم التاريخ والضمير الوطني حتى في لحظات الهزيمة والانتكاسات في سرح الوغى و السياسة وقد تعلمنا من ديغول وعبد الناصر درسا بليغا.
كم كنت أتمنى من كل قلبي ان أرى وأشاهد ( جواد المالكي) ابن المدينة التي تصدت للطاغية في جبروته و القيادي في الحزب الذي قدم ألاف الشهداء ولم يرهب أحراره قسوة ووحشيه الاجهزه القمعية وذئاب الحرس الجمهوري وأحواض التيزاب ان تتذكر عبد الصاحب دخيل والبصري وعز الدين سليم والمعلم الأول والشهيد المنسي محمد باقر الصدر وابن عمه محمد صادق الصدر!!! لا أن نسمع حديثا أصابنا بالإحباط والألم والحيرة من دوله رئيس الوزراء (نوري المالكي ) لم يجب على تساؤلنا الأهم: إلى أين يسير العراق؟؟؟