20 نوفمبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

“معاريف” : بسط الهيمنة الروسية على لبنان سيُشعل الصدام مع تل أبيب !

“معاريف” : بسط الهيمنة الروسية على لبنان سيُشعل الصدام مع تل أبيب !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يرى كثير من المحللين أن “روسيا” استغلت الحرب الأهلية في “سوريا” وتدخلت عسكريًا ليس فقط لحماية نظام “بشار الأسد”، وإنما لبسط النفوذ الروسي والوصول إلى شاطيء “البحر المتوسط”.

وإذا رسَّخت “روسيا” أقدامها في “سوريا”، من خلال قواعدها البحرية والجوية والبرية، وإذا فرض الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، على نظيره السوري؛ دستورًا وتركيبة لجيشه، وألزم “إسرائيل” أن تتجنب ضرب أي قاعدة أو مركز أو ثكنة عسكرية لـ”بشار” في طول “سوريا” وعرضها، فلماذا سيكتفي “بوتين” بالسيطرة على “سوريا”، دون أن يسيطر كذلك على “لبنان” ؟.

فيما ترى “إسرائيل” أن التدخل الروسي، في “لبنان”، سيُشكل تهديدًا أمنيًا واقتصاديًا لها، حيث نشرت صحيفة (معاريف) مقالات للمحلل الإسرائيلي، “يتسحاق لفانون”، تناول فيها احتمال إندلاع صدام عسكري بين “موسكو” و”تل أبيب”، جرَّاء بسط الهيمنة الروسية على “لبنان”.

محاولات بيع الأسلحة الروسية للبنان..

يرى المحلل الإسرائيلي؛ أن الرئيس، “بوتين”، يود أن يُصبح “لبنان” تحت الهيمنة الروسية، استمرارًا لنفوذه التام وتأمين مصالحه المستقبلية في “سوريا”، وهو يتعامل مع الوضع من منطلق القول المأثور: “ليس هناك أعداء للأبد؛ وليس هناك أصدقاء للأبد”.

ويسعى “بوتين” لتحقيق مآربه في “لبنان” عبر عدة وسائل، أولها بيع الأسلحة. لكنه يواجه مشاكل في هذا الصدد بسبب الضغوط الأميركية، إضافة إلى معارضة قادة النظام في “لبنان”.

وكان “بوتين” قد أقترح إمداد “لبنان” بالأسلحة الثقيلة، مثل الطائرات الروسية من طراز (ميغ-29)، بقيمة نصف مليار دولار، كما عرض تزويد “لبنان” بطائرات عمودية متطورة.

صحيح أن الإقتراح الروسي بتزويد “لبنان” بتلك الأسلحة؛ لم يصل بعد إلى مرحلة التنفيذ، لكن الأمر ما زال مطروحًا وهناك استعداد روسي لتسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المتطورة؛ بما في ذلك من دبابات وصواريخ.

روسيا تستغل الموقف الأميركي..

بحسب “لفانون”؛ فإن الرئيس الروسي، “بوتين”، يستغل موقف “واشنطن”، التي تشترط تزويد الأسلحة الأميركية لـ”لبنان” بعدم وصولها لتنظيم “حزب الله”.

ومن جانبها؛ فإن “روسيا” لا تعتبر “حزب الله” تنظيمًا إرهابيًا؛ لأن مقاتليه لم يأتوا من الخارج، مثل مقاتلي تنظيم (داعش). بل إن “موسكو” تعتبر “حزب الله” تنظيميًا لبنانيًا شرعيًا ولديه نوَّاب في البرلمان.

وفي إطار المساعي الروسية لبسط الهيمنة على “لبنان”، تعمل “موسكو” حاليًا على إقناع “لبنان” بتوفير الحماية لأراضيه عبر منظومة الدفاع الجوي الروسية الموجودة في “سوريا”.

ويرى “بوتين”؛ أنه بذلك يكون قد استجاب لمطلب الرئيس، “ميشال عون”، بحماية سماء “لبنان”. كما تود “روسيا” استغلال “ميناء بيروت” لتقديم الدعم المطلوب لأسطولها الموجود في مياه “البحر المتوسط”، إضافة إلى إمكانية استخدام المجال الجوي اللبناني في شن عمليات عسكرية داخل “سوريا”.

“بوتين” يبسط هيمنته اجتماعيًا ودينيًا !

يضيف المحلل الإسرائيلي؛ أن الرئيس، “بوتين”، يسعى أيضًا لتحقيق أطماعه على المستوى الاجتماعي والديني في “لبنان”، حيث يعزز علاقاته بـ”الكنيسة الأرثوذكسية” من أجل إقناع الشعب اللبناني بإمتيازات النفوذ الروسي.

كما يعمل “بوتين” على استقطاب “اتحاد خريجي الجامعات الروسية”، البالغ عددهم قرابة 20 ألف خريج، الذين يمهدون طريقهم تدريجيًا لتولي مناصب قيادية في الدولة.

أما على المستوى الاقتصادي فقد حصلت شركة الغاز الروسية الخاصة، “نوفاتيك”، عام 2018؛ على حق التنقيب عن “الغاز” في “البحر المتوسط”، في المنطقة الخلافية بين “إسرائيل” و”لبنان”، في الوقت الذي تدعم فيه، “روسيا”، حقوق “لبنان”. كما حصلت شركة النفط الروسية، “روس نفط”، على حق تشغيل منشآت “النفط” في مدينة “طرابلس” لمدة 20 عامًا.

سبق الصدام على الأراضي المصرية !

يشير المحلل الإسرائيلي؛ إلى أن المؤلف، “بوريس دولين”، قد كشف في كتابه الجديد: (جدار السويس)، أن “إسرائيل” و”الاتحاد الوفياتي” قد وقعا في صدام عسكري على الأراضي المصرية، خلال حرب الاستنزاف، ولم يتم الكشف عن ذلك لسنوات طويلة.

ويزعم “دولين”؛ أن سبب ما وقع من صدام هو أن “إسرائيل” لم تكن تُدرك مصلحة الوجود السوفياتي في “مصر”. والآن فإن “روسيا” موجودة في “سوريا”، ومنذ فترة ليست بالبعيدة؛ قال رئيس المجلس الاستشاري الروسي للشؤون الدولية والأمن، “فيودور لوكيانوف”، إن “إسرائيل” لن تجرؤ على استفزاز الوجود الروسي في “سوريا”، لأن “موسكو” سيكون لها موقف حازم حيال ذلك.

وختامًا يوضح “لفانون”؛ أن مَن يراقب أساليب التدخل الروسي في “لبنان”، سيصل إلى نتيجة مفادها احتمال وقوع صدام عسكري على المدى القريب أو البعيد بين “موسكو” و”تل أبيب”.

وربما قد حان الوقت لأن تستفيق “إسرائيل” وتعمل على ضم ملف “لبنان” في قضايا التنسيق القائمة بين “موسكو” و”تل أبيب” في ما يخص الشأن السوري.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة