. بعد انفصاله عنها وشعوره بالخيبة قرر الانسحاب من الحياة العامة والعيش لنفسه في عزلة ينسج خيوطها بهدوء بعيدا عن الاخرين فهجر السهر ومشاركة المعارف والاصدقاء افراحهم واتراحهم ولم تنفع معه كل المحاولات وجلس في صومعته يجتر ذكرياته معها باحثا في طياتها عن خيط يوصله لفهم ماحدث لكنه لم يفلح ولم يجد تفسيرا مقنعا لما ما قامت به .
. كان بين الحين والحين يدخل صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي فيجدها تواصل لهاثها خلف سراب الحياة مع اثنين من اصدقائها .. تخرج معهم .. تغدق كرما في التقاط الصور التذكارية لهم وتوازن بين السخرية والولولة في منشوراتها وتوحي لقارئها انها عاشقة لمطرب مات ولها من العمر قرابة سبعة سنين ففسر تصرفاتها على انها حالة مرضية تمر بها بعد الانفصال تحاول الاثبات من خلالها انها تعيش حياة طبيعية لا تختلف عن السابق وانها مرغوبة من الاخرين وبدلا من ان تكون بصحبة رجل واحد فهي الان بين رجلين ، فضحك منها ومن تفسيره لتصرفاتها وحاول تناسيها .
. ذات ليلة وجد في صفحته على (الفيسبوك) طلب صداقة لاسم لم يمر امام ناظره ذات يوم ولم يعرف صاحبته فقرر الدخول لصفحتها فوجدها لاتختلف كثيرا عن صفحات النساء وقد توزعت منشوراتها بين الازياء والطبخ والتسوق والولولة وبعض ( الفيديوهات) وصور السفر مع منشورات متباعدة تدعو الى الله والسير في طريقة .
. ساوره بعض الشك ان تكون هي صاحبة الصفحة لكن الوقائع نفت ذلك بعد ان حاول ان يجد قاسم مشترك بين صفحتها وهذه فقرر ان يقبل صداقتها لكن بشرط ان يراها ويسمع صوتها فكتب لها الرسالة التالية : ( سعيد بطلبك صداقتي لكني تعودت ان لا اوافق على صداقة امراة ما لم ارى صورتها او اسمع صوتها / احترامي ).
. جاء الرد بالموافقة وتحديد موعد ولما كلمها وظهرت له كانت امراة تقاربها في العمر وتشترك معها في كثير من ملامح الحياة وكانت صورة الاخرى تتراقص امام عينيه وهو ينظر اليها وفي النهاية اتفقا ان يكون اصدقاء وان يلتزمان بحدود الصداقة ولا شيء غيرها واتفقا ايضا ان لايتدخل احدهم بشؤون الاخر وعلاقاته وحتى تبادل دخول الصفحات والمشاركات والتعليقات والردود تكون اختيارية وبدون حتى ايحاءات .
. مر قرابة شهر على صداقتهما وكان اول خرق من جانبها انها انزلت على صفحتها اغنية لنفس المطرب الذي رآه يحتل حيزا كبيرا في صفحة السابقة مع اشارة مشاركة له فقال في نفسه ( هذا اول الغيث ) وفي الليل بدأت هي الدردشه وخاضا في احاديث مختلفة وعند توقفها عند مقتل سليماني ورد الايرانيين على الامريكان وضرب قاعدة عين الاسد سألته بشكل مفاجئ : هل لك ان تخبرني عن اسباب انفصالك عن فلانة وبالتفصيل فضحك وقال : دعينا من اسباب انفصالي عنها وحاولي الانشغال باسباب انفصالي عنك وسأترككما ضرتين لمطرب مات منذ زمن لاتفقهانه .
وداعا واغلق باب الدردشة .