وحيداً تخلى عنه رفاق الامس , وحيدا تخلى عنه حلفائه التقليديين , يقاتل على جبهات عديدة , القائمة العراقية التحالف الكردستاني التيار الصدري وكثير من الشخصيات المؤثرة بالساحة , رغم كل هذا مازال قويا ويرفض حتى دعوات الاجتماع الموسع لغرض ايجاد صيغة تزيل هذه الخصومات وترفع التوتر من الشارع الحاصل نتيجة للشد الطائفي , ترى هل هي قوة ام عناد ام استنكاف ام أن الغرور يفعل فعله في هكذا مواقف.
المتتبع للوضع الراهن يقول ان المالكي يتعمد خلق الاعداء ويتعمد ابعاد الشركاء بصنع القرار ويتعمد صناعة الازمات بالجملة يعني انه يضع اكثر من طبخة على النار وحين يرى ان احداها ستحترق يطفئ النار لتهدأ الامور ومن ثم يداول بين هذه الطبخات كما فعل مع الكورد اكثر من مرة وكما فعل ويفعل مع رموز القائمة العراقية والحقيقة لانعلم سببا واضحا لصناعة الازمات غير فشل الحكومة بتحقيق اي منجز لصالح المواطن اي انها عملية اشغال الرأي العام ليس الا
هذه الافعال جميعها تحدث بدون شرح مسهب من قبل دولة القانون وفي احسن الاحوال يظهر السيد نوري المالكي في القنوات الفضائية ليدلي بحديث مقتضب ذات طابع تهديدي يضيف استغراب جديد وتساؤلات كثيرة, لأن
طوال فترة حكمه لم يستطيع ان يكسب حليف حقيقي له وان كسب احدهم فهو كسب مؤقت يشوبه شيء من الغموض أو لأنه يطلعه على بعض الاسرار التي يتعطش لها الشعب العراقي لمعرفة حقيقة الصراع الدائر بين السياسين الطائفين
البعض صدق أن السياسة عاهرة وتمارس كل انواع العهر وهي تتنقل من حضن الى اخر , السياسة ياأخوتي نزيهة ولكن بعض رجال السياسة عهر وفجار أفسدوا السياسة واستغلوها لصالح الترويج للطائفية السياسية واساءوا للطائفة التي ينتمون اليها , لو كانت السياسية عاهرة لكان كل رجال السياسة العظام في العالم صاروا قوادين ولاتمجدهم شعوبهم ولدينا امثلة كثيرة من القادة السياسين الذين تتباهى بهم شعوبهم ويتباهى بهم العالم , نحن لدينا ساسة فاسدين للنخاع , نحن لدينا في العراق وخصوصا في هذه المرحلة تجار سياسة يسوقوون السياسة بأتجاه تخدم مصالحهم وهم الغالبية ولذلك نرى السياسة الحقة والصحيحة شاذه او غير مقبولة لدى الشارع العراقي فهنالك لغتين في الشارع مسيطرة على لغة العقل , التطرف الديني الغير مبرر مدعوم بالمليشيات المسلحة التي لاتعرف سوى لغةالقتل للتخلص من الخصوم , ولغة الفساد الاداري والمالي
شيئان افسدى السياسة , المتبرقعون بالدين , وشيوخ العشائر , هذان هما سبب البلاء الذي نعيشه فالمتأسلم وصل لسلطة عن طريق التجمع الطائفي , اما المدعوم من شيوخ العشائر وصل بفضل العشيرة فلا وجود لتأريخ سياسي ونضالي لهذه الشخصيات وحتى لاوجود لكفاءات علمية مشهود لها بالخبرة والوطنية . كثير من الفساد الاداري والمالي جاء نتيجة لقلة الخبرة أو ان الغاية كانت بالاساس مبيته لغرض المتاجرة عبر العقود والصفقات الوهمية ولذلك شاهدنا كيف تباع وتشترى بعض الوزارات المهمة .
