اذا ألهمك الرب نعمة الحديث وخرجت تتبارى وتسوق عباراتك جملا راسخة وجللك بزينة الرواية الحفظ فما بالك تسرف في الجحود,
وأنت تبحث في الفضائيات عن محاضرة دينية تزاوج بين كلام الله والصحيح من احاديث خيرة خلقه والمتبع من ال بيته الكرام وصحبه النجباء في قنوات تدل اسمائها على انها تمتهن ما تبغي , وتجد الخطباء بملابس مختلفة الجامع بينهم عمامة سيد ولد ادم , وما ان يبدء الحديث حتى تزداد اعجابا بالخطيب وبما يقول ويصف ويسند قوله باحاديث من مسندها الصحيح وامثال تناولتها العرب وحكايا لم تصل ابدا الى سامعيك واشعار كلها تقال سفحا دون الرجوع الى الورق هكذا يرتجل الخطيب فيباغت العلم في مكمنه, وتجد نفسك غارقا في زهو علم لايجارى وتدرك مدى ما من الله عليه بالحكمة , ومن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا , وما ان يطول به المقام ويمضي حتى تنتكس المحاضرة وتعود ادراجها الى الجاهلية جاهلية الهجاء والضغينة والبطش والتفريط بنعمة الامن والحياة ويبدأ السباب لمذهب غير مذهب الخطيب او لقومية غير قوميته او لدينا غير دينه رغم ان كل هولاء يتقاسمون معه الوطن بسرائه وضرائه وانهم ينالون يوميا ما يناله اما من فوضى او قتل او تهجير او انعدام الخدمات او من قوائم تطول , ووصل الحد ببعض الخطباء ان ينكر التهنئة التي يتقدم بها رجال الدولة عادة على سبيل المجاملة لبقية الاديان في الدولة الواحدة ولا نعلم هل الحل هو قتلهم وانتهاك حرمة دمهم واعراضهم واموالهم .
الغريب ان هؤلاء الخطباء يحفظون كل الايات والسور والأحاديث والسيرة لسيد الخلق وال بيته وصحبه وينسون ان الله يقول جادلهم بالتي هي احسن ويخرجون عن النص القراني بفضاضة ويخرجون عن سيرة الرسول في ما اوصى به من ادب المجاملة والتجاوز والصفح بعد القدرة.
ايها الخطباء لايمكن لعاقل ان يقتنع انكم رجال دين اذا احس لبرهة ان في قلوبكم ذرة من العداوة والبغضاء والكراهية ولو لكلب عقور, واقولها لكم ان هذا الكلام هو الفتنة بعينها , الفتنة التي تعيث فسادا في الارض .