العراقيون يتذكرون كيف فتحت القوات الأمريكية في عام 2003م جميع المؤسسات الحكومية العراقية أمام أعمال النهب ، وكيف كان المترجمون الخليجيون الذين يعملون معها يدعون الناس إلى سرقة اثاث تلك المؤسسات .
وفي 1/10/2019 حين ابتدأت أفواج من الجوكر الأمريكي بتخريب مؤسسات الدولة وجرّ المراهقين معها ، بدأت العصابات تجد فسحة للنمو والتوسع في بغداد وواسط وذي قار ، وكادت تكون كذلك في كربلاء والنجف والبصرة لولا وقوف اهل تلك المدن بوجهها .
ولا يختلف اثنان في كون الحكومة العراقية بل المنظومة السياسية العراقية فاسدة ، وغير قابلة لإعادة التأهيل ، وأن التظاهرات شرعية ، لكن أليست هي المنظومة التي عقدت الإتفاقيات الأمنية والعسكرية مع الأمريكان ، وأن ما بني على باطل فهو باطل ، وأنها وليدة الاحتلال الأمريكي ، فلماذا تموّل الولايات المتحدة مائتين وخمسين مراهقاً في شوارع الناصرية لحرق وإغلاق مؤسسات الدولة . في الوقت الذي تقوم قوات خاصة من بغداد بأخذ ( حسين الزعيم ) الشاب الذي قاد تظاهرات مدينة الرفاعي في ذات المحافظة ذي قار ، رغم أنه رفض كل الإغراءات المقدمة له ، ونجح في تعديل الأمور في مدينته .
إن مدينة الرفاعي مدينة نفطية ، تستولي عليها الشركات الأجنبية ، ويعيش أهلها تحت خط الفقر ، ولم تتدخل بغداد طيلة المصادمات الداخلية فيها وذهاب ضحايا مدنيين ، وكان الإعلام العراقي الأمريكي يتبناها مدينة للثورة ، حتى اقتراب أبنائها من الشركات الأجنبية ، والبدء بمناقشة ملف العمال الأجانب ، عندها تدخلت بغداد .
تم أخذ حسين الزعيم وإيقاف تلك التظاهرات وإغلاق ذلك الملف ، وتم ترضية التيار الصدري بتسليم ملف الدرجات الوظيفية لنائبه ( غايب العميري ) ، وتسويف مطالب المتظاهرين .
ان الشركاء بتحريك الأرض المراهقة ضد مؤسسات الدولة كانوا عملاء السفارة الأمريكية وعملاء التيار الصدري ، فكان هذا الاتفاق كافياً لحماية المؤسسات الأجنبية .
اليوم في محافظة ذي قار هناك عصابتان في عموم المدينة ، عصابة محمد شريف أحد أتباع التيار الصدري ، وعصابة الصيدلاني أحمد الركابي العامل مع السفارة الأمريكية .