ان دولة رئيس الوزراء اصبح كماشة النار اذ انه يمثل البيت الشيعي الذي اختاره لهذاالمنصب ولاجل ان يكون وفياً لهذا البيت توجب عليه ان يكون قويا عنيدا وصلبا امام الهجمات التي تشن عليه بأستمرار , وتوهم السيد المالكي ان الاحزاب والكتل والتيارات الشيعية ستبقى مؤيده له , لكن توغله بعيدا في العناد والتفرد بأتخاذ القرار جعل المجلس الاعلى والتيار الصدري وحتى الفضيلة ينفرون منه ونفورهم هذا ليس من اجل مصلحة الشعب بل لمصلحتهم الحزبية , اذ ان عدم احراز النجاحات في البناء وعدم توفير الامن على مدى سنوات حكم المالكي جعلت الناس تبتعد عن المالكي وبالتالي تبتعد عن كل الاحزاب الشيعية المؤتلفة مع المالكي , وحتى لاننسى ان المجلس الاعلى والتيار الصدري كلاهما جزء مهم في حكومة المالكي ويتحملان قسم كبير من الاخفاق ولكن السيد المالكي هو في وجه المدفع , مجلس الاعلى صاحب مشروع اقليم الجنوب الذي فشل فشلاً ذريعاً اذ رفضته الجماهير جملة وتفصيلا وهذا الفشل افقد المجلس الاعلى جماهير كثيرة وكان واضحا في انتخابات مجالس المحافظات الدورة السابقة وكذلك التيار الصدري الذي تضرر بسمعة الجيش (المهدي) نتيجة لوجود بعض العناصر المرفوضة اجتماعيا واخلاقيا التي أساءت للتيار والتي على اثرها قام السيد مقتدى الصدر بتجميده , كلاهما المجلس الاعلى والتيار الصدري بحاجة الى ترتيب اوضاعهما الداخليه وتحسين صورتهم امام الشعب العراقي فهم لايستطيعون دعم السيد المالكي لانه بات ورقة خاسرة في المستقبل القريب , ولان المالكي فقد عدد كبير من المحافظات في الانتخابات المحلية الاخيرة نتيجة لسخط الجماهير على اداء دولة القانون في البناء وكذلك لاطلاقه الوعود الكاذبة بالمائة يوم المشهورة وبتوفير وتصدير الكهرباء في عام 2013 , وتكلل ابتعادهم عن سياسة المالكي بنجاحهم في الانتخابات المحلية الاخيرة للمحافظات وخصوصا المجلس الاعلى , بعد ان انتهج السيد عمار الحكيم خطا معتدلاً في سياسته وكذلك فعل السيد مقتدى الصدر
نعم استطاع السيد المالكي بجدارة صناعة خصومه وفشل بتكوين الاصدقاء والحلفاء , ظناً منه ان حلفائه باقين معه الى الابد, لم يفشل فقط بكسب اصدقاء وحلفاء حقيقيين بل فشل فشلا ذريعاً بتحقيق اي منجز لصالح الشعب بل انتشر الفساد وتنامت الطائفية . من كل ماذكرنا هنا , يتضح لنا ان الحكومة عاقر والاحزاب عقيمة, القائمة العراقية فهي دائمة الانشطار تأخذ بيوضها وتضعها في كل يوم في رحم جديد لعلها تنمو ولاينمو فيه سوى الطائفية اللعينة , وكأن قدر العراقيين هذه الاحزاب العقيمة, الا يوجد غيرها في قيادة الشعب!! على الرغم من وجودها في دورتين حكوميتين , الحكومة تشكلت من احزاب عقيمة لايمكن ان تصنع الحياة الجديدة التي ينتظرها الشعب العراقي وهي الحياة الامنه السعيدة , لم تصنع سوى الاحباط والقتل والدمار , هذه الاحزاب تريد قيادة الشعب قسرا نحو التدين الطائفي المتحزب , عقد من الزمن مضى ومازالوا ينعقون بالطائفية وركض خلفهم المنافقين والفاشلين والسراق , عقد من الزمن مضى ومازالوا لايفقهون ماذا يريد الشعب العراقي او انهم يدفنون رؤوسهم في الرمال فهم عاجزون عن تلبية مطاليب الشعب الملحة , ماء وكهرباء وامن وفرص عمل . انها احزاب عقيمة شكلت حكومة عاقرة , فماذا ينتظر الشعب العراقي ؟