خاص : ترجمة – محمد بناية :
مشاركة السفير البريطاني في إحدى التجمعات بالعاصمة، “طهران”، والتي هتف البعض خلالها بشعارات منحرفة، هي مسألة جديرة بالتأمل من زوايا مختلفة، بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الأصولية.
تصرف بحماقة شديدة..
الملاحظة الأولى؛ هي أن السيد، “روب مكاير”، شارك، (على خلاف الأعراف الدبلوماسية)، في حدث يتعارض ومصالح الدولة الإيرانية.
والحقيقة لقد تحولت واقعة سقوط طائرة الركاب الأوكرانية، في سماء “طهران”، كانت نتاج خطأ بشري، (وهي ماتزال تنطوي على الكثير من التعقيدات التي يجب أن تخضع للمزيد من الفحص الإحترافي والدقيق)، ذريعة بالنسبة للبعض، وأصبح واضحًا بما لا يدع مجالاً للشك أن “الولايات المتحدة الأميركية” و”بريطانيا”، وعدد من الدول المعادية؛ تسعى لاستغلال هذه الواقعة.
لقد تورط السفير البريطاني بـ”طهران” في القضية بغرض مساعدة حكومته، إذا ألقت القوات الشرطية القبض عليه، بينما كان يلتقط صور التجمعات. ومعروف أن الدول الأجنبية إما تتدخل في العادة بشكل مباشر أو تستعين بعناصر غير معروفة؛ إذا أرادات استغلال حدث ما. لكن السفير البريطاني تصرف بحماقة شديدة ورفع ستار التزييف عن وجه حكومته.
يلل على سوء نية بريطانية واضحة..
الملاحظة الثانية: أتهم وزير الخارجية البريطاني، في إطار دعم سفير بلاده الوقح في “طهران”؛ وضمن تبرير هذه الخطوة العدائية، “الجمهورية الإيرانية”، بتبني سلوكيات من شأنها تشديد عزلتها على الساحة الدولية، وسعى بهذه الطريقة إلى تحسين شكل القضية.
لكن إجراء “دومينيك راب”؛ يثبت أن الفعل الذي قام به، “روب ماكير”، كان مهمة وأن “وزارة الخارجية البريطانية” كانت على علم بهذا الإجراء المخالف، وأن السيد السفير إرتكب هكذا مخالفة بتخطيط وتنسيق قيادات بريطانية رفيعة المستوى.
وهذا مستند واضح لا يقبل الإنكار ويثبت أن الحكومة البريطانية لا تعتزم فقط الاستفادة من الأجواء الإيرانية الخاصة، وإنما تلعب أيضًا دورًا في تشكيل وبلورة هذه الأجواء.
حسابات خاطئة..
الملاحظة الثالثة: تعمل الحكومة البريطانية، في العادة بشكل غير معلن، بعكس هذه المرة. والكشف عن وجه الحكومة البريطانية إما نابع عن تقييم خاطيء لقدرات نظام “الجمهورية الإيرانية”، والإحساس بأن هذا النظام يواجه مشكلة عميقة أو أن مسؤولي السياسة الخارجية البريطانية قاموا بإجراء تعديل على أسلوب تعاطيهم مع القضايا الخارجية، أو أنهم تصرفوا بحماقة هذه المرة.
والفرضية الأولى هي وهم، لأن مشاركة الشعب الإيراني بكثافة في مراسم تشييع، الجنرال “قاسم سليماني”، قبل نحو أسبوع، أثبت للعالم أن نظام “الجمهورية الإيرانية” يحظى بظهير شعبي قوي جدًا.
وبالتأكيد فقد كتب السيد السفير البريطاني نفسه تقريرًا لـ”الخارجية البريطانية” وجميع الأجهزة الحكومية؛ عن هذه المشاركة الشعبية منقطعة النظير. أما إذا أفترضنا صحة الفرضية الثانية والثالثة، فإن هذا يعتبر دليلاً واضحًا على خطأ حسابات المسؤولين عن السياسة “الخارجية البريطانية”.
لأنهم لم يفكروا أنهم حتى إذا اختاروا هذه الأسلوب الخاطيء فإنهم لن يطبقوه في دولة مثل “إيران”، لأن الشعب الإيراني أثبت منذ انتصار الثورة، وعلى مدى 41 عامًا الماضية، أنه لا يتساهل مع العناصر الخارجية؛ وإنما يشعرهم بالخجل إزاء نشاطاتهم العدائية. وكان المتوقع من المسؤولين البريطانيين، وفي المقدمة السفير البريطاني في “طهران”، إدارك حقيقة أن “إيران الثورة” تختلف عن “إيران الشاه”، وأنها لن تسمح لأي دولة بالتدخل في شؤون الشعب الإيراني.
وقد أثبت الإيرانيون هذه الحقيقة في فترات الحرب “العراقية-الإيرانية”، والعقوبات، والضغوط السياسية، وفي المواجهة مع كافة المؤامرات.
طرده أصبح مطلب عام..
الملاحظة الأخيرة: على “وزارة الخارجية الإيرانية” أن تعتبر السيد، “روب ماكير”، السفير البريطاني في “طهران”، عنصرًا غير مرغوب فيه على خلفية تصرفه بالمخالفة للأعراف الدبلوماسية، وإعلان أن مهمته في “طهران” لم تُعد مقبولة بالنسبة لنا.
وهذه ليست أولى مخالفات هذا السفير، وإنما هناك الكثير من المخالفات الأخرى التي تعلم بها وزارة خارجيتنا، ولذلك لا يمكن التساهل تجاهه. لقد بات طرد السفير البريطاني في “طهران” مطالب عام.