رحم الله أستاذنا الكبير علي الوردي حينما وصف العراقي بأنه مزاجي ومتغير الأهواء وانأ هنا لا أريد اقدح شخصا لأنني سوف اقدح نفسي ولكن للأسف هذه هي الحقيقة
ولا أريد أيضا إن أتفلسف في موضوعا ما ولكن اطرح موضوع او حدث واقعي وليس هو بالبعيد وإنما لم تمضي عليه سوى أياما قليلة وهذا الحدث قد عاشت إحداثه شريحة كبيرة جدا ومتنوعة من المجتمع العراقي الغني والفقير المثقف والجاهل السياسي والمعارض
هذا الحدث هو بطولة كاس العالم للشباب ورحلة منتخبنا الشبابي فيها
وتبدأ القصة حينما أتى صديق لي لمتابعة مبارة كرة القدم في مكتبي وهو يشرح لي وبصورة دقيقة قدرات منتخبنا الخارقة وقدرات السيد حكيم شاكر وكأنني ليس ابن العراق
المهم بدأت لعبة العراق وكوريا الجنوبية وصديقي كان أسرع من المعلق بتعليقاته وهو يشد من عزم اللاعبين وكأنهم يسمعونه ولكن هذا هو الحب الجنوني للفريق
وما ان سجل العراق هدفا حتى قفز صاحبي في الهواء وهو يقول ( مو كتلك ذوله إبطال ))
ولكن نبرة صاحبي تغيرت عندما سجل الكوريون هدف التعادل وهو يقول (( ربعنا والله ثولان ))
وبدأ صاحبي يشتم ويعربد وأصبح فريقنا البطل خراعة
ولكن تغير الحال عندما سجل فريقنا الهدف الثاني وعادت الابتسامة الى وجه صاحبي وهو يقول إبطال والله إبطال
((خويه مو قبل شويه طلعتهم صفر )) رد ضاحكا ماعليك ماجاي اقصدهم
واذا هدف التعادل يأتي من جديد واذا بصاحبي يصرخ من جديد ويرمي البنغالي بقنينة الماء وكأن البنغالي هو من سجل الهدف الكوري وهو يقول والله كل شي مايعرفون انعل ..ووووووو وبدات سيول الشتائم ولم يسلم منه اي لاعب ولا مدرب …
المهم اللحظات الحاسمة العراق يسجل الهدف الثالث واذا بصاحبي يرقص فرحا وهو يراقص البنغالي وهو يقول حكيم بطل والله يستاهل تمثال حكيم ذهب حكيم ابو الغيره حكيم الذيب احسن مدرب حكيم ولكن صمت وهو يشاهد هدف التعادل الكوري كل شي ما يفتهم حكيم بصخلتين مااسرح حكيم…ووووو
وفي النهاية العراق يفوز وصاحبي يودعني على أمل اللقاء في المبارة القادمة وهو يقول وروح عمك وروح ابوي إني متأكد من الفوز وانأ اعرف فريقنا إبطال بس هاي انفعالات لا أكثر
راجعت انفعالات صاحبي وهو بطبيعته عراقي كيف تحول من اليمين الى اليسار خلال دقائق من مدح الى ذم والى والى…
خلال ساعتين فقط تحول صاحبي من مكان الى مكان تغيرت مواقفه اربع مرات او أكثر لماذا هذا التناقض في تصريحاتنا في إعمالنا
ولا اعرف ماذا فعل صاحبي في مبارة اورغواي هل بقي على رايه بان الفريق ابطال ام تحولوا الى ططوات
وعندما يعارضني شخص وهو يقول ان العواطف في الرياضه متقلبه وان حب الفريق والانفعالات تولد هكذا اشياء
اقول ربما ولكن اروي لكم قصة اخرى بعيده كل البعد عن الرياضة وهو إنني كنت مدعو في محفل عند احد الأصدقاء في المحافظات ولفت انتباهي الى شخص وقور جدا كلامه كان قوي ومؤثر وهو يتناقش في السياسة وأحوال البلد
اعترض هذا الرجل على كلام احد الإخوة الذي انتقد السيد المالكي والحكومة العراقية وإذا به يشخص الخلل بنا وليس في الحكومة موضحا ومعللا ومفسرا
لقد صور لي وانأ ابن البلد بان حكومتنا هي حكومة منزلة من السماء من حيث النزاهة والعدالة والأمان وان السيد المالكي هو سيد زمانه وهو الرجل المناسب للعراق في كل أوقاته بل هو المنقذ لهذا البلد
سئلت احد أصدقائي عن هذا الرجل هل هو قريب للسيد المالكي هل هو ضمن ائتلاف دولة القانون او هو مرشح للانتخابات معهم فأجابني لا بل هو إنسان من عامة الناس ولكن هذه هي قناعاته ونحن نحترم أرائه
وقبل أيام قليلة التقيت به في مكان عام وانأ اسأله عن السياسة والانتخابات وما أفرزته الانتخابات
وإذا بصاحبي ليس هو صاحبي الذي التقيت به قبل سنة تقريبا انه شخص أخر من خلال طرحه ورأيه الجديد بان خراب البلد سببها المالكي وان .. وان ..
سبحان الله مغير الأحوال من حال الى حال
سئلت صاحبي عن سبب هذا التغير الكبير والمفاجئ في شخصية صاحبنا هذا .. هل هناك خلاف عائلي مع المالكي او هل ان الحكومة سلبت حقه في موضوعا ما ..
قال لا هذا ولا هذا ولكن صاحبنا كان له ابن تخرج حديثا من ألجامعه وبعد ان قدم أوراق تعينه ولكون التعيين كان قرعه ولم يفوز ابن صاحبنا في ألقرعه تغير حاله وأصبح ناقما على الحكومة ..
ومن هل المال حمل اجمال